لا يزال الكثيرون من الآباء والأمهات يحرصون على مشاركة أبنائهم في أوقات مرحهم، ولهوهم، مثل ما يشاركونهم توفير احتياجاتهم، ومتابعة دراستهم، ومعرفة أصدقائهم.
ولئن كان هذا السلوك يناسب كلَّ زمان في كلّ مكان، إلا أنه أصبح ملحّاً وضرورياً في هذه المرحلة من الزمن، إذ لم يعد في بعد الأباء والأمهات عن أبنائهم عند فسحتهم والالتقاء بأصدقائهم، أو عند تبضِّعهم في الأسواق والمكتبات، أو عند دراستهم والاجتماع بزملائهم، إلا التفريط في الاضطلاع بمسؤولية الإلمام والمعرفة التامة بخفايا العلاقات والسلوك التي يكون عليها الأبناء وصحبهم.
بعث هذا الأمر إلى أهمية الكتابة عنه الآن ما حدثني به بعض المعارف من أمر انتشار بعض العادات، بين أبناء هذا الجيل، وممارستهم بعض السلوك، وفساد الكثير من الأمور الصغيرة التي لا تتفق مع التطلع إلى الحفاظ على العنصر البشري سليماً من الأمراض الخلقية والصحية بينهم، الأمر الذي يتطلَّب نهضة عامة تبدأ بيقظة الآباء والأمهات، وحرصهم على متابعة واعية ورصد لسلوك أبنائهم، ومعرفة شاملة بأصحابهم، وبأماكن اجتماعهم،وبنوعية صحبهم، وبالأنشطة التي يمارسونها عند الاجتماع، ثمَّ متابعة فرق عمل عن طريق أمانات المدن لملاحظة الشباب في مواقع تجمعهم، ومراقبة واعية عن طريق أفراد يتمثلون بالخلق الرفيع، وبمعرفة طبيعة مرحلة هؤلاء الشباب العمرية والنفسية والاجتماعية كي يستطيعوا الافادة ممَّا يجري حرصاً على هؤلاء الشباب من انتشار كثير من المؤذيات فيما بينهم. ولحمايتهم من أدواء كثيرة لعل أهمها وأولها «المخدرات»، وما يؤول إليه أمر شباب لا ما يملأ فراغهم النفسي في غياب السلطة الوالدية الواعية بحنانها وتوجيهها وقدرتها على تلافي كل مسِّببات الضياع والفشل.
إنَّ علينا ألا نتغافل عن أمور هامة وخطيرة بدأت تنتشر بل تسود بين فئات الشباب الذين يحتاجون بكل تأكيد لجاناً تتضافر من أجل سد منافذ الخطأ في حياتهم، وتوجيههم لاستثمار طاقاتهم وأوقاتهم تحت إشراف غير متسلَّط يمكِّنهم من الإحساس بالقدرة على تحقيق الذات ضمن ضوابط واعية مدروسة.
|