مقدمة...
لا أعرف ما الذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع.. فلم تزد قائمة الاتصال عندي أكثر من اسمين أو ثلاثة من بعد دخولي منتديات النت...
غير اني لم أقصد في مقامي هذا جهات الاتصال الإلكتروني ولا حتى الهاتفي...
إنما رميت إلى الاتصال الروحي والفكري والثقافي...
نعم.. ذاك هو الاتصال الحقيقي..
فقد نبعت مني حروف جميلة في مراحل عمر صغيرة اشادت بها استاذتي وما زالت كلماتها تدغدغ احساس الطفولة بي... وللأسف لم تستمر حروفي بالتدفق.. وانطمرت حقبة من الزمن... كانت حياتي خلالها جافة روتينية...
«وفي ذات يوم»
خاطبتني أحرفي في وقت ضمتي ها قد أتيت
.. فأمسكن ذاك القليم واكتب وأنا ملء يديك..
كان خطاب عتابٍ ودّي.. أيقظني من بعض سباتي.. لأعود..
وإلى أين أعود..
لأعود إلى مسرح الكلمة والقلم
.. وألعب فيه لعبة الحروف.. فأجد هناك المتعة والحياة
.. نعم.. لهوت أياماً مع حروفي.. نظهر أبدع الحركات البهلوانية على خشبة المسرح..
ولكن...
وبعد مضي ساعة... أو قد تكون ساعتين..
فوجئت أن مسرح القلم... خالٍ من الحضور.. أصابني الاحباط والضمور..
ايا وداعا أحرفي.. قالت لمَ.. ألا ترين مسرحي خلياً من الجمهور.. أصابه الفتور..
وعدت مع هزيمتي.. أعاود الروتين.. واكسب الاقوات.. في حياتي..
بل عدت للسباتِ..
تركت أحرفي الصغيرة.. بدمعة مريرة.. وعبرة في نفسها كسيرة...
ودعتها كطفلة صغيرة.. تفارق امها.. وانها للحظة عسيرة...
لم أكن وقتها مخيرة.. بل كنت محيرة.. بين أمرين أحلاهما مر
... اما أن أبقى معها ونموت جوعا.. فليس من حضور يدعمنا ويغذي مدادنا.. أو أرحل لأكسب القوت وأعيش كما يعيش الناس.. ويبقى قلبي معتصراً عليها.. فهي لا تتحمل هذه الحياة..
فاخترت أن أعود للروتين.. كطاعم الزاد.. بلا مذاق..
ومرت الأيام.. تكلم الناس حولي عن عالم النت..
لم أطلبه أبدا غير أني وجدته امامي.. فأغراني فضولي الدخول إلى عالمه.. فسرت بخطى بطيئة مترددة
.. فلم أعرف بعد فحواه ومحتواه
.. وبقدرة عجيبة ومصادفة جميلة.. قد سارق النظر اسم كما القمر
.. شد انتباهي وحرك وجداني لأن أخوض التجربة..
نعم أغراني هذا الاسم «الروح» فقلت ليس غيرهُ.. يضمد الجروح.. وفي صداه خاطري يبوح..
نعم أخوض التجربة فاما إلى قمم السطوح.. أو أن أعود إلى السفوح...
دخلت المنتدى.. فماذا رأيت..
.. وجدت ما لم يكن بالحسبان..
أقفلت جهازي.. وركبت جوادي
وعدت مسرعة.. جارية.. لاهثة.. إلى حروفي..
بشراك يا حروفي.. بشراك يا صفوفي..
امسحي منك المقل.. وانسي كل ما حصل..
وليعد نبضك في روحي ودمي..
ولتعودي تمرحي.. فقد وجدت مسرحي..
ليس خالياً.. ولا بالياً..
قد عانق الجمهور.. والكل في حضور..
هيا هيا ياحروفي.. هيا هيا فلتفيقي.. اعطني من عطرك ما يزكي شهيقي..
هيا تعالي.. إلى الهتاف وعالي التصفيق.. إلى موارد تطفي ظماك.. وتبل ريقي..
أقولها نعم.. قد عدت مع حروفي.. نصافح الأقلام مع كفوفي..
نعيد ذكريات حبنا والعزوف.. ونرقص أنسنا بين الصفوف... فقد وجدنا ضارب الدفوف..
استبشر القلم.. وصار يشدو عاليا بأعذب النغم.. ليطرب الجميع من حداه.. ومن أطايب الكلم..
فهل ستبقى أيها الجمهور..
ودفك الطروب في حضور..
أم أن أعود.. أغالب الجحود..
مع كلمي وأحرفي.. أجر ذيل أسفي..
ماذا تريد..؟!!
أهو الرحيل..؟!!
أم المزيد..؟!!
تحياتي لحروفي.. وصفوفي.. والجميع..
|