لو تأملنا في هذه الحياة وحاسبنا أنفسنا قبل أن نحاسب لسعدنا في الدنيا والآخرة والحياة التي نعيشها اليوم نتطلع فيها إلى طموحات وأحلام أخذت من البعض من الوقت والجهد أكثر مما أخذته العبادة والفسحة مع الله وهذا السلوك إذا أصبح غاية سبب لمن تعامل معه توترات وضغوطاً نفسية تجعله يفقد الاستمتاع بالحياة كما أوجب الله ولكن الله سبحانه وتعالى جعل الطريق إلى عمل الخير ونشر الفضيلة ميسراً لمن أراد ذلك فالتربية والتعليم هي رسالة الرسل الذين بعثهم الله للخلق فمعلم ومعلمة اليوم يستطيع أن ينهج هذا الطريق الذي يوصله إلى التعامل مع هذا التوجيه ونحمد الله أن المجتمع الإسلامي يستشعر ذلك ويمتثل له في مناحٍ عديدة فالدعوة إلى الله والتعليم يعتبران مرتعاً خصباً لا ثراء وخدمة هذا المنهج فمن هنا يجعلنا نحسن الظن بكل من ينتسب إلى العمل فيهما وهذا ينطبق إن شاء الله على المربية الفاضلة الاستاذة فوزة بنت محمد بن صالح الدخيل التي انتقلت إلى رحمة الله يوم الأربعاء الموافق 19/4/1424هـ لمرض ألمّ بها لم يمهلها طويلاً وقد تحاملت على نفسها وحاولت بكل ما تستطيع إخفاء معاناتها معه على أفراد أسرتها واحتساب الاجر عند الله بل حتى زميلاتها في العمل لا يشعرن بذلك حيث إنها تأتي إلى العمل وتؤديه كعادتها في انضباطية وجدية ولم ينكشف سر مرضها إلا عندما أدخلت المستشفى ومكثت فيه الثلاثة الأيام التي حصلت فيها الوفاة وهذا السلوك هو سلوك المؤمنة الصابرة التي تؤمن بقضاء الله وقدره.
أخي القارئ الكريم ان حديثي عن هذه المعلمة وما أسطره عنها ليس بسبب صلة القرابة بها انما ارسم صورة مشاهدة إلى كل من تعامل معها خلال مشوارها الطويل في التعليم حيث إنها تفاعلت مع العملية التربوية وفق منظومة متكاملة توجت بمراكز قيادية تقلدتها في تعليم البنات بمنطقة الرياض وقد اتصفت بأنماط القيادة الإدارية ووظفتها على الوجه الأكمل والمتمثلة في القدوة في التعامل وتطبيق اللوائح بدقة ونظامية مراعية للجوانب الإنسانية متفهمة للمجتمع وعاداته وتقاليده حريصة جداً على زيادة حصيلتها العلمية أثناء مشوارها الوظيفي حيث إنها تحصلت على درجة الماجستير في بحثها بعنوان (مدى فاعلية نموذج تقويم الأداء الوظيفي للمعلمات بمدارس البنات الثانوية بمدينة الرياض) التي بذلت فيها جهداً متميزاً نال استحسان الكثير من الأكاديميين والمهتمين بالتعليم.
رحمك الله أيتها المربية الفاضلة وأسكنك فسيح جناته والهم الله أخاك الدكتور فواز الدخيل الملحق الإعلامي في سفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة وزوجك المحامي سليمان الشايجي وابنتك بسمة وأخواتك وأسرة الدخيل وأرحامهم الصبر والسلوان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
|