لي صديقة تتخيَّل دوماً أنَّها ذات منصب يخوِّلها دوماً لفعل شيء.. سألتها أن تسمح لي بمشاكسة أحلامها في هذا الحيِّز من الزَّاوية، أرسم طموحها، وأنقل أمانيَّها، طالما أنَّها جميلة، طامحة، ذات نكهة وفائدة ربَّما تنفع أحداً ما ممَّن تتمنى صاحبتي أن تكون ولو للحظة في مكانه.
تقول:
* لو كنت صاحبة قرار لشكَّلت لجنة لمتابعة يوميَّة لساعات عمل الوزراء، ولتابعت الأحداث التي تتمُّ فيها، ولفتحت ملفات أوراقهم، وقارنت بين تأشيراتهم، ما الذي للعرض ومتى؟، وما الذي للتَّنفيذ وكيف، وما الذي للحفظ ولماذا، وللذي للمناقشة ومع من؟ وما الذي للإحالة وإلى من!..
إنَّ في هذا ما يساعد على: دعم القرار، وتصويب التَّوجيه، وتقدير المسؤولية.
* لو كنت وزيرة التَّربية والتَّعليم لشكَّلت فرق عمل دائمة متغيِّرة، دائمة في أداء الواجب، متغيِّرة في شخوصها..، ولأرسلتها لفتح ملفات المدارس، والإدارات، ومقابلة الطُّلاب والطَّالبات، وأولياء الأمور، والاطِّلاع على سير العملية التَّعليمية داخل المدارس، ومكاتب المدراء، والإشراف، ولعاقبت القديم الذي ملَّ من العمل وتحوَّل يومه بين الاتكاء والنَّوم أو الأكل والأحاديث، ولحفزت الذي يعمل ولا يجد أذناً صاغية لمتطلبات واحتياجات تطويره لعمله، ولوقفت على نماذج الطَّالبات في المدارس ممَّن يتمردن على النِّظام ويشكِّلن مجموعات فوضى داخل المدارس تخافهن مدرساتهن، وتهاب أولياءهن مديراتها ولأحسنت اختيار المجموعات العاملة في اللِّجان ورئاسة البرامج ممَّن يستحق وليس ممَّن يرشَّح عن معرفة أو مصلحة أو صداقة... و... لفعلت.. وفعلت ما لا يدري عنه مسؤولو المقاعد داخل المكاتب الذين يعلمون عن الأمور إما هاتفياً أو فاكسياً أو عن لسان له ألف لون وعشرون جملة لموضوع واحد.
* ولو كنت مديراً للشُّرطة لشكَّلت لجاناً سريَّة تندسُّ في كلِّ قهوة، ومتجر، وملعب وعند أسوار المدارس، ومحال الهدايا، لاجتثاث كلِّ دخيل من شأنه التَّأثير في سلوك الشَّباب.
* ولو كنت مديراً لبرامج التِّلفاز لسعيت لوضع خطة برامجية جاذبة ومشوِّقة أطعِّمها بالمبادئ التي بدأت تضيع، وبالقيم التي بدأت تضمحل.
* ولو كنت مسؤولاً عن الأسواق لمنعت هؤلاء الشَّابات ممَّن طرأ على مظهرهن ما لم تتعوَّده أعين النَّاس، وهن يقدمن للسُّوق وكأنهن ذاهبات لمهرجان أو لحفل...
* ولو كنت أستطيع أن أخفف من حساسيتي نحو ما أرى وأسمع لمنحت نفسي راحة نفسية ممَّا أعانيه من الألم وأنا أتمنى، وأقول لو كنت لكن لو.. مانعة.. والحقيقة مانعة.
***
هذا جزء من كلٍّ ممَّا أفضت به صاحبتي لعلَّ فيه ما يفيد كلَّ من تمنت هي أن تكون.
|