شرطة إسرائيل تدعو غير المسلمين لجولة في الحرم

* عمان - الجزيرة - خاص:
تغيير أوامر اطلاق النار يعيد أساليب الاحتجاج غير العنيفة والعصيان المدني الى جدول الاعمال الفلسطيني كما حدث في حوارة يوم الاربعاء الماضي. قبل اسبوعين زف وزير الأمن الداخلي على الكنيست خبر السماح الوشيك لليهود بدخول جبل الهيكل (الحرم) «حتى اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع الأوقاف»، وفي نفس اليوم نشر بأن هنغبي قد أوصى رئيس الحكومة اريئيل شارون بعد تشاوره مع رئيس «الشباك» آفي ديختر، وقائد الشرطة في القدس اللواء ميكي ليفي، بفتح أبواب الحرم أمام الزوار غير المسلمين، شارون الذي أدت زيارته الى الحرم في خريف عام 2000 الى اغلاق المكان في وجه اليهود قال له بأنه يفضل ان يتم استئناف الزيارات بالاتفاق مع الأوقاف.
عضو الكنيست، كوليت ابيطال (العمل)، كشفت النقاب في الاسبوع الماضي عن ان شرطة إسرائيل لم تنتظر حتى يتوصل رئيس الحكومة والأوقاف الى الاتفاق، أفراد شرطة محطة حائط المبكى شرعوا بمرافقة مجموعات من السياح لزيارة ساحات الحرم، قائد المحطة الضابط يوسي بن حاييم يقوم باقناع الزوار في البلدة القديمة بالانضمام الى جولة منظمة في باحة الحرم، الشرطة حرصت على تزويد النسوة بأغطية للرأس قبل الدخول، مدير عام الأوقاف، عدنان الحسيني، قال لي انها المرة الاولى التي يسمع فيها ان الشرطة قد خرقت التفاهم الصامت الذي نص على اقتصار دخول الحرم على المسلمين وحدهم الى ان تهدأ الخواطر في المناطق، الحسيني قال ان هذا يعتبر خرقا خطيرا للثقة المتبادلة من جانب إسرائيل.
ابيطال طلبت في الرسالة التي أرسلتها لهنغبي ان يتم التوضيح لها اذا كان ذلك خطوة مبيتة تهدف في أحسن الاحوال الى البرهنة عن ان «جبل الهيكل بأيدينا» أو الى القيام بعملية استفزازية بحتة في اسوأ الاحوال، ابيطال سألت اذا كان دور الشرطة ان تبحث عن سياح عابرين وان تعرض عليهم اجراء جولة في الحرم في الوقت الذي تشتكي فيه من النقص في القوى البشرية في ظل الانذارات المتتالية الكثيرة بحدوث عمليات تخريبية.
مكتب وزير الأمن الداخلي أفاد ردا على ذلك انه لا يعرف شيئا عن تحركات كهذه للشرطة في جبل الهيكل، وان لا علاقة لذلك بتصريح هنغبي أمام الكنيست بصدد استئناف زيارات اليهود للموقع، الناطق بلسان شرطة لواء القدس شموئيل بن روبي قال ان أفراد نقطة الشرطة في حائط المبكى يقومون منذ شهرين بمرافقة المجموعات السياحية لزيارة جبل الهيكل.
وأضاف ايضا ان أفراد النقطة يقومون بين الحين والآخر بتوجيه الدعوة للزوار للانضمام للجولات من اجل الحؤول دون تشرذمها وتشتتها، الناطق أكد ان كل ذلك يجري بمصادقة القيادة العليا في لواء القدس.
عصيان مدني حقيقي في حوارة قدامى النشطاء في منظمة «بتسيلم» لا يذكرون مشهدا مثل ذلك الذي حدث أمام أعينهم يوم الاربعاء الماضي وأصابهم بالذهول، حوالي خمسمائة رجل وامرأة وطفل تجمعوا عند حاجز حوارة الموضوع على مداخل نابلس الشمالية على مسافة غير بعيدة من مستوطنة يتسهار، الجنود قاموا بايقاف المحتشدين أمام الحاجز لاجراء الفحوصات الأمنية ولم يسمحوا لهم بالتقدم نحو مدينة نابلس أو العودة الى بلدة حوارة.
وحسب ما يقول أفراد منظمة «بتسيلم» فان هذه الكتلة الآدمية الضخمة شرعت فجأة بالتوجه نحو حوارة وكأنها تنفذ أوامر مجهولة قد وصلت اليها، الناس لم يصغوا لأوامر الجنود ولم يخافوا من زخات الرصاص التي أطلقت في الهواء، وهكذا مروا من أمام الشبان الإسرائيليين العاجزين الذين حاولوا إيقافهم عبثا، اتفاق وقف اطلاق النار يعيد الى جدول الاعمال المبادرات الفلسطينية الاحتجاجية غير العنيفة ضد الاحتلال، سكان نابلس كانوا أول من خرق حظر التجول بصورة جماعية قبل سنة.
الحظر الذي فرضه رئيس هيئة الاركان على الجنود بعدم اطلاق النار على المدنيين الذين لا يهددون حياتهم وليسوا مشبوهين بجريمة خطيرة، يفتح الباب أمام المنظمات الفلسطينية الداعية للعصيان المدني غير المسلح والى تبني الوسائل الاحتجاجية التي يقوم بها المستوطنون الذين قرروا القيام بمعارضة إخلاء المواقع الاستيطانية بأجسادهم.