* الكويت - موفد الجزيرة - مروان عمر قصاص:
يتجه آلاف الناخبين الكويتيين صباح غد السبت الى صناديق الاقتراع لانتخاب خمسين نائبا جديدا لمجلس الأمة الكويتي من أصل 246 مرشحا تم اختيارهم قبل اغلاق الترشيحات والتنازلات وتعيش دولة الكويت بكافة محافظاتها أجواء انتخابية ساخنة أضفت مزيدا من الحرارة على أجواء الكويت التي اعتادت ان تكون هذه الفترة من الصيف الشديد الحرارة فترة الهجرة الى خارج «الديرة» كما يحلو للكويتيين تسمية بلدهم لقضاء فترة الصيف في العديد من المصايف العربية والعالمية. ورغم هذه الحقيقة إلا ان شوارع وأحياء الكويت تحولت بسبب هذا الحدث - انتخابات مجلس الأمة - الى كرنفال انتخابي متميز يجسد عمق التجربة الكويتية البرلمانية وتفاعل الشارع الكويتي مع هذا الحدث، وقد أقام المشاركون في الانتخابات مقار انتخابية توزعت في أرجاء الكويت حيث يلتقي المرشحون بالمواطنين لكسب أصواتهم من خلال طرح بيانات انتخابية يبرز من خلالها المرشحون أهدافهم وما سيحققونه لمواطني مناطقهم وقد طغت القضايا والاحتياجات المحلية والتعرف على احتياجات رجل الشارع الكويتي على النقاشات والآراء التي تدور في المقار الانتخابية كما ركز المرشحون عليها في بياناتهم الانتخابية وخاصة فيما يخص تحسين وتنمية مكتسبات المواطن الكويتي ماديا ومعنويا حيث برزت مطالب لم تكن موجودة وهي افرازات الوضع المحيط بالكويت والشرق الأوسط.
وقد استضافت وزارة الاعلام في دولة الكويت العديد من الصحفيين ورجال الإعلام من شتى دول العالم لتغطية ومتابعة هذا الحدث وتعزيز التعرف على التجربة الكويتية الديمقراطية وقد لاحظ المتابعون للانتخابات من المراقبين ورجال الصحافة من خلال متابعة المواقع الانتخابية وقراءة ما تنشره وسائل الاعلام الكويتية ان الاهتمام بالوضع في العراق ما زال يستأثر باهتمامات الناخبين الكويتيين والمرشحين ويرجع المتابعون هذا الاهتمام الى الشعور بالمرارة التي ما زال الكويتيون يشعرون بها من جراء الاجتياح العراقي لبلدهم اضافة الى الموقع الجغرافي حيث ان الكويت الجارة القريبة للعراق كما ان انعدام الصورة الحقيقية حول الوضع في العراق في ضوء ما تشهده ساحات مدن هذا البلد من عمليات تنذر بطول فترة الفوضى في هذا البلد أضاف بعداً آخر لهذا الاهتمام وهذا ما جعل المرشحين وكاستجابة لاهتمامات الشارع الكويتي يركزون على القضية العراقية في كلماتهم وحواراتهم باعتبار هذه القضية الأولى في اهتمامات الكويتيين ويطالب عدد من المرشحين وخاصة ذوي الميول السياسية بالتعامل الحذر مع الوضع في العراق واضعين سيناريوهات متشائمة للوضع في العراق كافتراضات ومنها ان العراق سيشهد فصولا من حرب أهلية على خلفيات عرقية أو حدوث فوضى شاملة يرون ان ملامحها قد بدأت ويرون ان كلتا الفرضيتين سيكون لهما آثار سلبية على دول الجوار ومنها الكويت بل ان بعض المرشحين أبدى تخوفا من الأجندة الأمريكية حول الوضع في العراق حيث يتخوف البعض من اقامة نظام عراقي موال للولايات المتحدة الأمريكية ويجد دعما لتحقيق العديد من الأطماع التي هي أهداف استراتيجية لأمريكا وطالب العديد من المرشحين بوضع استراتيجية كويتية واضحة للتعامل مع هذا الملف الشائك والمقلق لكل الكويتيين ورغم وجود هذا التفكير حول الوضع في العراق وهو السائد في العديد من المقار إلا ان بعض المرشحين وهم قلة يرون ان السياسة الأمريكية واضحة وليست محل شك من الكويتيين وهذا الرأي يستند الى قراءة في المواقف الأمريكية من القضية الكويتية خلال العقد الماضي ومنها تحرير الكويت وحمايتها وازالة النظام العراقي السابق الذي كان يشكل هما كبيراً للكويت.
مطالب المرشحين
استطاعت «الجزيرة» ان ترصد أبرز الاحتياجات والمطالب التي يرفعها المرشحون في مقارهم الانتخابية كتعبير عن آراء ناخبيهم حيث يقوم كل مرشح باستقراء لآراء ناخبيه ويسعى لايرادها في خطابه الانتخابي والتركيز عليها في الحوارات اليومية في المقار ومنها:
* العمل على تلبية احتياجات المواطن الكويتي في السكن المناسب وتحسين الأنظمة في هذا الشأن لمصلحة المواطن.
* الاجتهاد في توفير فرص عمل مناسبة للكوادر الوطنية ومنحها الثقة اللازمة وتوفير الضمان الوظيفي حتى يشسعر الكويتي بالأمان في بلده.
* طرح فكرة الديمقراطية الاقتصادية على أساس ان الاقتصاد هو المحرك للسياسة في العصر الحديث وهو الذراع المحرك للقرارات السياسية.
* المطالبة بضرورة تحسين وتطوير نظام الميزانية العامة للدولة والمعمول به حاليا حيث يرى رافعو هذا الشعار ان هذا النظام من أقدم الأنظمة المطبقة في المحاسبة الحكومية.
* التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة ومجلس الأمن ويقول مؤيدو هذا المطلب ان عدم التعاون بين السلطتين ساهم في عرقلة الكثير من المشاريع التنموية الهامة التي تمس حاجة المواطن الكويتي كما فوت عدم الانسجام فرصة تبني العديد من القرارات والتشريعات والقوانين التي تهدف للمصلحة العامة.
* الصوت البارز في غالبية المقار الانتخابية هو وضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار والعمل من أجل هذا الهدف الاستراتيجي لضمان مواصلة البناء والتطوير وهو المطلب الأساسي لكل كويتي وهذا الصوت العقلاني يحظى بتأييد كبير من الناخبين خاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من ضبابية في المستقبل المنظور.
* الاجماع على ضرورة ضخ دماء جديدة في مقاعد مجلس الأمة واتاحة الفرصة لوجوه جديدة قادرة على التعامل مع القضايا الساخنة التي تشهدها الساحة الكويتية.
* المطالبة من الناخبين باعتماد معايير جيدة في اختيار المرشحين بعيدا عن المصالح الشخصية وتغليب المصلحة العامة ويرى رافعو هذا الشعار ان تصحيح مسار الترشيح يساهم في ضمان أعضاء مميزين يفعلون أداء المجلس وانتشاله من الصراعات العديدة التي هددت مسيرته وشكلت خطرا على مسيرة الديمقراطية في الكويت.
* الاهتمام بتطوير مسيرة التعليم لدورها في بناء الانسان الكويتي ومنحه القدرة والأهلية على المشاركة في بناء كويت المستقبل.
* المطالبة المكثفة بنزاهة الانتخابات والترفع عن الأساليب الرخيصة للفوز ومنها شراء الأصوات والتي تساهم في جلب أعضاء غير أكفاء يؤثرون على مسيرة المجلس ويعطلون تفاعله مع القضايا الوطنية الهامة.
* المطالبة بأن يكون المرشح لمجلس الأمة شخصية وطنية تعي دورها وتحرص على تحقيق المصلحة العامة والبعد عن المصالح الشخصية أو الجماعية الضيقة.
* التأكيد على ضرورة تفعيل المبادئ والقيم النبيلة في المجتمع الكويتي وخاصة العدل والمساواة في كافة الأمور والحد من العنصرية.
* المطالبة بتفعيل الدورالرقابي لنواب مجلس الأمة على أسس من المسؤولية وليس لأمور شخصية لدور هذا الجانب في متابعة مدى تقديم الخدمات العامة للمواطن الكويتي على ألا يكون دور النواب هو الاستجواب والرقابة على حساب الأدوار الأخرى الهامة.
* المطالبة بزيادة مساحة المشاركة الديمقراطية تعزيزاً للأمن القومي والسياسة الخارجية وكذا المطالبة بإقرار الحقوق السياسية للمرأة انطلاقا من ضرورة التغيير الملزمة والمطالبة بأن نسبق بالتغيير وفق ارادتنا الوطنية وهو ما أكده في مقره الانتخابي الدكتور أحمد الربعي المرشح في الدائرة الحادية عشرة «الخالدية» كما أعرب الدكتور الربعي عن أمله بأن يكون الاختيار في جميع الدوائر الانتخابية وفقا للمعايير الوطنية، وتطرق الدكتور الربعي الى عملية الاصلاح الاقتصادي قائلاً: ان نجاح عملية الاصلاح لا يتحقق إلا باستنادها إلى قانوني دعم العمالة الوطنية ومنع الاحتكار مؤكدا ان هذه العملية باتت ضرورة وطنية ملحة.
* التركيز على أهمية اختيار مرشحين أكفاء نظرا لحاجة المرحلة الحالية الى ذوي الكفاءة والخبرة والقدرة على حل المشكلات التي يعاني منها المواطنون.
* الدعوة الى أسلمة القوانين الكويتية وتعزيز المبادئ الاسلامية شعار يرفعه بعض المرشحين المحسوبين على التيار الاسلامي بدعوى الحفاظ على هوية الشعب الكويتي الاسلامية.
* المطالبة بالحد من البيروقراطية التي تعرقل مصالح المواطنين وذلك من خلال انشاء مجمعات في المحافظات الكويتية تشتمل على الوزارات الخدمية.
* لا للانتخابات الفرعية، شعار رفعه بعض المرشحين كرفض لسلوك بعض القبائل الكويتية التي دأبت على تنظيم انتخابات خاصة تسبق الانتخابات العامة لتحديد مرشحيهم ويقول من يرفع هذا الشعار ان هذه الانتخابات لا تستند الى شرعية قانونية ولكنها تؤثر في مسار انتخابات المجلس.
ويعلن الكثير من الناخبين عن قلقهم الكبير من ان الشعارات التي يرفعها المرشحون هي شعارات استهلاكية لكسب الأصوات وعقب الانتخابات لا يجد رجل الشارع أية مطالب من مطالبه التي التزم بها المرشحون تتحقق ويطالب الناخبون بضرورة المصداقية والشفافية حتى يكسب المرشح صوت الناخب الذي عندما ينتخب فإنه يريد عضو فاعل يساهم في ايصال صوت الناخب للحكومة ويعمل من أجل تحقيق احتياجات الناخب التي هي من احتياجات رجل الشارع الكويتي.
|