لا اظن انه يوجد عاقل بيننا من يسعده ان تتحول مدن بلادنا الى ساحات قتل ومعارك مهما كانت المبررات التي تدفع بعض الشباب الى ارتكاب اعمال التفجير والانتحار والقتل تجاه اناس دخلوا بلادنا برغبة منا للعمل ناهيكم عن اناس ابرياء قد يروحون ضحايا نتيجة لهذه الاعمال المسلحة دون ذنب جنوه سوى ان قدرهم وضعهم في هذا الموقف وقد يكون بينهم نساء واطفال من بني جلدتنا.
ان ما ينبغي ان ندركه جميعاً أن الأمن أمننا وان الوطن وطننا وان ساكنيه هم شعبنا اخوة وابناء عم وان حكامنا هم منا ونحن منهم وفي بلادنا ننعم بالرخاء وسعة العيش وبالحريات الشرعية في حدود ما يسمح به الشرع الحنيف وما تدعو الى احترامه العادات والتقاليد وما عرف عن شعب السعودية إلا كل خير فهو السباق الى دعم الاعمال الخيرية ونشر الفضائل ودحر الرذائل.
ان كل منصف لا يعرف سوى الحقيقة وينطق بالحق يعرف ان بلادنا تحكم بشرع الله وتطبقه وان الولاء لله اولاً ثم للوطن وولاة امره وان مجتمعنا متماسك بطبعه متسامح بفطرته كبيره يعطف على صغيره وصغيره يقدر كبيره وان المرأة تحظى بالتقدير والاحترام وانها لا تقل عن الرجل شراكة في بناء الوطن فهي الطبيبة والاستاذة الجامعية والمعلمة التربوية والممرضة وهي الموظفة وكثيرات منهن يؤدين واجباتهن وهن يتمتعن بحريتهن في مجتمع له خصوصيته الدينية والاجتماعية راضيات مرضيات.
وكل من يلقي بنظرة فاحصة على الامس البعيد وما نحن فيه اليوم وماذا ينتظرنا في الغد سيجد ان حكومتنا الرشيدة ساعية الى توفير سبل العيش الرغيد للمواطن لينعم في وطنه بالتعليم والصحة والطرق وكثير من الاصلاحات تدخل الى حيز كل ادارة حكومية وهي لا تدخر جهداً في توفير متطلبات الوطن والمواطن وفي مقدمتها توفير الاستقرار والامان والطمأنينة وهي لعمري اكبر النعم واجلها على الانسان في هذا البلد فبلاد كثيرة تفتقدها وتحسدنا عليها لو نعلم هذا.
ان من قمة الوفاء لهذا الوطن الكريم ولولاة امره الحكماء ان نكون اوفياء كرماء غيورين على ما نحن فيه فكم من بلاد تزهق فيها الارواح وتداس فيها الكرامات وتهان فيها النفوس وتهمش فيها الاراء ويكثر فيها القتل وتظهر فيها الجريمة المنظمة وتنتشر فيها المعتقلات ويلوح فيها بالمقاصل وحبل المشانق وتحفر فيها المقابر الجماعية اما بلدنا فلا يحدث فيه شيء من هذا بل المواطن بداخله يشعر بكرامته ومجالس اولياء الامور مفتوحة الابواب للصغير والكبير والنهضة تسير على قدم وساق في كل مرفق ومجال والمسيرة الحضارية لا تتوقف كما هي الاصلاحات ولا نعاني من عزلة حضارية او انفتاح يضيع هويتنا الاسلامية بل بلدنا يسير في الاتجاه الصحيح نحو التطور والتحديث دون اخلال بقيمنا وثوابتنا فكانت النتيجة ان تحقق للمملكة العربية السعودية مكانة تتبوؤها بكل فخر واعزاز على العالمين العربي والاسلامي ولها رصيد وافر من الحب والتقدير علي الصعيد العالمي.
اعود لاقول ان كل منصف ينطق بالحقيقة يعرف جيداً مواقف المملكة العربية السعودية من كل القضايا المصيرية العربية والاسلامية فهي صاحبة المواقف الصادقة لنصرة الحق لم تلجأ الى رفع الشعارات كما رفعها الآخرون ولم تتصنع المواقف كما يتصنعها المزايدون انها وقفة الحق مع الحق وفي مقدمة القضايا التي نالت رعاية المملكة العربية السعودية قضية فلسطين وستبقى على العهد مع هذه القضية العادلة ولن تبخل على الاشقاء بكل عون مادي وسياسي كما هو ديدنها معهم.
ختاماً اقول يجب ان نجدد العهد مع الوطن فتمسكنا هو ما يخيف الغرب ووقوفنا صفاً الى صف مع ولاة امرنا هو ما يثير اعداءنا وجر ويلات الحرب الى شوارعنا وساحات مدننا هو غاية اعداء الوطن وحساده ومهما كان الغرب ظالماً في حكمه غير عادل في مواقفه فان محاربته علي ارضنا فيه مضرة لنا ومجاهدته لاسترداد الحقوق لها في هذا الزمن ادوات ووسائل مشروعه قد تجدي ولا تجدي عمليات التفجير والسيارات المفخخة والانتحارية التي سوغت للآخرين وصم كل عربي ومسلم بالارهاب.
|