|
|
(حوالي عام 1200 ميلادي شعرت البابوية الكاثولكية بأن المقاطعة الكاثارية «أحد المذاهب المتفرعة عن المسيحية ووصمتها الكنيسة في روما بالهرطقة» في فرنسا وجيوبها المتفرقة في معظم أرجاء الغرب المسيحي، باتت تشكل خطرا حقيقياً عليها، فأعد البابا لحملة عسكرية دعاها بالحملة الصليبية الألبينية، ووجهها إلى جنوب فرنسا عام 1209م، كان قوام الحملة ثلاثين ألفا من الفرسان والمشاة انحدروا من الشمال الأوروبي كالإعصار نحو مقاطعة الكاثارية، و كان أجرهم ما يحصلون عليه من أسلاب وغنائم إضافة إلى صك الغفران ومكان لهم في الجنة، أحرق الصليبيون الجدد الأرض ومسحوا المدن الآمنة فسووها بالتراب وأفنوا عن بكرة أبيهم تقريباً في مدينة يبزرس وحدها جرى قتل خمسة عشر ألف نسمة بين ر جل وطفل وامرأة، ناهيك عن عدد القتلى في عشرات المدن ومئات القرى، ويروي أحد مؤرخي تلك الحملة أن قائدها سأل ممثل البابا لديه عن الكيفية التي يميز بها الهراطقة من غيرهم بالمدن المفتوحة قبل إعمال السيف بهم، فأجابه: اقتلهم جميعا واترك الله أن يميز رعيته بينهم. وقد أرسل هذا الممثل البابوي في تقريره إلى الحبر الأعظم يقول: إن السيف لم يميز ضحاياه تبعا للسن أو الجنس أو المكانة الاجتماعية). |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |