* كتب الزميل سليمان العيسى:
أشفقت على الرياضة ومستوى أنديتنا وأنا اجلس إلى جوار الزملاء في ملعب رعاية الشباب الجديد بالملز بعد ان شاهدت مباراة النصر والشباب.. أقول اشفقت لأن الأندية وللأسف لم تدرك بعد حاجتها إلى الارتقاء ولم تحس بوجوب تطورها.. تارة تقدم عرضاً طيباً تأمل من ورائه ان ينمو ويتطور وتارة أخرى تقدم عرضاً نتمنى ان تغيب صوره وملامحه عن ناظريك.. وهكذا أحسست بالاشفاق والرثاء في الوقت ذاته لمستوى هزيل يقدمه لنا بين الفينة والأخرى حضرات الكباتنة في أنديتنا..
لا أستثني أحداً.. فأنديتنا وخصوصاً اندية الوسطى لمشاهدتي لها بصورة مستمرة اعطتني هذا الشعور.. ولا أقول النصر أو الهلال أو اليمامة أو الشباب قد بلغت ذراها في المستوى الجيد لأن هذا المستوى يتذبذب يوماً بعد آخر ولقاء تلو لقاء.. خذوا مثلاً الشباب عندما انطلق في العام الماضي بقوة واستطاع ان يتربع على بطولة الوسطى والشرقية ولعب مباراة الكأس النهائية بقلب هذه الصورة ليكون هذا العام في ذيل المؤخرة.. واليمامة تكسب بطولة الدور الأول ثم وبعد لقاء واحد فقط قد تخسر كل لقاءاتها في الدور الثاني والنصر يلعب في مستوى جيد في هذه المباراة ثم وبمستوى مهزوز يخسر مباراة أخرى وعلى هذا خسر بطولة كأس ولي العهد والهلال يخسر لقاءاته في الدور الأول ثم يبدأ في تصحيح نتائجه في الدور الثاني ولكن بعد فوات الأوان.
صور شتى ونتائج عديدة تفرض علينا ان نقول ان انديتنا في حاجة إلى بناء جديد وولادة جديدة تتناسب مع الجهود المخلصة التي تبذلها رعاية الشباب بتوجيهات الأمير المخلص خالد الفيصل وإذا لم تحرص كل الأندية على ارتقاء مستواها وتطوره أو ثباته على الأقل دون انخفاض فإنه يحق لنا ان نقول عليها السلام لنريح أعصابنا على أقل تقدير.
المباراة
وأعود بعد هذا الكلام إلى مجريات مباراة يوم الجمعة الماضي بين النصر والشباب لأقول.. كان الشباب سيئاً للغاية ومرتبكاً للغاية وضعيفاً في أدائه للغاية ولست مع الذين يتصورون في سبب ظهور الشباب بذلك المستوى السيئ منطقة الحراسة واهتزازها بوجود صادق وابن سالم.. لست معهم لأننا إذا سلمنا بهذا الكلام فما الذي عمله خط الهجوم والوسط والدفاع.. ماذا يعني انكشاف مرمى الشباب خمس مرات غير الفرص المهدرة ماذا قدم بقية اللاعبين تجاه ناديهم؟ أين الخلاص ولا يصح ان نقول ان الأهداف المبكرة كانت سبباً في اماتة العزيمة لدى اللاعبين وخفوت حماسهم لأن الفريق أياً كان يجب ان يحرص على تقديم عرض جيد يساعده على كسب خصمه رغم خسارته بأهداف مبكرة ولن استثني أحداً من لاعبي الشباب لأشد على يديه اعجابا باخلاصه وجهده فقد فشلوا جميعاً في تقديم عرض يروق لجمهورهم المتعطش لفنهم.. وكلمة أقولها للقلة من جماهيرنا الرياضية التي شاهدت مباراة الجمعة الماضية ما كان ينبغي ان نلوم صادق فلمبان بهذه الصورة البعيدة عن الذوق والخلق الرياضي.. فلعل له عذرا وانت تلوم؟ لماذا لا نقول ان صادق كان سيئ الحظ وانه لم يكن في حالة نفسية طيبة تساعده على النجاح في المباراة، ولماذا لا نقول انه لم يكن مؤهلاً للعب قبل المباراة؟ وليكون عتابنا للمدرب أو الإدارة التي أصرت على اشراكه.. وان نسينا فلا يجب ان ننسى وهذه كلمة حق تقال اخلاص صادق تجاه فريقه وناديه وجمهوره، ولذا يجب ان نقول ان الشباب كان سيئاً حتى انه ولج في مرماه ثلاثة أهداف بعد خروج صادق.. فماذا يعني هذا.. والجمهور الرياضي يجب ان يكون واعياً وبعيداً في نظراته وتقديراته..
النصر
شعور النصر بقرب خطواته نحو بطولة الوسطى أعطاه مزيداً من المعنوية وقدم عرضاً طيباً أمام الشباب استطاع معه ان يكسب المباراة بخمسة أهداف مقابل هدف واحد وقد أبدع ناصر الجوهر الحصان الرابح في خط هجوم النصر في العابه واستطاع ان يكون مركز الخطورة في خط هجوم فريقه لتحركه المستمر واستغلاله لكل الفرص السانحة حتى انه استطاع تسجيل ثلاثة أهداف من نتيجة فريقه، كما كان الدنيني والقباع والبيشي في مستوى جيد، وعموماً كان النصر طبعاً هو الأفضل في اغلب فترات المباراة وبهذا الفوز الكبير للنصر يكون قد حقق بطولة المنطقة الوسطى في الدوري حتى ولو فاز الهلال على اليمامة يوم الجمعة القادم نظراً لارتفاع نسبة أهداف النصر على الهلال.
التحكيم
بطاقة اعجاب أقدمها لطاقم التحكيم والمكون من الموزان والدهام والنفيسة فقد ساعد نجاحهم في المباراة على ظهورها بصورة نظيفة من الخشونة والأداء العنيف.
تهنئة وأمل
تهنئة للنصر بفوزه بالبطولة، وأمل طيب للشباب في مباراته القادمة وعلى الشبابيين ألا ينسوا المباراة القادمة مع اليمامة والتي ستحدد بطل الوسطى في مسابقة كأس سمو ولي العهد والأمل في ان نشاهد عرضاً يمسح صورة مباراة الجمعة الماضية.
|