Friday 4th july,2003 11236العدد الجمعة 4 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن تحول بيته من هدوء ووحدة إلى مرح وسعادة.. لافي لـ « الجزيرة »: بعد أن تحول بيته من هدوء ووحدة إلى مرح وسعادة.. لافي لـ « الجزيرة »:
هكذا بدأت رحلة ماجد وخلود إلى بيتي!
أنصح من لم يرزق بأطفال بالأسر البديلة التي تكفل السعادة!!

تحقيق: جميل فرحان اليوسف سكاكا الجوف
«الأسرة البديلة» نظام يكفل السعادة للعديد من شرائح المجتمع.. يكفلها لرجل وامرأة لم يرزقهما الله بأبناء وبنات.. ويكفلها لطفل وطفلة هما في أمس الحاجة إلى أب رحوم وأم حنون يوفران لهما احتياجات الدنيا ويجلبان لهما سبل السعادة في طفولتهما البريئة.
لافي ورحلة الزواج
«لافي مناطح الرويلي» من مواليد عام 1377هـ في قارا بمدينة سكاكا الجوف، يعمل معلماً منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما.. تزوج في عام 1399هـ.. وعاش مع زوجته، ولكن الله لم يشأ لهذا الزواج بالاستمرار.. وفي عام «1406هـ» أعاد لافي محاولة الزواج بحثاً عن طفل يملأ عليه الحياة.. ولكن الأقدار كانت أقوى ولم يكتب له الله طفلاً.. فكان ان تزوج الثالثة في عام «1412هـ».
برنامج «مستشارك»
هو البداية!!
استمر لافي مع زوجته الأخيرة وهما يفترشان الوحدة ويلتحفان الحلم بطفل يملأ عليهما تلك الأجواء الحزينة، وفي ليلة من ليالي عام «1423هـ» كان لافي مع زوجته يتابعان برنامج «مستشارك» عبر القناة السعودية الأولى.. وكان الحديث في تلك الحلقة مع معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية حول موضوع «الأسر البديلة»!! وكيفية الوصول إلى طفل تتبناه أسرة ويعيش معها كأسرة بديلة لأسرته.. ومن هنا قرر الزوجان السعي وراء هذا الموضوع وعقدا العزم على البداية في الحصول على طفل يملأ المنزل بصراخه ولعبه!!
أربعة أشهر والفكرة على
طاولة الدراسة!!
اضطر لافي قرابة الأربعة أشهر إلى السؤال والاستفسار وتجهيز الأوراق اللازمة لاحضار الطفل وأخذ يتنقل ما بين دور التربية الاجتماعية ودور الحضانة في عدد من مناطق المملكة حتى أنهى جميع الإجراءات اللازمة.. وطار بكل شوق ولهفة بحثاً عن ذلك الطفل الذي كان ينتظره بأكثر من شوق هو وزوجته..
ماجد.. ينتظر لافي في أبها!!
وبعد صولات وجولات، وذهاب وإياب بين الجوف والرياض والمدينة المنورة وجدة.. انتهى المطاف بلافي وزوجته في مدينة أبها.. وهناك في حضانة الأطفال شاهد الاثنان عدداً من الأطفال، وشاء المولى جل وعلا ان يكون «ماجد» أول طفل يتسلل إلى قلب الأبوين.
الفكرة مازالت سرية!!
كل هذه الرحلة ولافي لا يزال يكتم الأمر بينه وبين زوجته، ولكنه عندما وصل مطار أبها عائداً إلى الجوف، اتصل بأحد أشقائه وكذلك شقيق زوجته.. وأخبرهما بالموضوع وعن موعد وصول «ماجد» إلى مطار الجوف.
ردة فعل غير متوقعة!!
لم يتوقع لافي ان تكون ردة فعل «المجتمع» بهذه الايجابية فالفكرة غير مألوفة وكان الحذر يسيطر على لافي وزوجته.
ولكن عندما نزل هو وماجد في مطار الجوف وجد شقيقه بانتظاره، وقد حضر إلى المطار ومعه أبناؤه محضراً كاميرا فيديو لتوثيق تلك اللحظات السعيدة في حياة لافي..
استقبلوه وعادوا به إلى البيت، فإذا بكل أفراد العائلة مجتمعين هناك، وقد حولوا البيت إلى مدينة ألعاب ومعرض ملابس «لماجد» الذي يشتاق إليه الجميع.. وانهالت الاتصالات والتهاني والتباريك للافي وزوجته من جميع الأقارب والأصدقاء.
«مجودي» من أفراد العائلة!!
وحرصاً من الأخ لافي على ربط «مجودي» مع العائلة، فقد حرص على ارضاعه من قريباته، وتم دمجه مع أقاربه حتى أصبحت زوجة لافي خالة له من الرضاعة وهذه نظرة بعيدة للمستقبل !!
خلود.. تكمل العقد السعيد
ونظراً لنجاح التجربة الأولى مع الطفل ماجد، فقد قرر لافي تكرار المحاولة مع «طفلة» تكمل عقد السعادة في هذا البيت فبدأ بإعداد اللازم.. وسافر ولم يعد إلا والطفلة «خلود» معه لترافق «مجودي» في البيت.. وكما فعل لافي مع ماجد، فعل مع «خلود» فقد أرضعها ودمجها مع العائلة حتى أصبح خالاً لها..
شعور بالسعادة..
ونصيحة أخوية
يقول لافي: لا تعلمون قدر السعادة التي أشعر بها أنا وزوجتي مع «ماجد وخلود» وإذا كان الله قدر علينا هذا الأمر فإنه قد فتح لنا باب «الأسر البديلة» والذي جمع لنا خير الدنيا بالسعادة والأمل.. وخير الآخرة بالأجر العظيم عندما نحتوي هذين الطفلين ونكون لهما أبوان حنونان ونهيئ لهما كل سبل السعادة مثل غيرهما من الأطفال..
وقدم لافي عبر شواطئ نصيحة أخوية لكل من لم يرزقه الله بأبناء، ألا يتردد في البحث عن طفل يسعده ويكمل معه مشوار الحياة..
كما قدم شكره لكل من وقف معه حتى أحضر الطفلين، مشيراً إلى المجهودات الجبارة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين التي لم تترك أمراً فيه خير للناس إلا وأعانتهم عليه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved