الثرثرة هي الكلام الذي لا طائل منه ولا فائدة منه، وهي تجر إلى الغيبة والنميمة اللتين نهى عنهما الدين الحنيف.
والرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف، يقول في نهايته (.... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
والثرثرة إذا استشرت في مجتمع كانت عاملا مهماً من عوامل قلة الإنتاج، وفي هذا يقول الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إذا غضب الله على قوم ألهمهم الكلام ومنعهم العمل).
ولحكمة بالغة قد خلق الله لنا عينين وأذنين، وخلق لنا فماً واحداً حتى نرى ونسمع أكثر مما نتكلم، وجعل للعين باباً واحداً، وترك الأذنين بلا أبواب، أما اللسان فجعل له بابين اثنين: هما الأسنان والشفتان، حتى نرى ونسمع أكثر مما نتكلم.
والإنسان إذا نطق بالكلمة ملكته، واستعبدته، وإذا لم ينطق بها ملكها، كما أن الثرثرة تضيع هيبة الإنسان ووقاره، وتوقع الإنسان في الخطأ دون أن يدري، والإنسان لا يندم على الصمت أبداً، ولكنه قد يندم على الكلام.
فهل نجرب فضيلة الصمت، ونحسن الاستماع والمشاهدة؟ وهل نضرب صفحاً عن الثرثرة في أماكن العمل والتعليم وفي وسائل المواصلات وفي الأماكن العامة وفي المكاتب والمؤسسات الحكومية؟
إننا لو فعلنا ذلك لزاد نتاجنا وارتاحت رؤوسنا، ويجب أن نتذكر قول الله تعالى: {وّمّثّلٍ كّلٌمّةُ خّبٌيثّةُ كّشّجّرّةُ خّبٌيثّةُ اجًتٍثَّتً مٌن فّوًقٌ الأّرًضٌ مّا لّهّا مٌن قّرّارُ}. كما يجب ألا ننسى قول القائل: (لو كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)..
| 
