** يقول العوام في مثلهم الدارج «مالك قبيل».. تذكرت هذا المثل وأنا أشاهد في الطرق السريعة وبعض الشوارع.. وداخل العاصمة أو المدن الأخرى.. سيارات تتطاير منها أجزاء من حمولتها.. لمجرد خلل في الربط.. أي أنها لم تربط بطريقة صحيحة.. فيمشي في الطريق أو الشارع وهو «يْبَطْبِطْ».. في كل مسافة يسقط شيء والسيارات وراءه.. لا تسمع سوى «صريخ» الفرامل.. محاولة تحاشي هذا الذي أغلق الشارع.
** فهذا يلف بقوة ويستقر في الجزيرة أو «يخبط» في جذع شجرة أو نخلة.. وهذا يدخل في البر مسافة كيلو عن الخط.. وهذا «يطمر» تلك وينعدم «الكرتير» ويسيح الزيت.. وهذا ينعدم وجه سيارته وتتوقف السيارة.. وآخر «يحوص» بسرعة ثم ينقلب ويموت نصف الركاب ويتكسَّر الباقي.. وهذا «تَفْتَرُّ» به السيارة عدة مرات حتى يقف.
وهكذا حال بعض عباد الله.. والسبب.. عامل مستهتر لم يربط الشحنة بشكل صحيح.. أو أن صاحب الحمولة مفرط «ما عنده وقت.. أو ما عنده في أحد» ليتفقدها.
** تمشي في الطرق.. وتشاهد «مخاد» و«مراكي» و«مساند» و«بطانيات» و«دواشق» وكراتين مختلفة.. ما تلبث أن تنفتح فيتطاير ما بداخلها ويملأ ما حوله.
** وهذا يسقط منه كفران.. لأنهم يربطون مائة كفر بحبل واحد.. ويضعون فوق السيارة حجمها ثلاث مرات وكله كفرات..
** وهذه «درايش ألمنيوم» وهذا حديد.. وهذا حبحب.. وهذه صناديق طماطم.. وهذه «طِيَسْ» وهذا «بْلُك» وهذا حَجر كبير يتوسط الشارع ويحتاج إلى ونش لسحبه.
** وهذه جوالين بويه.. حوَّلت الأسفلت إلى أبيض وأحمر وانزلقت فوقها السيارات.. وهذه جذوع نخيل وبقايا شجر.. وهذه تحمل أكياس طحين تمشي.. وكل نصف كيلو يسقط كيس.
** وهذه «تريلة» تحمل «دركتر» فإذا استقرت فوق الكبري أسقطته على من تحت الكبري.. وكان الله في عون كل السيارات تحته.. فالمصير.. الموت المحقق.. وبطريقة بشعة للغاية.
** وهذه سيارة «قلاب أو ديانا.. أو عراوي» تسقط نصف شحنتها.. فتحتاس السيارات خلفها.. وتتداخل في حادث مريع.
** وهكذا أمثلة أخرى للاستهتار والتلاعب وسوء تقدير الأمور وتركها لهندي أو بنغالي أو سريلانكي.. يحول الشحنة إلى كارثة محققة.
** أمور تحصل أمامنا يومياً أو شبه يومي.. ولا نملك سوى أن نقول.. من هو المسئول؟
** لا أحد يجيبك.. الكل يتلفَّت.. والكل «يْناظِرْ» بعض.. والكل يهز رأسه.. والكل.. يعض على «برطمه» يعني.. ما لك قبيل؟َ
** تموت.. أو تنعدم سيارتك أو يتكسر عيالك.. أو يدخل في الحادث عشرون سيارة ويحترق نصفها وينعدم النصف الآخر.. ويحصل وفيات وإصابات بسبب استهتار بنغالي أو هندي أو باكستاني أو أحد «نشامانا؟!!» لا يقدرون الأمور..
** ومع ذلك.. مالك قبيل.. ما عندك أحد.. «محدٍ جاب خبرك» والمسألة.. بسيطة وانس الموضوع.. والحمد لله على السلامة.
** أطرف شيء.. حصل قبل أيام.. سيارة فيها ثلاثة «حواشي» فسقط أحد الحواشي في وسط الطريق.
** نعم «قِعُود» حاشي كامل «نَوَّخْ» وسط الطريق.. والحمد لله أن ما حوله أحد وإلا.. صارت مأساة «البوكلين» الذي قتل المسكين الذي جاء من القصيم ليزور «أميمته» المريضة.. فمات بسبب «حادث عرضي» حادث بسيط «ما غير بوكلين طاح عليه وعلى سيارته؟!!».
** أمور تحصل أمامنا يومياً ولكن أيضاً.. «مالك قبيل» ما عندك أحد.. وإن كنت ملقوفاً وسألت.. قيل لك «في النّخَلْ».
** عليك أن تلملم نفسك.. وتصلِّح «موترك» وتنسى الموضوع.
|