إن تغذية المولود وما يدور حولها من أسئلة عدة عن الأفضل سواء الحليب الطبيعي أو الصناعي، والأمثل بالنسبة لنمو الطفل، وكذلك عن كيفية المحافظة على إدرار الحليب الطبيعي، وعن العمر الأمثل لإضافة بعض الفيتامينات وكذلك الوجبات الإضافية، فكل هذه الأسئلة تبحث عن إجابة في وقت قصير قد لا يسمح الوقت المخصص بالعيادة لإعطاء إجابة كافية، ومن هنا نجد أنه من الأفضل تقديم بعض المعلومات في صورة مبسطة حتى يتم الاستفادة للجميع.
الرضاعة الطبيعية:
مما لا شك فيه أن الرضاعة الطبيعية هي التغذية المثلى من حيث القيمة الغذائية، لما يحتويه الحليب من مواد بروتينية ودهنية وسكريات، وكذلك مع الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو الطفل وكذلك هو الأمثل بالنسبة لمناعة الطفل، حيث إنه وجد أن الطفل إذا تناول الحليب الطبيعي خلال الثلاثة الأشهر الأولى من العمر سوف يزيد مناعة الطفل ضد الأمراض الصدرية والمعوية خلال العام الأول حتى وإن لم تكمل الرضاعة الطبيعية بعد ذلك التاريخ، ولا ننسى أن نضيف أن الحليب الطبيعي لا يحتاج إلى تعقيم أو تحضير، وهو دائماً جاهز للتناول. ولكي نضمن توفر هذا الحليب والمحافظة على إدراره، هنالك عدة عوامل تساعد في هذه الوظيفة.
( أ ) العناية بالأم ما قبل الولادة:
إن التحضير النفسي للأم قبل الولادة على الحرص الشديد على بدء الرضاعة الطبيعية، ومدى استفادة المولود منها مهم، وهنا يأتي الطبيب في إبراز كل الحقائق العلمية عن أهمية الرضاعة الطبيعية، وهذا يمكن أن يتم بالإيضاح على مستوى فردي أو جماعي في شكل محاضرات للأمهات، وكذلك عن طريق النشرات والكتيبات الطبية التي تقدم المعلومة في أسلوب مبسط للجميع.
( ب ) العناية بالأم ما بعد الولادة:
من الملاحظ خلال التجربة اليومية أن هناك بعض الأمهات سرعان ما تبدأ في إعطاء الحليب الصناعي على الرغم من توفر الحليب الطبيعي، وذلك لعدة أسباب على سبيل المثال:
- عدم وجود حليب كافٍ بالثدي.
- الطفل لا يكبر خلال الفترة السابقة.
- الطفل كثير البكاء وقد لا يناسبه الحليب الطبيعي.
- الأم تتناول بعض العلاجات، وكذلك تخشى من تأثير حليبها على الطفل.
- الرغبة في تعويد الطفل على الحليب الصناعي؛ وذلك بسبب عودة الأم للدراسة أو العمل.
- عدم الرغبة في إرضاع الطفل حتى يتم الحفاظ على شكل الصدر بالثدي.
ومن الواضح أن معظم هذه الأسباب لا تكفي لحرمان الطفل من نعمة غالية أوجدها العلي القدير بصورة سهلة الحصول وغالية القيمة الغذائية، ولا يفوتنا أيضاً أن نذكِّر بأن إدرار الحليب يتأثر بالحالة النفسية وبالصحة الجسدية للأم. ولذا يجب التأكد من أن الأم تحتاج لمن يرعاها نفسيا،ً ويوفِّر لها الدعم المعنوي وسبل الراحة الجسدية والذهنية.
(ج ) الرضاعة المبكرة:
ثبت علمياً أن الرضاعة الطبيعية المبكرة تساعد كثيراً في عملية تحضير وإدرار الحليب، وبقدرة الطفل على قبول حليب الأم.
وهنا يأتي دور الطبيب وهو أن يكون هناك إصرار في تقديم حليب الأم وذلك عن طريق إعطاء الطفل لأمه لإرضاعه خلال الساعات الأولى بعد الولادة، مع توضيح للأم عن الوضع الأمثل لحمل الطفل وكيفية إرضاعه.
( د) الرضاعة المتكررة:
هنالك فوائد عدة للرضاعة المتكررة، أي الرضاعة عند الطلب وليست الرضاعة الموقوتة وهي: - زيادة ادرار الحليب .
- زيادة الثقة للأم في إرضاع طفلها.
- تقليل لآلام الرضاعة، وكذلك الآلام الناتجة عن تجمع الحليب في صدر الأم.
( و ) تغذية الأم:
إنه من الطبيعي أن تزداد حاجة الأم أثناء فترة الحمل والرضاعة إلى سعرات حرارية إضافية، وهذا بعكس الحاجة إلى سوائل إضافية وغير مهمة المواد الغذائية الرئيسية.
وكذلك ننصح الأم المرضعة بتناول سوائل كافية أثناء الرضاعة، وهذا يمكن أن يكون ماء، عصيراً، فواكه وحليباً، مع تفادي الشاي المركز والقهوة المركَّزة التي تكون سبباً في اضطرابات النوم عند الطفل.ومرة أخرى يجب أن تكون هناك وجبة متوازنة للأم وعدم المبالغة في تناول الطعام وخاصة الدهون.
وأخيراً نؤكد أنه إذا توفرت هذه العوامل فإن الطفل سوف يستفيد كثيراً ويبدأ حياته بتناول الحليب الطبيعي الذي سوف تنعكس فائدته على صحة الطفل في جميع مراحل نموه.
* استشاري الأطفال وحديثي الولادة
|