عاش ابناؤنا الطلاب الأيام الماضية حرب الاسئلة في امتحانات الثانوية العامة كما عشنا نحن الكبارويلات الحرب واكتوينا بنارها في منطقتنا الخليجية التي يبدو انها اصبحت رحماً ولوداً للحروب والمشكلات، وتلك الامتحانات اقصد امتحانات الثانوية العامة التي اصبحت في الآونة الاخيرة تتجاوز آثارها حدود العائلة الى مؤسسات الوطن ممارسة وتخطيطاً ونتيجة، ولكن هل هذه الاجواء المشحونة ببارود «السؤال» والاوراق «المفخخة» التي تتساقط على اولئك الابرياء في صباحات الايام الماضية وتحديداً في «قاعات» الامتحانات التي تحولت لدى البعض من المعلمين - هداهم الله - إلى ساحات حرب ضروس باسم العلم ومن اجل تحرير المستقبل من قبضة الفشل، خلفت وراءها العديد والعديد من الجرحى والمرضى والمصابين من ابنائنا الطلاب، بل إن حياتنا كلها تتحول بفعل هذه الامتحانات الى حرب موسمية، تحظى بتغطية إعلامية كبيرة جداً، تتابع اخبارها وترصد تطوراتها، بل وتحلل وتفسر نتائجها، والشاهد ما قرأناه الايام الماضية وما سنقرؤه في صحافتنا الأيام القادمة، حيث تتربع صورة السيد «طالب» والسيدة «طالبة» على عرش صاحبة الجلالة فتفرد لهما الزوايا وتخصص لهما الاعمدة والندوات والبرامج المرئية والمسموعة، وانتظروا عندما تزحف جحافل «النتائج» الايام القادمة وتكتسح الصحف والتي ستسود بالتقديرات وارقام الجلوس مصحوبة بسيل الاتصالات المختلفة، انه - باختصار - بركان موسمي، والسؤال المر «الا يكرس» ذلك كله حرباً جديدة تغرس جذورها في نفوس «الابرياء» وتنسيهم لذة الحياة، وتشوه ذواتهم البريئة بمعارك لا داعي لها من الاساس، انها دعوة لإعادة التوازن الى حياتنا التي اصبحت صدى لواقعنا المأسور بذواتنا المنهزمة.
|