Tuesday 1st july,2003 11233العدد الثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤيداً حماد السالمي مؤيداً حماد السالمي
نعم زعزعة الأمن في بلادنا جريمة لا تغتفر!

اطلعت على مقال الكاتب حماد السالمي حول «المواطنة والانتماء» 15/4/1424هـ فأحببت أن أعلق على هذا المقال الذي يمس جانبا مهما لنا، ولابد من نقاشه والبحث فيه فان لبلادنا فضلاً كبيراً على ابنائها، ومن الفطرة أن يأنس الفرد بوطنه ويدافع عنه ويحميه من كل خطر يهدده، وعندما ننظر لوطننا الذي عشنا فيه ونهلنا من خيراته التي انعم علينا الله بها عبر هذا الوطن الحبيب، ونرى تلك الجهود التي بذلت لنهضته وتنميته وما تم انجازه لبناء هذا المجتمع المسلم وماله من الخصوصية الاسلامية التي تميزها عن سائر دول العالم من تشرفها برعاية الحرمين الشريفين وكونها مهبط الوحي ومنبع الرسالة الخالدة فهي بلاد مقدسة يتقرب كل مسلم الى الله في الحرص على سلامتها وامنها ومن الواجب والمتعين المحافظة على الإنجازات التي تمت فيها والعمل كأسرة واحدة للحيلولة دون النفوذ المدمر لوحدتها وسلامتها اذ إن الاخلال بأمنها والسعي في زعزعة الاستقرار في اراضيها خطر كبير يتضرر به المسلمون جميعا وخاصة حجاج بيت الله الحرام وزواره من المعتمرين والمعتكفين ان الامن الذي ينعم به حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن يعد مفخرة بحق اذا ما استرجعنا التاريخ القديم والحديث، وما كان يتعرض له الحجاج من مصاعب ومحن وحوادث اجرامية اثناء الذهاب الى تلك الديار المباركة لن يدرك الاجيال عظم نعمة الأمن وهم لم يعيشوا حياة الخوف والسرقة والقتل والجوع التي كانت تفتك بالمسلمين وتجعل الحاج يذهب مودعا اهله وكأنه مقدم على معركة وجهاد من هول ما قد يعترضه في طريقه من مخاطر ومصائب وكم من الابرياء ذهبوا ضحية للانفلات الامني وغياب الضمير الانساني وانعدام الوازع الديني فمن واجبنا ان نعمق الشعور بأهمية الأمن وأنه من الأمور الأولية التي يحرص عليها كل إنسان فلا نعيم ولا هناء مع الخوف ولا تمتع والاعداء يتربصون من كل جهة فمهمة الامن تقع على عاتق كل فرد من افراد الوطن وكل بحسب جهده وطاقته كما أن عجلة التنمية في سائر دروبها سوف تتوقف وتتعطل مصالح كثيرة للناس وسيصطلون بنار الاسى والمحن عندما يفقدون غطاء الأمن ومظلة الاطمئنان التي لابد أن تتوفر للسير في البناء أن الفهم الضيق لتعاليم الإسلام وعدم وضوح الرؤية الشرعية الاصيلة للواقع وغياب حبال الوصل بين اهل العلم والمجتمع تساعد على الاعمال غير الشرعية التي تدمر وتفسد لانها افعال خاطئة غير منضبطة بالحكم الشرعي ان ضغوط الواقع المرير للأمة الإسلامية يجب أن يكون مشعلا لإضاءة طريق الإصلاح والمحافظة على مكتسبات الأمة الأمنية والمادية وليس معول هدم وتخريب وإضاعة للاموال وسفك لدماء الأبرياء بطريقة عشوائية لا تنظر بالمنظار الشرعي ولا تحكم عقلها في استشراف النتائج العكسية والخطيرة التي تفرزها تلك الأفعال على الأمة وهي تطعن قلب العالم الإسلامي النابض الذي ينبغي أن يكون خارج الحسابات تماما ولا تنقل إليه المعارك مهما حاول البعض وضع المبررات لها أن التعاليم النبوية والآداب الشرعية تحفز افراد الأمة الى كل خير وترغبهم في الاخلاق الحسنة وحسن التعامل حتى مع الحيوانات فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلعنت امرأة ناقة لها فقال خذوا ما عليها ودعوها مكانها فإنها ملعونة وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض وغير ذلك من الاحاديث الشريفة في هذا الجانب فالإسلام يأمر بصيانة كل نعمة على الارض فلا يحرق شجرا ولا يتلف طعاما ويحرم القاء النجاسة في المياه او تحت الظلال او الاماكن العامة في كل بقعة من الارض فما بالكم بارتكاب التعدي بأكثر من ذلك واخطر وفي اقدس بقعة على وجه الارض ان من اعظم الدروس التربوية التي ينبغي ان ينشأ عليها الجيل المسلم تلك السيرة النبوية المثالية التي بناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد انتشر الإسلام في دول العالم جميعا وحافظت الأمة على تعاليمها وكانت متوازنة تعلم ما يجب ان يكون وقت الضعف وكيف تكون رسالتها حال القوة فهي امة صابرة حكيمة في ضعفها عادلة ورحيمة في قوتها، وكيف كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تواجه بأشد انواع التنكيل والقهر والمدد يأتيه من السماء ومع ذلك كان حليما حكيما ينظر بميزان الشرع وكم ضاقت على الصحابة رضي الله عنهم الارض على امتداداها ومع ذلك كانوا اشد تماسكا واقوى تمسكا بالمنهج الشرعي الصحيح المنقذ الذي شرعه الله سبحانه وتعالى وهو اعلم بما يكون وما يصلح للإنسان أن لكل إنسان طاقة وعليه واجبات، ولا يكلف الله نفسا الا وسعها وحينما يحاول الإنسان مخالفة سنن الله والميل عن منهجه في الاصلاح والتعامل مع الآخرين فسيكون قد ظلم نفسه وحملها فوق الذي تطيق فحيلة الساخط ضعيفة والدنيا مغلقة في وجهه ولا يرى الا ظلاما اسود، فالنور لا يكون الا في الطرق المشروعة التي استمدت ضياءها من الكتاب والسنة أن أمن المجتمع والبلاد لن يتحقق الا بالأمن النفسي ولن يكون هناك أمن نفسي الا بالإيمان بالله وحده وانه هو الرازق المهيمن والنصر لا يكون الا بإذنه ولن يتحقق النصر إلا بنصرنا لله، وما من سبيل لنصرنا بالله الا بالسير على شرعه وعدم المخالفة فهل قوة دوافع الشباب وطاقتهم المتدفقة كافية لرسم المنهج الصحيح ام انها مكاسب ثمينة ينبغي أن تصرف وفق المنظور الشرعي تلك الاسئلة التي تطرح على من يوقد نار الغيرة في نفوس الشباب ولا يربطها بالمنهج الراشد ثم يتركهم ليرسموا طريقهم بطريقتهم المناسبة لهم التي ربما ألغت كل الاعتبارات وجعلت الهدف الأول هو الخلاص من الأزمات بتضحية يرى أنه كسب فيها الكثير ولا يرى اي اعتبار لمصلحة الأمة ومدى الضرر الذي لحق بها من اعماله التي عملها، كم هو جميل أن يهتم المسلم بهموم امته وقضايا الأمة وجراحاتها وكم هو قبيح أن ترى مظاهر خاطئة وصورا مؤسفة في التعبير عند ذلك ان الانسان حين يكل امره لله فسيجد الخير كله وقد وجهنا الله سبحانه وتعالى الى اخذ العلم الشرعي من اهل الذكر الذين يستنيرون بالنصوص الشرعية ولهم نظرة ثاقبة في انزالها منازلها وليسوا كحاطب الليل الذي يتخبط في الظلام والنتيجة تكون في جملتها كارثة له ولمجتمعه ان مما حث عليه الاسلام الاعداد والعدة والاستمساك بالآداب الاسلامية وعدم المخالفة لاحكامها وتأسيس المجتمع الإسلامي الذي بمثاليته يدخل الناس في دين الله افواجا وبمدى انحراف افراده إلى اي طرف سيكون حاجزا قويا ومانعا للعالم من الاقتباس من نوره والدخول في حياضه الطاهرة وعند ذلك يكون الوزر على من انحرف في سلوكه ولذلك فإن الانتماء لأشرف بلد على وجه الارض ليس شعارا يرفع او كلمات تسطر وانما هو عقيدة يعتقدها ويتعبد بها ربه والتفريط في الحفاظ على امنها اخلال بالواجب الشرعي الذي يجب من الدفاع عن المقدسات، فإذا كانت حماية البلاد من الاعداء فريضة فان الاعتداء عليها
وزعزعة الامن فيها جريمة كبيرة.. حفظ الله بلادنا من كل سوء وجريمة.

إبراهيم المريع

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved