* روما د ب أ:
بدأ رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني مهمة يرى كثير من المراقبين أنها ستكون محفوفة بالصعاب في قيادة دفة الاتحاد الاوروبي لمدة ستة أشهر وذلك وسط سلسلة من الانتقادات من خارج إيطاليا.
واتسمت الفترة السابقة على تولي إيطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي التي اضطلعت بها اليونان حتى يوم الاثنين الماضي بسلسلة من الهجمات شنتها الصحف الاجنبية على برلسكوني ذكرت فيها أنه غير قادر على أداء المهمة المنوطة به.
وتركَّزت الانتقادات في الصحف اليومية والاسبوعية في لندن وباريس وبرلين على فشل برلسكوني في حل مشكلة تعارض المصالح المتمثل في ملكيته لمعظم وسائل الاعلام في إيطاليا وعلى مزاعم بافتقاره إلى المهارات الدبلوماسية اللازمة لاستعادة الاجماع في صفوف الاتحاد الاوروبي.
كما وجهت انتقادات إلى برلسكوني بتغيير القانون لتفادي محاكمته بتهمة الفساد. كما واجه برلسكوني صعوبة جديدة يوم الثلاثاء عندما فشل في الحصول على تأييد نواب المعارضة في البرلمان على خطة الحكومة للاشهر الستة القادمة، لكن البرلمان وافق على الخطة في نهاية الامر بأغلبية 263 من أعضائه.
لكن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أعرب للصحفيين في روما عن ثقته في نجاح إيطاليا في مهمتها في رئاسة الاتحاد الاوروبي.
وقال فراتيني «نحن نحترم الانتقادات وحتى الاحكام المسبقة التي أطلقتها الصحف الاجنبية لكن واجبنا أن نرد بحقائق ملموسة... جميع الحكومات الاوروبية تأمل في نجاح رئاسة إيطاليا، وفي نهاية الامر لن يعتد إلا بالحقائق». ووصف الرئيس الايطاليا كارلو تشيامبي أحد أكبر أنصار الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء بأنه يوم تاريخي لايطاليا وللاتحاد الاوروبي كله.
ونقل عن تشيامبي قوله «اليوم يأتي الدور على إيطاليا لترأس الاتحاد الاوروبي خلال ستة أشهر حاسمة بالنسبة لمستقبل أوروبا.
ووضعت إيطاليا جدول أعمال طموحا لفترة رئاستها يتضمن عقد مؤتمر للحكومات لمناقشة الدستور الجديد للاتحاد الاوروبي ودفع اقتصاد القارة المتدهور نحو التعافي وتدعيم السياسة الخارجية المشتركة وإصلاح نظام معاشات التقاعد في دول الاتحاد وتوسيع عضوية الاتحاد شرقا.
وفي الوقت الذي تواجه فيه إيطاليا تدفقا هائلا من المهاجرين بصورة غير مشروعة عليها، يتوقع أن يدعو برلسكوني شركاءه في الاتحاد الاوروبي أيضا إلى المساعدة في مواجهة تلك المشكلة.
ويقول المراقبون إن من أكبر التحديات التي يواجهها برلسكوني تحسين العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة في أعقاب الحرب على العراق التي عارضتها عديد من كبرى دول الاتحاد الاوروبي مثل فرنسا وألمانيا. وكان برلسكوني من أشد المؤيدين للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق فضلا عن بريطانيا وإسبانيا كما أنه يتمتع بعلاقة وثيقة بالرئيس الامريكي جورج بوش.
|