تقديم: فتح عينيه بعد غارة على ارض العراق.. فتش عن امه التي كان ينام في حضنها.. لكن صدى صوته.. اجابه بأنها قد رحلت الى الجنان.. ، فعلا نحيبه وازداد بكاؤه
عودي اليَّ.. ودثَّريني..
زوديني بالحنان..
خوف.. ورعب.. يحتويني..
اشعريني بالامان..
ما عدت احيا في الحياة.
فأين انت يا حياتي..
يا عيون الكون.. يا قمر الزمان..
مازلت ابحث عنك يا امّاه..
في ذاك الحطامْ..
واسير وحدي..
كي أسائل ذا المكان.. وذا المكان..
عودي اليَّ.. وأخبريني
هل رحلت اليوم عني؟!..
هل تركتيني لوحدي؟!..
في دياجير الظلام..
***
اني اناديك فعودي..
انقدي الطفل الصغيرْ..
انقذي من كان يشعر بالسعادة حينما..
يغفو بحضنك ساعةً..
يشتم عطرك.. والعبيرْ..
ينسى العذابْ..
ينسى القنابل..والمدافعَ
والمآسي.. والصعابْ..
عودي الي ذاك الحزين..
الخائفُ.. المسكينُ.. قتَّله الحنين..
ام ان غارات الصليبْ..
قتلتكِ.. واحرَّاه في الزمن العصيبْ..
لم يعرفوا من انت يا امَّاه.. يا طهر الزمان..
يا من حملت الذكر.. والقرآن..
خاشعة الجنان..
يا من قضيت الليل في التسبيح.. والتكبير..
رافعة البنان..
لم يعرفوا.. ان الدم المهراق جمرٌ حارق..
سيثير بركان اللظى..
سيعيد للاسلام أمجاد الورى..
لم يعرفوا.. ان الشجاع الحر.. لن يرضى الهوانْ..
لم يعرفوا.. ان الشجاع الحر.. لن يرضى الهوان..
وادمعتي.. والوعتي..
اماه لو تدرين كم احببتك..
لماَّ رحلْت
بقيت اندب حسرتي
في وحدتي..
لكن لقيانا.. هنالك في الجنان العالياتْْ..
فالوداع الوداع..
يا شموخ العمر..
يا طُهْرَ العراق..
***
تنهيدة
بغداد يا أرضي الحبيبةُ.. يا ترانيم الفؤادْ..
يا قلعة في داخلي..
حزني عليك إلى متى؟!
ما عدت أعرف فيك.. لذات الرقاد..
الان ايدي الكفر.. قد بطشت بك..
وتدنَّست بك.. يا جميلة.. كل آيات الطهارة..
واستحلَّت في.. أقدام الفساد..
بغداد يا ارض العلا..
عودي اليَّ كريمة..
رباه.. لا أقوى.. على وجع البعادْ.
|