لا يعرف قيمة التوصيات التي خرج بها اللقاء الوطني للحوار الفكري، التي اعتمدها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، لا يعرف قيمة هذه التوصيات إلا من اكتوى بنار الرؤية الواحدة التي أفرزت جيلا شديد الخصومة والعداء لكل من يخالفه الرأي.. ولن يصدقني أحد لو سردت له عشرات الممارسات الفردية التي كانت ترتكب، على فئة قد يكون كل ذنبها أن توجهها مختلف، هذه التصرفات كانت تبدو لي أحيانا وكأنها نفخ في بالون مليء بالغاز، من الممكن أن ينفجر في أي لحظة!.
لقد ساهم اللقاء الوطني الذي احتضنته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض، برئاسة معالي الشيخ صالح الحصين، وأشرف على اعداده وتقديمه بعناية فائقة سعادة الأخ الأستاذ فيصل العمر، ساهم هذا اللقاء بداية في مواجهة ما كان من الممكن حدوثه بتلك الصورة، وما كان من الممكن ان يفرزه ذلك الفهم والتقدير، وهو أمر حاصل وموجود في جميع المجتمعات التي يأخذ أفراده ما له من حقوق، وأداء ما عليه من التزامات، تحت مظلة هذا الوطن الذي أسسه ورعاه، مؤسس الكيان الكبير الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ورعاه من بعده أبناؤه البررة.. لقد كان الموحد ثاقب البصيرة، عندما قال:«إنني ملك على الأبدان ولست ملكاً على القلوب» فالقلوب لا يملك ما بداخلها إلا الله.. وهي ستكون صالحة ونقية وطاهرة، إذا حصلت على حقوقها المادية والمعنوية، وإذا أحست أنها عضو كامل الأهلية ضمن الجسم العام للوطن، الذي من المفروض ان يستظل تحت رايته الجميع، وأن يرعاه ويدافع عنه الجميع أيضا، بغض النظر عن انتماءاتهم، فالوحدة التي تنعم بظلالها وخيرها، صهرت كل ذلك، وجعلت الجميع سواء في المواطنة، هذا هو المفروض، ولكن في ظل غياب المصارحة والحوار المستمر والعلني والمتابعة، بدأت هذه اللحمة تعاني من بعض العلل التي من المفروض ان تعالج دون إبطاء.
وقد أثلج صدورنا كمواطنين ذلك التوجه الذي تبناه ورعاه سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، من خلال العديد من المناسبات واللقاءات، التي كان يهدف من ورائها - حفظه الله - تأكيد جدية الدولة، في السير قدماً في الاصلاحات على الأصعدة كافة، وأبرزها ترسيخ لحمة المواطنة بين أبناء المملكة «السنة والشيعة والاسماعيلية» التي كان من ثمارها الحوار الحضاري الذي انطلق من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض وشارك فيه علماء مثلوا جميع المذاهب، وقد كان اللقاء مناسبة ثمينة سوف تؤتي أكلها في مقبل الأيام، مع استمرار الحوار، فالوطن عند عبدالله بن عبدالعزيز هو وطن الجميع، وطن يخدمه ويرعاه ويخاف عليه.
مطلوب منا أن نكون فعلاً وقولاً: مسلمين فقط، فالاسلام كما تعلمنا هو دين المحبة والتسامح والتعايش.. إن الأزمات التي حصلت في الشهور الماضية يجب ان تكون منطلقا لابن الجزيرة العربية الناهضة الأبية، ليعود كما أراد له الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.. وكما يراه ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.
فاكس: 4533173
|