* الرياض : ياسر المعارك:
ما الجريمة وما أسبابها؟ وما الكيفية للقضاء عليها؟ هذه الأسئلة وغيرها حملناها وطرحتها «الجزيرة» على عدد من المختصين في أبحاث الجريمة وآثارها وأخطارها على الفرد والمجتمع والأمن والاستقرار فلنقرأ ماذا قالوا:
* ما الجريمة؟
- يقول العقيد علي العجرفي: الجريمة لها أكثر من تعريف والجريمة هي كل فعل معاقب عليه بحد أو تعزير.
ويضيف المقدم صالح المصبحي: قسمت الجريمة الى قسمين ايجابية وسلبية فالجريمة الايجابية هي إتيان فعل محرم أو جرم كأن يقوم الشخص بالقتل أو السرقة.. أما الجريمة السلبية كأن يمتنع الشخص عن إتيان فعل معين واجب عليه إتيانه.
* وما الأركان التي تقوم عليها الجريمة؟
- يقول المقدم داوود المصبحي: للجريمة أركان ثلاثة تبنى عليها وهي الركن المادي وهو قيام الشخص باتيان فعل أو الامتناع والركن المعنوي هو قصد للعمل.
والركن الثالث وهو الرابطة السببية بين الركنين المادي والمعنوي وهذا مهم جداً لأن القضاء يركز على هذه الجوانب لأن هذه الأركان هي التي تحدد إذا كانت الجريمة عمدية أو غير عمدية.
* كثيراً ما نسمع مقولة: لا توجد جريمة كاملة.. فماذا تعني هذه المقولة؟
- يقول المقدم خالد الصالح: بالنسبة للمقولة لا توجد جريمة كاملة هي صحيحة الى حد ما بمعنى ان المجرم لابد أن يترك أثراً بمسرح الحادث ولكن لعوامل ما قد لا يفلح المحقق الجنائي في الوصول لهذا الأثر لعدة أسباب منها ضآلة الأثر المادي في مسرح الجريمة أو عدم التعامل بجدية مع الأثر وغيره.
* هل حدثتمونا عن مفهوم الجريمة المنظمة؟
- يقول المقدم داوود المصبحي:
سؤال جيد فذكر الجريمة المنظمة مهم جداً لأن تعريف ومفهوم الجريمة المنظمة قد أشكل على العديد من الدول المتقدمة بما فيها أمريكا حتى قامت بتشكيل لجنة لوضع تعريف ومفهوم للجريمة المنظمة. ولأن الجريمة المنظمة لها تشعب كبير جداً ونتائجها مرعبة وعنيفة وقد وصلت الجريمة المنظمة في بعض الأحيان الى الوصول الى أجهزة العدالة الجنائية برمتها فقد استطاعت بعض منظمات الجريمة الوصول الى مناصب رئاسية مثل ايطاليا.
وقد عرفت الجريمة المنظمة بأنها عمل مستمر غير مشروع منظم بالغ الدقة والتعقيد لا يحده زمان ولا مكان ولا يقيده الكم والكيف تقوم به جماعة محترفة تملك القوة والنفوذ والامكانات المتطورة وتدين بالطاعة والولاء لزعيمها الذي يفرض العنف والقسوة على من يخون مرؤوسيه ويتخذ مبدأ الترهيب والترغيب مع أصحاب السلطة والنفوذ مع كل من له علاقة بتنفيذ جريمة مقابل هدف واحد هو الحصول على أهداف معينة منها المال بوسائل تظهر مشروعية العمل الاجرامي وتخفي أدلة الإدانة لتلافي المساءلة النظامية والقانونية.
* ما هي أشهر منظمات الجريمة المنظمة؟
- يقول المقدم داوود المصبحي: أشهر المنظمات على مستوى العالم تسمى الياكوزا اليابانية والمافيا وقد انقسم العالم الى قسمين قسم تسيطر عليه المافيا في الغرب وقسم تسيطر عليه الياكوزا بالشرق وهناك تعاون قوي جداً بينهما.
* تطورت تقنيات الجريمة وظهرت الجريمة المنظمة.. ألا يشكل ذلك التنظيم المنظم والدقيق صعوبة في اكتشاف الجريمة؟
- يقول المقدم داوود المصبحي: المفروض ألا يكون صعباً لأن هناك تناسباً طردياً بين تطور الجريمة وتطور مكافحة الجريمة، فهناك سباق مستمر كلما اكتشف رجال الأمن الطريقة أو الوسيلة لارتكاب الجريمة حاول المجرم أن يطور هذه الطرق لتكون خافية على رجل الأمن فالسباق مستمر، ناهيك عن التطور التقني وحاجات الناس الى تولد الصراعات المختلفة.
* كيف يستطيع الجهاز الأمني الحد من تفاقم الجريمة؟
- العقيد علي العجرفي: الجريمة قائمة الى ان تقوم الساعة، وفي ظل التطور الأمني الهائل هل نستطيع ان نمنع الجريمة؟.. طبعا لا ولكن هل نستطيع ان نقلل من الجريمة؟ نعم.
وأضاف المقدم داوود المصبحي: لكي نحد من الجريمة يجب تأهيل الكوادر الفنية المدربة وتجهيز أحدث التقنيات للأدلة الجنائية التي تستطيع ان تكتشف العديد من أسرار الأثر المادي ومدلولاته كما يجب حصر الأماكن التي تزيد بها الجريمة وحصر الأماكن التي تتواجد بها منظمات وتيارات متطرفة.
كما يجب ملاحظة العمالة الوافدة ويرجع السبب لظهور بعض الطرق الاجرامية التي لم تكن معروفة وتمارسها هذه العمالة الوافدة.. ومن الخطوات المهمة جداً إعداد دراسات مكثفة حول المجتمع فيما يتعلق بالجريمة وذلك للخروج بعدد من النتائج الهامة بشأن الناحية العقابية ومثال للايضاح، وخير شاهد على هذا ما حصل في تطور نظام المخدرات فقبل عام 1407هـ لم تكن العقوبات بتلك الصرامة بالنسبة لمروج المخدرات وبعد تطبيق أول عقوبة وهي قتل وتعزير المهرب نلاحظ ان السنة التي بعدها انحدرت نسبةالتهريب إلى النصف.
* هل للجمهور دور في الحد من وقوع الجريمة؟
- نعم لأن الأمن مطلب حيوي وبدون الأمن لا تستقيم الأمور والجمهور يساهم في مد أجهزة الأمن بمعلومات كثيرة ومهمة جداً وأجهزة البحث الجنائي لا تستطيع ان تتقدم بدون مساعدة الجمهور.
* المواطن يخشى تقديم البلاغ بسبب المواقف المحرجة التي يقع بها مع الأمن والخوف من عواقب الأمور..؟
- المقدم داوود المصبحي: يجب أن تكون هناك ثقة موجودة بين رجل الأمن والمواطن وهذا يعول عليه كثيراً رجال الأمن حيث ان هناك نصوصاً وتعاميم وتعليمات واضحة لطريقة التعامل مع المبلغ: أولا يجب معاملة المبلغ معاملة شخص قدم خدمة، فتأخذ معلوماته الأولية عن الجريمة وبعض المعلومات المتعلقة بالشخص حتى إذا كان هناك استفسار يسهل الوصول اليه ويجب على ضابط التحقيق أن يذهب هو بنفسه الى مكان المبلغ وأخذ الاستفسار اللازم.
* مداخلة العقيد علي العجرفي:
المواطن يتضجر من البلاغ ومن ان رجل الأمن يأخذ معلومة..
عزيزي المواطن.. البلاغ خدمة وطنية وحس أمني ونظرا لتعدد البلاغات فبعضها تكون بلاغات وهمية وكيدية في أشخاص. فرجل الأمن يطلب معلومات شخصية إذا كان هناك استفسار أو شهادة في المستقبل فإن تفعل خيراً ولكن لا يستطيع رجل الأمن أن يجبرك على شيء.
* هل خريجو كلية الملك فهد الأمنية يتم تعيينهم في القطاعات الأمنية المختلفة وفق قدراتهم ومهاراتهم الشخصية؟
- الرائد: عبدالعزيز المسيند: هناك بعض القطاعات لها صفات محددة يجب ان تتوفر في منسوبيها لكن اجمالا فإن خريجي كلية الملك فهد الأمنية جميعهم في مستوى واحد من التأهيل ومن الصفات الواجب توفرها في رجل الأمن.
* لنجاح التحقيق في جريمة ما.. ما الصفات التي يجب توفرها في ضابط التحقيق؟
- الرائد عبدالعزيز المسيند: سؤال وجيه فالصفات التي يجب أن تتوفر في المحقق الناجح أن يكون مستقيماً ونزيهاً ونعني هنا بالاستقامة التمسك بتعاليم الشريعة الاسلامية وأن يكون شجاعا ولديه قوة في الذاكرة وحفظ المعلومات كما يجب أن يكون دقيق الملاحظة كتوم السر ونشيطاً وغير مغرور وان يتقن عمله.
* بالمقابل.. ما هي عوامل فشل المحقق الجنائي في الوصول إلى حقيقة الجريمة؟
- الرائد عبدالعزيز المسيند: هناك عوامل عديدة يجب على ضابط التحقيق الحذر منها كأن يتأثر بالمؤثرات الخارجية كالرأي العام في موضوع معين والتشبث بوجهة النظر والتباطؤ في جمع الأدلة والحذر من التقليل من أهمية الحوادث الجنائية وعدم التعمق في البحث واليأس من ظهور النتيجة.
* ما المقصود ب «نزع الاعتراف» هل هو استخدام القوة؟
* المقدم خالد الصالح: هناك مصطلح يسمى نزع الاعتراف ولا نقصد بهذا اللفظ استخدام القوة والعنف فنزع الاعتراف يأتي في مرحلة لاحقة من التحقيق الجنائي التي بها تستطيع ان تواجه المتهم بحقائق لا يملك إلا ان يعترف وينهار ويعترف فيقوم بشرح الجريمة كاملة. وهذا يترتب على مهارة المحقق كيف يرتب الأسئلة وبناء سؤال من احدى اجابات المتهم حتى يسأل السؤال ويربط بين الحقائق والأمور.
* كيف يستطيع المحقق ان ينزع الاعتراف من أصحاب السوابق الذين تمرسوا على طرق التحقيق؟
- الاعتراف ليس هدفاً بالنسبة لضابط التحقيق بقدر ما هو بحث عن الدليل. لأن بعد مرحلة التحقيق يتم عرض القضية الى القاضي المخول باصدار الحكم. على سبيل المثال وجود متهم قبض عليه متلبساً بتهمة تهريب المخدرات فبعد مثول المتهم أمام القاضي وقام بالانكار حول علاقته بهذه المخدرات تكون الأدلة والقرائن خير شاهد على إدانة هذا المجرم.
* ما هو جهاز كشف الكذب؟
- المقدم خالد الصالح: هو جهاز يرصد الانفعالات اللاإرادية في الانسان عن طريق مجسات تقيس المتغيرات الفجائية لدى الانسان عن طريق التعرق وسرعة ضربات القلب واتساع القفص الصدري. وتعتبر في العدالة الجنائية نسبة خاطئة 4% وهذه نسبة كبيرة في المجال الجنائي لأن نتائجه قد تترتب عليها عقوبة الإعدام، فلذلك لا يعول كثيراً على جهاز كشف الكذب ولكن نتائج هذا الجهاز تعتبر مرئية تنير طريق المحقق خلال قضية ما.
* هل هناك طريقة للتحايل على جهاز كشف الكذب؟
- المقدم خالد الصالح: نعم هناك طريقة فبعض الطيارين يتم تدريبهم ليعلم كيف يتغلب ويضلل جهاز كشف الكذب وذلك لاحتمالية وقوعه بالأسر فيدرب كيف يكون بحالة نفسية معينة يحافظ عليها خلال تلقي الأسئلة القوية والدقيقة.
* تغيرت أساليب الجريمة. هل نتحدث عنها؟
- المقدم داوود المصبحي: حقيقة الجريمة التقليدية تغيرت ففي الوقت الحالي ظهرت نماذج من الجريمة تسمى الجريمة المعاصرة أنماطها اختلفت وآثارها أصبحت قوية جداً.
على سبيل المثال «فايرس الحب» جريمة حديثة جريمة بسيطة ولكن آثارها عمت بقاع الأرض وكلفت العالم العديد من ملايين الدولارات، وهناك نوع آخر من الجرائم الحديثة وهي سرقات بطاقات الائتمان عن طريق الإنترنت. وهناك نوع آخر وهو تجارة الرقيق الأبيض وهي استدراج الضحايا عن طريق المخادعة «الشات» على الإنترنت بالكلام المعسول وهكذا.
* إذا كانت هناك صلة قرابة بين المحقق والمتهم هل يستمر المحقق في هذه القضية؟
- العقيد علي العجرفي: أي محقق له علاقة بالمتهم أياً كانت الصلة تسلم القضية التي لديه لضابط تحقيق آخر.
|