لولا الظرف القاهر ما تركتك يا «أبها» والنسائم فيك تهفهف على القاطنين، وزخات المطر تداعب القادمين، وأنا هنا على البعد تذبل لفراقك في أعماقي كل أزهار الفرحة، وتتأجج أشواقي لأجوائك، لرائحة المطر يحمل أكسير الحياة في أرجائك، فما زلت يا «أبها» معشوقتي وإن كنت لا أغار عليكِ من كثرة العاشقين المتيمين فعشق الجمال الرباني حق مباح للجميع، بل إنه ليسعدني أنك أصبحت خياراً أول للمصطافين من بلادي ومن أشقائنا في دول الخليج، ينشدون في رحابك متع الجمال مبثوثة في ربوعك من خضرة باسقة باسطة جناحيها على الجبل الأشم، إلى لوحات الزهور اليانعات وعطرها الفواح على روابيك، يرتعون مستمتعين بمقومات المشروع السياحي الباهر الباهي في أنحائك من مساكن طيبة تناسب عديد الأذواق والقدرات، وخدمات مميزة في الإعاشة والاتصالات والمواصلات، ورياضات للصغار وللكبار: دورة الصداقة الدولية والفرق العالمية التي تشارك فيها، واستعراضات شبابية وشعبية، وتسلق الجبال، والتزلق على الجليد، والحفلات المسرحية والغنائية، وعروض الضوء والصوت على ضفاف بحيرة السد، وعروض الطيران «صقور الجو»، والطيران الشراعي، والتلفريك فوق أجواء المدينة وبين مواقعها السياحية، فضلاً عن الفعاليات الثقافية.. المتنوعة التي يشهدها فصل الصيف في أبها هذا العام.
وقد أعلنت الخطوط السعودية عن تسيير نحو مائة وخمسين رحلة أسبوعيا من أبها وإليها، بدءاً من الأسبوع الماضي وحتى 21 من سبتمبر القادم، وكلها حسبما صرح مصدر مسؤول بالطيران المدني من طائرات الجامبو العملاقة محجوزة بالكامل، مما يعني أن مهرجان الصيف المقام هذا العام تحت شعار «ملتقى أبها» سوف يشهد علاوة على الزخم السنوي المعهود مزيداً من الإقبال على قضاء الصيف في عسير ولم يكن هذا النمو في أعداد السياح إلا نتاج ارتقاء الخدمة ومنافستها، وأن كل من قضى صيفه في عسير ووقف على الروعة فيها: مناخاً وطبيعة وإنساناً وخدمات، يعود إليها وبرفقته المزيد من الأقارب والصحاب، ووراء هذا النجاح غير المسبوق رجال يخططون وينظمون على أسس علمية تضع المنطقة في مصاف أرقى المنجزات السياحية العالمية بما يناسب قيم المجتمع السعودي والخليجي، ولا غرو أن تنجح هذه الكتيبة من العاملين الساهرين كل هذا النجاح في تحقيق الجذب السياحي للمنطقة إذ يقودها رائد السياحة والتنمية في المنطقة سمو الأمير الفنان خالد الفيصل الذي يرفع شعاراً دائماً:
ما أحب أنا المركز التالي
الأول أموت وأحيا به
|
هذا وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الملتقى هذا العام تستهل بحفل جائزة أبها، ورديفتها المستحدثة هذا العام جائزة إمارة منطقة عسير للتعليم، حيث يصبح مجموع الجائزتين مليوناً ونصف المليون ريال يخص الطلبة والطالبات في مراحل التعليم العام والجامعي منها مليون ريال، ونصف المليون بالتساوي بين جائزتي أبها للخدمة الوطنية وجائزة أبها للثقافة.
تحية تقدير للأمير الهمام، وكتيبة العاملين معه من أجل ترقية السياحة مورداً كريماً للرزق، وحصناً أميناً لأبنائنا.
ولهفي وشوقي وحنيني يزداد إليك يا أبها على أمل أن ألحق ببعض أيام صيفك الجميل لهذا العام إن شاء الله.
|