* تونس - واس:
بدأت في تونس أمس أعمال المؤتمر العربي السادس للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في الدول العربية بحضور الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان وممثلي مختلف الدول العربية وممثلين عن جامعة الدول العربية وأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.
وجدد الأمين العام في كلمته التي افتتح بها أعمال المؤتمر إدانة التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينتي الرياض والدار البيضاء موضحا ان آثار هذه التفجيرات الإرهابية مازالت ماثلة للعيان شاهدة على مدى وحشية مثل هذه الأعمال واستهتار منفذيها والمخططين لها بكل التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية وعدم اكتراثهم بالارواح البشرية التي يزهقونها والمقدرات التي يدمرونها والاساءة البالغة التي يلحقونها بالاسلام والعروبة الذين يزعمون خدمتها والذود عنها واستدل الأمين العام على كذب مزاعم وادعاءات الإرهابيين بما كانوا يخططون له من أعمال ينوون اقترافها في مكة المكرمة بلد البيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا والمدينة المنورة بلد المسجد النبوي الشريف. ونوه في هذا الاطار بفطنة قوات الامن السعودي التي تمكنت بحمد الله من احباط مخططهم.وقال نحن اذ ندين بكل حزم هذه الأعمال الاجرامية نثمن عاليا الدور الذي قامت به اجهزة الامن السعودية والمغربية في ضبط مرتكبيها والمخططين لها ونكبر في الاجهزة الامنية العربية نجاحها في احباط محاولات ارهابية عديدة.
وحث الأمين العام على تضافر جهود جهات مختلفة على المستوى الرسمي والشعبي لاستئصال جذور الظاهرة الإرهابية والاسباب الكامنة وراءها وذلك بالقضاء على الفقر والجهل اللذين يستغلهما المنظرون للارهاب في تجنيد مرتكبي الاعمال الارهابية وباشاعة التكافل والتضامن بين فئات المجتمع وأفراده.
كما أكد ضرورة إسهام المؤسسات والمراجع الدينية في تبصير المواطنين بالتعاليم الإسلامية السمحة التي تنبذ العنف وتقدس النفس البشرية وتعتبر قتلها دون حق قتلا للناس جميعا.
ورأى ان القسط الاكبر من مسؤولية التوعية بخطورة الإرهاب يقع على عاتق وسائل الاعلام مؤكدا الحاجة الى هذا الخطاب الاعلامي لترويج الموقف العربي من الارهاب في تمييزه الواضح بينه وبين حق الشعوب في الكفاح من اجل تقرير المصير وصد العدوان وهو موقف لم يجد مايستحقه من الاعتراف الدولي.
وتوقف في هذا الاطار عند استمرار اسرائيل في ايهام العالم بان مقاومة المحتل هي نوع من الإرهاب الذي تجب ادانته.
وخلص الأمين العام الى تأكيد اهمية البنود المدرجة على جدول أعمال المؤتمر وجدد الدعوة الى عقد مؤتمر دولي في نطاق الامم المتحدة بشأن الإرهاب يكون مجالا للاتفاق الدولي بشأن مفهومه والوسائل المناسبة لمواجهته والى عقد اتفاقية دولية لمكافحة الإرهاب على غرار الاتفاقية العربية تحدد الاطر القانونية لتبادل المعلومات حول الارهابيين وتسليمهم للعدالة.
ولفت الأمين العام النظر الى الاجتماع الذي ستعقده في القاهرة اللجنة المشتركة بين مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب للنظر في تعديل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بادراج التحريض على الإرهاب والاشادة بالاعمال الارهابية وغير ذلك من وسائل الدعم ضمن مجال الجريمة التي يتم العقاب بموجبها.
وشدد الأمين العام على ريادة مجلس وزراء الداخلية العرب في مجال مكافحة الارهاب مذكرا بما اعتمده من استراتيجية وخطط في هذا المجال.
وتحدث في افتتاح الاجتماع رئيس المؤتمر العميد سيمون حداد من لبنان فرأى ان الإرهاب بات يشكل الظاهرة الاكثر رعبا وايلاما في العالم المعاصر منوها بما صدر عن مجلس وزراء الداخلية العرب في هذا المجال بينها الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب والخطط التنفيذية المنبثقة عنها.
ورأى من جانبه ضرورة التفريق بين الإرهاب وحق الشعوب تقرير المصير.
وتطرق الى ما أعدته الامانة العامة من دراسات مهمة تتعلق بالمواضيع المدرجة على جدول الأعمال ومن أبرزها الوسائل والعمليات الإرهابية المستجدة في ظلال عولمة وسبل مواجهتها والخلايا الإرهابية النائمة من حيث طبيعتها ومخططاتها وسبل مكافحتها وصيغ ومتطلبات تعزيز تبادل المعلومات والخبرات بشأن المجموعات الارهابية لمجابهة الإرهاب الدولي ولاسيما بالمنطقة العربية والتعاون الدولي في مواجهة الإرهاب وتطوير انظمة الحماية الذاتية في المنشآت العامة والخاصة اضافة الى استعراض مدى تطبيق توصيات المؤتمر العربي الخامس للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب.
| 
