عاد الصيف وزاد معه الحر وكثر استعمال الماء، فمن شارب ومن سابح ومن مغتسل، هذا كله عادي وضروري، ولكن غير المقبول هو إهدار الماء وتصريفه لاستعمالات جانبية، فهناك من يستعمل المياه العامة لإغداقها على سقاية حديقته، وآخر لغسيل سيارته، وآخر يتجاهل أو يتناسى إصلاح صنابير منزله التي يقطر الماء منها ليل نهار.
كلنا نعلم أن بلادنا المملكة العربية السعودية ليست بها أنهار جارية ولا عيون وافرة، مما حدا بحكومتنا الرشيدة لبذل الغالي والرخيص وتوظيف الطاقات البشرية والأموال الطائلة في سبيل تحلية مياه البحر وتأمين المياه العذبة لأبناء الوطن وضيوفه فأنشأت - بعون الله تعالى - مشاريع التحلية الجبارة ومدت خطوط أنابيب ضخمة لنقلها من الساحل إلى الداخل، فهل يكون ردنا إزاء ذلك بالهدر والصرف اللا واعي أم نكون على مستوى المسؤولية الحضارية ونقوم بترشيد استهلاك المياه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
إن المحافظة على المياه مسؤولية وطنية كبرى تبدأ من الأسرة في توجيه أبنائها، وللمدرسة دورها، كما أن للإعلام واجبه، بل وكل منبر في بلادنا عليه تقع المسؤولية في التوجيه والتوعية.
وإن نسينا فلا ننسى وزارة المياه والكهرباء وهي الوزارة المعنية بوضع خطة وطنية توعوية تشارك بها كافة القطاعات الحكومية والأهلية المختصة.
( * ) المدير العام للمستشفى
|