Friday 4th july,2003 11236العدد الجمعة 4 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدكتور: عقيل كليم الدكتور: عقيل كليم
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

فتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم، فإذا بمقابلة مع هذا الدكتور، من خلال برنامج: كيف أسلمت؟ فكان المقدم يسأل الدكتور عقيل كليم عن كيفية إسلامه، وعن موقف أهله، وعن موقف أصدقائه منه بعد الإسلام، فكانت مقابلة شيقة ممتعة للغاية، تبين من خلالها عظمة هذا الدين، وأن الإيمان إذا استقر في نفس الإنسان، هانت عليه كثير من مألوفاته ومحبوباته المنافية لهذا الإيمان، وقد لفت انتباهي، وشغل تفكيري، اسم الدكتور، فكنت أفكر لماذا اختار هذا الاسم؟ عقيل، فاسم عقيل من الأسماء المشهورة فقط في هذه البلاد التي نسأل الله أن يحفظها بحفظه فكنت أفكر بعقيل من أين أتى به ابن كليم؟ فما لبثت إلا لحظات وإذا بالمذيع يسأل الدكتور عن سبب اختياره لهذا الاسم. ففرحت من باب حب الاستطلاع فرحاً شديداً، فلما ترجم المترجم سبب اختياره لاسم عقيل تأثرت تأثراً بالغاً وتمنيت ساعتها لو أن عندنا مثل عقيل الأول بالملايين.
عقيل الأول، الذي تسمى به الدكتور، رجل من هذه البلاد قابله عندما قدم، فعامله المعاملة الإسلامية، لقاه بوجه طلق، وأكرمه، وأحسن وفادته، وأبدى استعداده لمساعدته، سواء أراد ما لا أو أراد سكناً أو أراد شفاعة حسنة، فتأثر الدكتور بخلق هذا الرجل النبيل، ورأى بعينه معاني الكرم والجود والإحسان التي يجعلها الإسلام في نفوس أبنائه، فأعجب بهذا الدين العظيم، فاعتنقه وصار واحداً من أفراده، فلما جاء دور تغيير الاسم، اختار عقيلاً، وفاء ومحبة لذلك الرجل الذي أثر به بمعاملته الحسنة وأسلوبه اللبق. فجزى الله عقيلا خير الجزاء، وكثر من أمثاله دعاة إلى الله تعالى، فما فعله مع هذا الرجل هو ما ينبغي لنا أن نفعله، في سبيل دعوة غيرنا لدين الله تعالى، وجزى الله الدكتور أيضا خير الجزاء حيث بين لنا منهجا يغفل عنه كثير من المسلمين، حتى صار الكافر يأتي إلى هذه البلاد ويستفيد من خيراتها ويمكث عشرات السنين ثم يذهب إلى بلاده وهو على كفره.
إن ما قام به عقيل السعودي مع عقيل بن كليم، مطلوب منا القيام به لتأدية رسالتنا العظيمة، ووظيفتنا الحقيقة، التي بسببها نلنا الخيرية، يقول تبارك وتعالى:{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّلّوً آمّنّ أّهًلٍ الكٌتّابٌ لّكّانّ خّيًرْا لَّهٍم مٌَنًهٍمٍ الپًمٍؤًمٌنٍونّ وّأّكًثّرٍهٍمٍ الفّاسٌقٍونّ} وأي منكر أعظم من الكفر بالله والشرك به؟.
إن الدعوة إلى الله تعالى، وخاصة للكفار بيننا، ينبغي أن تكون في مقدمة اهتماماتنا، وتكون بالأسلوب الحسن، وبالمعاملة الطيبة، ورب كلمة وابتسامة فعلت ما لا تفعله محاضرة ولا خطبة جمعة ولا درس، وليس هذا تهويناً من شأن المحاضرات والخطب والدروس، كلا، ولكنها إقامة حجة على الذين يظنون أن الدعوة فقط بالمحاضرات وخطب الجمعة والدروس والدورات الشرعية، عقيل لم يقف خطيباً على رأس ابن كليم، ولم يجلس بين يديه محاضراً، ولم يثن ركبتيه مدرساً، إنما بكلمات يسيرة مشفوعة بالشفقة مغلفة بالصدق أودت بالكفر وكانت سبباً بعد توفيق الله تعالى في الدخول في الإسلام {فّاعًتّبٌرٍوا يّا أٍوًلٌي الأّبًصّارٌ}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved