* بيروت - هناء دندن:
أكد النائب اللبناني الدكتور ناصر قنديل ان أمام أمريكا واسرائيل أحد الخيارين لانهاء الصراع القائم في فلسطين يقضي احدهما بالوصول الى اتفاق شبيه باتفاق نيسان اللبناني أو اعتراف اسرائيل بصعوبة انهاء المقاومة وبالتالي الوصول الى حل شامل وكامل لاعلان دولة فلسطينية على أراضي العام 67 مشيرا الى أن المساعي الأمريكية القائمة لا بد وان تصل الى شيء من الحلول بحيث يتم التوصل الى ما يشبه التفاهم في فلسطين في الفترة المقبلة على ان يكون العام المقبل عام العراق.
وأشار قنديل الى ان زيارة كونداليزا رايس الى المنطقة لا مبرر لها وان هذه الجولة ستحمل الكثير من المشاكل والصعوبات ومزيداً من الاستنزاف معتبرا ان ما يمكن ان تطلقه من تهديدات لجدير بان يتم التوقف عليه لتحسين الوضع العربي الذي بات مطلوباً منه اليوم أكثر من أي وقت المزيد من توحد الصفوف.
الجزيرة التقت النائب اللبناني ناصر قنديل وأجرت الحوار التالي معه:
* الجزيرة: من المعروف اليوم ان هناك واقعا جديدا في المنطقة ككل وهناك اتجاهات لدى العديد من الدول لاجراء تغييرات على مستوى الوطن كل بحسب منطقته وظروف بلده. ما هو تقييمكم لما انجزته المملكة حتى الآن لمكافحة الارهاب؟
قنديل: أعتقد ان التمييز واجب بين ما يفترضه البعض من ضرورات تشهدها المنطقة في ظل الحراب المشهرة بوجه الأمة العربية تحت عنوان الديمقراطية أو اعادة الهيكلة والاصلاحات السياسية والشفافية وحقوق الانسان. هذا بُعد لا بد من التمييز بينه وبين ما تقوم به المملكة حيث تقوم بمراجعة وليس بالتراجع وهناك فرق كبير في الأمر فما يجري في المملكة هو مراجعة للذات وليس أبدا تراجعاً عن الثوابت وما تفعله ليس جديدا وليس ابن المرحلة التي صنعتها التهديدات الأمريكية في المنطقة بل على العكس ما تشهده هو ابن شرعي لفكرة تحديث المملكة بدأت مع الملك فيصل رحمه الله عندما طرحت في التداول فكرة مجلس الشورى ومن ثم مع تشكيله في عهد جلالة الملك ومن ثم مع الحوارات التي تجري بشكل غير علني وتحولت الآن الى الشكل العلني برعاية ولي العهد سمو الأمير عبدالله بن عبد العزيز.
واذا نظرنا الى هذا الخيط البياني الذي يربط بين الاطلالة على مشهد الاصلاح السياسي نعتقد بوضوح ان المملكة ليست من الدول التي يستند فيه الحكم الى ادعاء انه امتداد لشرعية الهية وفي مرة من المرات لم يكن هذا هو الواقع السعودي بل كان يطلق على لقب جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين أي ان الحكم ينطلق من انه في خدمة الدين وليس حكما يستمد شرعيته من الخلافة الدينية على سبيل المثال وبالتالي كان الحديث عن تواصل الشرعية الملكية مع الارادة الشعبية هو مسألة قيد البحث والتداول والانتاج مع النخب في المملكة التي تريد ان تحفظ الاستقرار ولهذا يمكن القول انها شكلت حجر زاوية في بناء الاستقرار العربي الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي وبالتالي اهتزاز الاستقرار في المملكة حتى لو جرى تغليفه بعناوين براقة ولماعة انما هو في حقيقة الأمر اصابة في الصميم لكل قضايانا القومية والعربية وبالتالي أيا كان شكل الحكم الذي نتمنى ان نراه في المملكة من موقعنا كمؤمنين بالحداثة والتطور إلا اننا لا نقبل على المساومة على الاستقرار فيها ونحن نعتقد ان حسن الادارة وحسن التصرف هو في ان تكون الحكمة سيدة الموقف في انتاج تدرج ومرحلية تحفظ الاستقرار من جهة وتدفع الواقع السياسي في المملكة نحو المزيد من المشاركة السياسية سواء اتخذت في بداياتها الدور الاستشاري لمجلس الشورى وطابعه المعين الى مرحلة يجمع فيها الانتخاب أو التعيين الى مرحلة يصل فيها الى انتخاب صرف وصولا الى الدور المتكامل الذي نرى فيه المملكة شيئاً يشبه الملكيات الدستورية التي نعرفها في العديد من الدول الأوروبية حيث لم تكن الملكية عقبة بوجه التطور بل كانت نوعا من التعبير عن الاجماع الوطني العام.
من هنا من يحاول ان يقول ان الملكية والديمقراطية خصمان لا يلتقيان هو نوع من الفرضية الهادفة الى زعزعة الاستقرار وبالتالي الى اصابة ما تمثله السعودية في استراتيجيات المنطقة والدفاع عن ثبات الأمة ونحن نشد على ايدي المسؤولين السعوديين لأنهم نجحوا في مسك العصا من الوسط فأقاموا التوازن للحفاظ على الاستقرار والدفع نحو عملية الاصلاح.
* الجزيرة: هناك محاولات اسرائيلية للالتفاف على المملكة بحيث ادعى شالوم ان حماس يتم دعمها من خلال المملكة.. ما هو تفسيركم لهذا التصريح في هذا الوقت بالذات؟
قنديل: أنا من القائلين ان أحد الأهداف الحقيقية والرئيسية وغير المعلنة للحرب على العراق هي ان يوجد الأمريكيون عسكريا واستراتيجيا وثقافيا واقتصاديا على الحدود الثلاثة للسعودية وسوريا وايران وهي دول مؤثرة في المنطقة وهذه الدول الثلاث التي ترى اسرائيل انها تشكل الحصن الفكري والسياسي والمعنوي والمادي لحركة المقاومة الفلسطينية وأنا أعتقد ان ما قامت به المملكة اثناء الحرب وبعد الحرب وما تحاول ان تقوم به الآن هو دفع الادارة الأمريكية للفصل بين ما هو أمريكي في الحرب وما هو اسرائيلي في الحرب حيث ترى المملكة ان النجاح في عملية الفصل هذه وحده سيجعل الاعتبارات التي تتحكم بالسلوك الأمريكي في العراق هي اعتبارات أمريكية صرفة أما بقاء التداخل بين ما هو اسرائيلي وما هو أمريكي سيجعل التداخل بينهما اقليميا وهذا ما نشهده اليوم من بدء تحوير خارطة الطريق بشكل أو بآخر بغير الوجه الذي انطلقت به تجاوبا للمطالب الاسرائيلية.
ولهذا نحن من حقنا ان نطرح السؤال بعمق هل الادارة الأمريكية جادة فيما تدعيه من تشجيع لخط الاعتدال؟ ان ما ينظم من حملات اعلامية وسياسية ظالمة بحق المملكة العربية السعودية والتي تمثل أكبر رموز خط الاعتدال في الساحة العربية والاسلامية لا يبشر بالخير ويطرح علامات استفهام جدية حول ما اذا كان ما تريده الولايات المتحدة هو فعلا قيادة التطرف في المنطقة ليبرر التطرف في المنطقة وبالتالي السؤال هل ان السعي من أجل خط الاعتدال يترافق ويمكن ان ينسجم مع اضعاف فعالية السعودية على الساحة العربية؟ أقول ان من يريد ان يشجع الاعتدال عليه ان يصون خط الاعتدال ويشجع ان تكون المملكة على أحسن علاقة مع حركة حماس وحركة الجهاد وكل المقاومين في الأمة لأن هذه العلاقة هي مصدر النفوذ الذي يمكن ان تثمره المملكة لصالح خط الاعتدال ولكن فاعلية هذا التثمير يعرف الأمريكيون انه لن يكون من قبل المملكة على حساب ثوابت الأمة وحقوقها وبالتالي نحن نخشى ان يكون وراء هذا ليس ضعف نظر وليس عدم استيعاب بل ادراك مسبق أمريكي ان حقوق الأمة لن تكون موضع احترام ومصانة في صيغ الحلول المتداولة ولان السعودية لن تفرط بها فانها لن تكون واحدة من الأداوت أو من مواقع القرار المطلوب تنمية نفوذها على حساب مصالح الأمة.
من هنا أقول ان الشكل المنطقي والطبيعي للأمور ان تكون الأمور خلاف ما نشهده اليوم وترجمته الطبيعية هي في الطلب الى المملكة بتنمية علاقاتها بقوى المقاومة واستخدام نفوذها لاقناع المقاومة بان لديها ضمانات بانسحاب اسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة ونحن نعرف ان المقاومين اذا سمعوا هذا الكلام من القادة السعوديين سيوافقون ومستعدون ليكونوا أكثر مرونة في الأوراق السياسية المتداولة ولكن نعرف أيضا بأن القادة في المملكة لن يقولوا هذا الكلام للمقاومين إلا اذا وثقوا باوراق رسمية توضع بين أيديهم من الادارة الأمريكية وعلى حد ما نعلم فان قادة المملكة طلبوا ذلك ولكن الأمريكيين يتهربون حتى الآن من تقديم الالتزام بشيء أسموه الوديعة الأمريكية تشبه وديعة رابين في مرحلة مفاوضات مدريد وحتى الآن تتملص الادارة الأمريكية من ايداع أي وثيقة فيها التزامات واضحة بان ادارة بوش تلتزم باقامة دولة فلسطين على الارض الفلسطينية.
* الجزيرة: من المعروف ان تنظيم القاعدة تبنى رسميا الهجمات الانتحارية في الرياض والدار البيضاء وحذر من اعتداءات أخرى.. كيف ترون هذه التهديدات التي تعتبر خدمة لاسرائيل ولاعداء الأمة؟
قنديل: أعتقد ان هناك حاجة ماسة لمنطق العقل وانا اسأل من يقوم بمثل هذه الأعمال كيف كانت صورة المنطقة قبل احداث ايلول وبعده والآن؟ كان شارون مطلوبا والآن للأسف الأمة الاسلامية مستهدفة وأصبح العالم كله الذي انتقل من منظر الاسرائيلي الارهابي الى ان يدمغ الاسلام بدمغ الارهاب ألا يكفي هذا؟ أعتقد انه يجب البدء في حض الضمير وهو أكثر من واجب لاننا بتنا نشعر اننا نؤخذ الى حيث يريدنا الاسرائيليون ان نذهب فهل هذا هو الاسلام بالتأكيد فان الاسلام هو خلاف ذلك.
وأيضا أريد ان اسأل هل فعلا يثق الأمريكيون بالسلوك الذي تسلكه الادارة الأمريكية بذريعة الارهاب ومكافحته أهو السلوك المجدي لضرب التطرف أم ان هناك نوعا من أنواع التواطؤ غير المعلن مع هذا الارهاب لتقويته وتنميته وتعزيزه على حساب خط الاعتدال أليس اعلان شارون بطل السلام وحليفا على الارهاب أكبر عملية نصب سياسية في التاريخ؟ أوليس هذا دعوة ضمنية لنا لنكون ارهابيين؟ اليس في جمع المقاومة على طاولة الارهاب وملاحقة حماس والجهاد وحزب الله والقول انهم ارهابيون وان يصل المبشر الروحي للرئيس بوش المسمى فورويل ويقول ان نبي المسلمين هو أصل الارهاب وان الاسلامي يولد ارهابياً بالفطرة اليس في ذلك دعوة مباشرة لكل المسلمين لتقبل هذا النوع من الارهاب؟ في الحقيقة ان المرارة التي تسكننا مصدرها ان الدماء تستسقي الدماء وان ارهابيين يقتتلان بدمائنا وهذه مشكلة لا يمكن ان تجد حلا لها إلا بأن يخرج الرأي العام الأمريكي ويضع حدا لهذه السلوكية المدمرة التي تأخذ منحى خطيرا.
* الجزيرة: باول أعلن ان الولايات المتحدة لا تسعى لصراع مع ايران.. كيف تفسرون الدعم الأمريكي للمظاهرات في ايران وما يعلنه بوش حول الأسلحة النووية الايرانية؟
قنديل: أنا لا أعتقد انه بعد حرب العراق هناك حرب أخرى ستقودها الولايات المتحدة واعتقد ان هذه الحرب هي آخر الحروب الأمريكية في المنطقة لأني أعتقد ان الأمريكيين لن يستقروا حتى تتحول العراق الى قاعدة ينطلقون منها نحو اهداف أخرى فمشكلة الاميركيين انهم لم يدركوا انهم لن يستطيعوا ان يخدعوا الشعب العراقي مدى العمر فقد ثبت ان لا أسلحة دمار شامل رغم سقوط النظام والشعب العراقي يسأل الآن أين هي الوعود الأمريكية ويوماً بعد يوم يظهر ان البناء السياسي في ظل الاحتلال غير ممكن ومرفوض من العراقيين ولهذا كانت المقاومة وهي ليست بضاعة مستوردة بل صناعة محلية وطنية أصلية ويتحدث بريمر عن دور سوري وايراني في تنمية المقاومة والحقيقة التي لا بد وان يعترف الاسرائيليون والأمريكيون بها ان الذي ينتج المقاومة هو الاحتلال ومن يريد ان يسرع انهاء المقاومة عليه ان يسرع بانهاء الاحتلال وان أي طريق آخر سواء كان تهديداً أو ترغيباً لسوريا وايران لن يخدم انهاء المقاومة ولن يكون دعما للاحتلال.
* الجزيرة: هل ترون ان المقاومة العراقية نحو مزيد من العمل لارباك القرار الأمريكي؟
قنديل: من الملاحظ ان الشعب العراقي يطالب بانهاء الاحتلال قد يختلف العراقيون على حمل السلاح ولكن لا يختلفون على المقاومة وانهاء الاحتلال ويعني هذا ان المقاومة لن تتوقف هناك اجماع شعبي وسياسي على انهاء الاحتلال فعندما نسمع أحمد الشلبي الذي جاء على متن دبابة أمريكية يقول لقد خدعنا من الأمريكيين ويطالب بانسحابات محددة من العراق وبانتخابات حرة بهذا الكلام نستطيع ان نتوقع ماذا يمكن ان يكون موقف القيادات الأخرى التي من الأصل كانت حريصة على ان تبقى بعيدة من الحسابات الأمريكية وبالتالي ان العراق فاجأنا بسرعة نشوء المقاومة.
الجزيرة: في محاولة لتفسير فشله في العثور على أسلحة الدمار الشامل يرى بوش ان الأسلحة نهبت في الأيام الأخيرة لسقوط النظام.. السؤال ماذا بعد؟
قنديل: أنا أعتقد ان المشكلة عند الادارة الأمريكية كانت عربية قبل الحرب وكان على بوش ان يقنع العرب بوجود هذه الأسلحة ولكن اليوم أصبحت مشكلة أمريكية وأوروبية وبالتالي على بوش ان يهتم ما اذا كان سيصدقه الأمريكيون بذلك هو يعرف انهم لن يصدقوه وان هناك أسئلة كبرى بدأت الآن تتشكل منها مادة العملية الانتخابية الذين ينافسونه في الحزب الديمقراطي.
* الجزيرة: هناك اليوم تعيين لحاكم في العراق وهو لبناني هل هذا مؤشر لشيء ما؟
قنديل: أنا لا أعطي الأمر أي ابعاد لأن تعريب الحركة الأمريكية في العراق يحتاج لمؤشرات أخرى لتكون جديرة بالبحث.
* الجزيرة:هل السلام في الشرق الأوسط ممكن في ظل ما تعيشه المنطقة؟
قنديل: أنا اقول ان هناك أمرين إما ان يتم التوصل الى تفاهم أمني يشبه تفاهم نيسان في لبنان يحييد المدنيين والمقاومة الفلسطينية مستعدة لهذا الأمر وقد أعلنت هذا مرارا وإما الحل الكامل القائم على الانسحاب الكامل من أراضي العام 67 والاستعداد لقبول دولة فلسطينية كاملة.
ومن الواضح ان الحركة الأمريكية حتى الآن ما زالت خارج هذين الاطارين.
* الجزيرة: استخدام قوة يمام التي تعد صفوة القوات الخاصة الاسرائيلية في الخليل الى ماذا يشير؟
قنديل: ليس الأمر جديدا وعلينا ان نرى جانبين وهما ان الاسرائيليين وعدوا رأيهم العام مرات عديدة مع قتل فلان وفلان قتل ولكن المقاومة استمرت وأنا أعتقد ان الباب يمكن ان يكون مشرعا مع مزيد من الاصرار الأمريكي على تحقيق انجاز أي انجاز ليضعه بوش أمام الرأي العام مع الحملة الانتخابية الرئاسية. أعتقد ان هذا الانجاز قد يكون عراقيا وقد يكون فلسطينيا ولكي يكون عراقيا يجب ان يتمثل باعلان استعداد أمريكي للتعاون مع الجوار الاقليمي للعراق والأمم المتحدة لايجاد طريقة تسمح لبدء الانسحاب الأمريكي ولو على صيغة تجمعات في العراق والخروج من المدن العراقية لحساب قوات عربية دولية مشتركة.
* الجزيرة: غونداليزا رايس في المنطقة.. ماذا يعني هذا مبادرة جديدة أم ماذا؟
قنديل: يعني محاولة من المتطرفين المتصهينين في الادارة الأمريكية للقول ان ثمة أملاً أخيراً متبقياً للقضاء على المقاومة قبل الوصول بالاعتراف بها فاعطونا الفرصة لنجرب هذا الأمر ونعتقد اننا سنشهد موجة عنف جديدة قد تكون هي الموجة الأخيرة من المحاولات المتكررة لتصفية المقاومة على الأقل أقرأ هذا المعنى في زيارة رايس.
* الجزيرة: أمين عام جامعة الدول العربية أعلن انه في اطار اعادة درس الجامعة لتنطلق وفق أسس مختلفة. هل ترون امكانية تحقيق هذا الأمر؟
قنديل: أنا أعتقد انه من الضروري ان يكون سقوط العراق بداية الصحوة العربية نحن أمام سيرورة ستطول حتى نستوعب دروس الماضي ونعيد بناء البيت العربي على قواعد جديدة وعلينا ان نتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
* الجزيرة: الخلافات الداخلية اللبنانية الى أين في ظل الصراع القائم بين رئيس الجمهورية والحكومة؟
قنديل: العلاقة بين الرجلين يجب ان تكون وفق الدستور ولا ينظمها إلا القانون وبالتالي نحن قلنا من اليوم الأول ان الصيغة المطلوبة كانت ثلاثة ابعاد وهي كانت عنوان المبادرة السورية الأخيرة لاخراج هذه العلاقة من دائرة التأزم الذي بلغ مرحلة الاحتقان المرضي والمخيف ونجحت المبادرة السورية لأنها قامت على هذا المثلث الأول سحب الاستحقاق الرئاسي من التداول على قاعدة دعوا الأمور لمواقيتها وعلى قاعدة ان الاستحقاق المبكر قد يدخل قوى غير مرغوب دخولها على هذا الاستحقاق وقد يعني فيما يعنيه استحضاراً لعناصر القوة الأمريكية في المنطقة وترغيبا للأمريكيين بالدخول على خط الاستحقاق قبل ان ينشغلوا بانتخاباتهم الرئاسية التي تأتي في الموعد نفسه من انتخاباتنا الرئاسية.
أما القاعدة الثانية فهي ان الصراع لا يحسم بالاحتكام الى الشارع والى التجييش المذهبي في بعض الأماكن هنا أو هناك وهذه قاعدة أوجدت مناخا فاسدا تسللت منه محاولات استهداف الأمن والاستقرار عبر الصواريخ التي استهدفت تلفزيون المستقبل فيما التوقيع العبري واضح غاب عن أعيننا جميعا حتى رايناه في الصحافة العبرية التي كتبت انه على اللبنانيين ان ينتبهوا انهم أشرعوا مرج الزهور أمام المنفيين من حركة حماس فكان ذلك سببا لتعرض لبنان لحملات عديدة عليهم ألا يحولوا تلفزيوناتهم الى مروج مفتوحة أمام حركة حماس لان في ذلك يعرضون حياتهم وأمنهم لهزات.
أما البعد الثالث الذي قامت عليه المبادرة السورية والتي ادت الى النجاح هو انها رفضت الدخول بالتفاصيل المطروحة للتداول واصرت على التحرك ضمن المؤسسات الدستورية واستعادتها لدورها.
* الجزيرة: العلاقة اللبنانية - الكويتية نحو مزيد من التحسن أم عادت الى التأزم وفق ما أعلن عن اعتكاف السفير اللبناني في الكويت عن عمله؟
قنديل: على لسان سفيرنا في الكويت فهو يستغرب هذا الكلام ويعتبره جزءاً من حملة ظالمة ومفتعلة من أجل ارباك العلاقة اللبنانية الكويتية وأنا أعتقد ان الوقائع بين أيدينا ونحن على أبواب موسم الاصطياف وهو يؤشر اننا سنشهد موسما سياحيا هاما هذا العام يفوق التوقعات ويستقطب السياح العرب والاخوة العرب يعرفون ان الاختلاف في الرأي لا يمكن ان يفسد الأمور وان المصلحة اللبنانية تقضي بان يبقى لبنان واحة العرب وملجأهم والمصلحة العربية تقضي بأن يكون لبنان منبرا لهم.
|