* بغداد - القاهرة - الوكالات:
رغم الوعود الامريكية الوردية بشأن إعادة إعمار العراق وفق اقتصاديات السوق الحرة تبدو تلك المهمة أمراً شبه مستحيل في ضوء تهالك البنى التحتية للاقتصاد العراقي ولا سيما في غياب آليات ابرام الصفقات كالجهاز المصرفي والقضائي وارتفاع معدلات البطالة بصورة لم يسبق لها مثيل وتصاعد عمليات المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال الامريكية.
ويرى محللون اقتصاديون أمريكيون أن الادارة الامريكية بالعراق لا تزال تتلمس طريقها لاتخاذ القرار المناسب بشأن بدء عمليات إعادة اعمار تلك الدولة التي انهكتها الحروب طيلة الاعوام العشرين الماضية.
وأشار المحللون الى ان قطاعا كبيرا من العراقيين يفتقرون الى أدنى مقومات الحياة العادية كالمياه والكهرباء والوظائف والرواتب اضافة الى غموض الوضع بالنسبة للادارة الوطنية المناط بها إدارة البلاد.
وقال المحلل الاقتصادي الامريكي جيرمي كون ان عددا كبيرا من العراقيين باتوا يشعرون بان أوضاعهم المعيشية تدهورت بدرجة أكبر مما كان عليه الحال ابأن حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وأضاف ان الادارة الامريكية بالعراق ينبغى عليها الاسراع في عملية اعادة الاعمار وتوفير المزيد من فرص العمل للعراقيين لخفض معدلات البطالة، وأوضح ان المشكلة الحالية تكمن في ملايين الاشخاص الذين كانوا ينتمون الى حزب البعث العراقي والذي قرر الحاكم الامريكي بول بريمر حرمانهم من العمل بالقطاع العام والحكومي مما سوف يزيد من طابور العاطلين.
وقال المحلل الاقتصادي الامريكي جيرمي كون ان الادارة الحاكمة بالعراق لا ينبغي عليها حرمان جميع الاعضاء المنتمين لحزب البعث من الوظائف لأن ذلك سوف يكون خطأ فادحا يتسبب في عدم استقرار البلاد بسبب ملايين العاطلين.
وأشار الى ان بول بريمر الحاكم العسكري الامريكي بالعراق ومعاونيه يمكنهم الاستفادة من الخبرات المستمدة من عمليات اعادة اعمار المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية ودول شرق أوروبا بعد انهيار الشيوعية حيث لم يتم استبعاد جميع الاعضاء المنتمين للحزب الشيوعي.
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي وافق بريمر مؤخرا على دفع الرواتب المتأخرة لنحو 250 ألف جندي عراقي بالجيش العراقي السابق الذي صدر قرار بتسريحه.
ويرى جاكوب أونيل الخبير الاقتصادي البريطاني ان عدم الاستقرار الامني وغياب وسائل الاتصال يعرقل عمليات إعادة الاعمار وخطط التوجه تجاه السوق الحر.
وقال ان الادارة الامريكية الحاكمة بالعراق ينبغي عليها ان تسعى الى اعادة بناء النظام المصرفي العراقي المتداعي والسيطرة على الارتفاع في الاسعار دون حدوث زيادة في التضخم وصياغة الخطط اللازمة للبدء في خصخصة المؤسسات العامة العراقية كالبنوك وشركات السجائر وغيرها.
من جهة أخرى توفي جندي أمريكي متأثرا بجروحه غداة هجوم أوقع خمسة جرحى آخرين في صفوف الجنود الأمريكيين على ما ذكر متحدث عسكري أمريكي لوكالة فرانس برس أمس الاربعاء.
وقال الكابورال تود برودن: توفي أمس الاربعاء جندي كان قد أصيب بجروح الثلاثاء.
وأضاف كان من أفراد إدارة الشؤون المدنية رافضا كشف هويته حتى ابلاغ أسرته.
وأضاف المتحدث ان جنديين آخرين أصيبا بجروح في الهجوم الذي وقع على الطريق السريع رقم 8 الذي اعتقد انه يؤدي الى المطار.
ونفي أنباء تحدثت عن مقتل جنود آخرين الثلاثاء مشددا على ان ثلاثة جنود آخرين فقط أصيبوا بجروح في قافلة في بغداد استهدفت بهجوم استخدمت فيه متفجرات من صنع تقليدي.
|