هو عبادي الجوهر.. له ميدانه الوحيد يركض فيه بلا هوادة لم يكل ولم يمل.. هو سفير الحزن.. وملك العود.. يمتلك من الفن ما يجعله مدرسة بحد ذاتها.. كلمةً ولحناً وأداءً.
بالله عليكم اكلما سمعتم مقدمة احدى اغانيه التي لم تسمعوها من قبل ألا تشيرون بأيديكم مباشرة بأنه عبادي؟؟
يمسك بالعود فلا يمسكه غيره يتلاعب بأنامل ساحرة بأوتار عوده ليعزف مقطوعات يجمع كل من يعزف العود على انها من الصعوبة بمكان ومن الاستحالة اقرب... وأبو سارة يعزفها بكل سهولة وكأنها مجرد «بروفات» ومن البديهيات له حتى اصبح عبادي اخطبوطا للعود وملكا له.
عبادي الجوهر الذي غنى منذ سنوات طويلة ببشرته السمراء و«تشخيصته» التي لم تتغير منذ ان عرفناه. ما زال يطربنا ويدخلنا عالم «الحزن».
غنى للحزن فاصبح ملازما له وتعين على محبيه وعشاقه وطلاب الفن الاصيل ان يطلقوا عليه لقب «سفير الحزن».
ففي نبرات صوته حزن عميق لا يعرف سره سواه.. وحتى لو غنى للفرح فصوت الحزن يسيطر على الموقف حتى كأنه يفرح «حزناً».
عبادي الجوهر.. مدرسة من الابداع «ظلمناها» وانصفه التاريخ رافضا الا ان يجعله في مصاف.. «الكبار» فهو بلاشك احد اهم اضلاع الاغنية في المملكة والخليج ولا عجب في ان تتزايد جماهيره يوماً بعد يوم ولكن بعضنا «تاه» في زحمة الاصوات.
من يبحث وسط هذه «الكومة» من الاصوات عن صوت الطرب واصالة الفن سيجد عبادي الجوهر هناك وحده «متربعا». عن عبادي الجوهر اتحدث هذا اليوم وانا اشعر بأن هذا الفنان يستحق منا التصفيق وقوفا واحتراما بل ويستحق اكثر من ذلك هو يعلم جيدا انه يسير في طريق واحد لا يحيد عنه ابدا لهدف قد رسمه «مبكراً» وجعله شعاراً لمسيرته المليئة بالنجاح.
لم نسمع يوما ان ابا سارة قد دخل في «عراك» مع احد واقصد بالعراك هنا «الخصام» فالجميع احبابه ويحبه الجميع.. كلهم ابتداء من الشعراء مرورا بالملحنين وزملائه الفنانين وجميع وسائل الاعلام حتى الجماهير تحب هذا الفنان الذي لا يستحق منهم جميعا سوى «الحب» يحق لنا الآن ان نفخر بفنان في مقام عبادي الجوهر الذي جعل من الذوق الرفيع والاختيار الناجح عنواناً لمسيرته الفنية.
لم تكن رحلة عبادي الجوهر الفنية مليئة بالورود مثلما كانت مليئة بالمصاعب ولم يصل مرتبة النجاح على ظهر «اريكة» مريحة ولكن المصاعب والعقبات التي تمهد طريق النجاح لتجعله على مرمى النظر هي الاختبار الحقيقي الذي اجتازه بنجاح.
يسألني احدهم عن عبادي الجوهر والسبب في استمرارية التفوق فأقول له: ان عبادي يستفيد جيدا من أخطائه ويسعد كثيرا بالنقد الهادف.
اذكر قبل عامين في احدى حفلاته وقبل صعوده خشبة المسرح بساعتين واثناء تجهيزه لنفسه للانتقال من الفندق الى مكان الحفل تسبب احد الجماهير بفوضى كبيرة في «بهو» الفندق طلبا لمقابلته فسمح له بالصعود لجناحه الخاص وكنت موجوداً معه ومعنا مجموعة من الزملاء الصحفيين والشعراء وفجأة دخل هذا الشاب ليتحدث معه طويلا وبالرغم من مرور الوقت إلا أن عبادي لم يجعل هذا الشاب يحس ان الوقت يمضي سريعا وظل يستمع له بالرغم من كلام الشاب الكثير «بالمناسبة هذا المعجب كان ظريفا وكوميديا جعل من الجميع ينفجرون ضاحكين بالرغم من صعوبة الموقف». مثال بسيط جعلني استرجع جزءاً من الذاكرة المليئة بالاعجاب بفناننا الكبير.. كلنا متفقون «تماماً» على ان لعبادي الجوهر مدرسة فنية مستقلة ينهل منها عدد من الفنانين «الباحثين» عن الأصالة الفنية والذوق الرفيع.
عبادي الجوهر الذي «أحببت» ان يتكرر اسمه في مقالي اليوم يكفيني أن اختم مقالي بموقفه «الجميل» والذي يحمل «أناقة» فنية عالية بعد اعتذار الفنان محمد عبده عن غناء أوبريت افتتاح مهرجان جدة فكان كما عهده الجميع كبيرا وهو يوافق ليحل بديلاً ويحل كبيرا دون أية شروط أو استغلالٍ للظروف.. فعل كل ذلك لسبب واحد حتى يستمر كبيرا ويزداد شموخاً في الفن والمواقف..
هذا هو.. عبادي الجوهر.
وهو يستعد لطرح جديده في السوق يجعلني اتفاءل كثيرا بأن هذا «الجديد» سيكون «بصمة» جديدة في تاريخه المليء بالنجاح واضافة اخرى للفن السعودي.
ولعبادي سنصفق مجدداً.. ووقوفاً أيضاً..
انتظروه .. واقتنوه!!
ايقاعات
* الأخ: إبراهيم عبدالعزيز الرياض
قرأت رسالتك ويؤسفني ان أقول لك انها لا تصلح للنشر.. ففيها هجوم «شخصي» على الفنان محمد عبده وحاولت ان تسلبه حقه المشروع في الإبداع وان تشكك في فنه الذي ملأ سماء الأغنية العربية.. يا عزيزي الموضوع لا يحتاج «مناظرة» كما تقول وإلا فهل باستطاعتك ان تناظر الملايين؟؟
* الأخ: يزيد من محبي فنان العرب
شكراً لك على ما كتبت وملاحظتك وصلت.
* الأخ: ناصر عبدالله الشهري سابك
رسالتك اعجبتني واسعدتني وبانتظار جديدك وأكرر شكري على كلماتك الجميلة.
* الأخت: فاتن حمد الرياض
اعجابك وصل واشكرك.
|