* جدة - خالد الفاضلي:
يصل الى جدة مساء اليوم ويغادرها بعد 10 ساعات اسطورة الأعمال العالمي «كارلوس غصن» رئيس شركة نيسان ورئيسها التنفيذي، ويلتقي رجال استثمار سعوديين وصحافة يعرفون أنه استطاع خلال 660 يوماً فقط نقل نيسان من شركة تتهشم تحت خسارة مقدارها 5 مليار و600 مليون دولار الى شركة رابحة 2 مليار و500 مليون دولار.
يحمل كارلوس غصن في حقيبته شركة بمبيعات سنوية تتجاوز 60 مليار دولار منها 4 مليار دولار ارباح بعد خصم الضرائب، كما ان كارلوس فتح في أوروبا لوحدها 12 الف وظيفة في مجالات تصنيع السيارات «تصميم، ابحاث، تطوير، مبيعات، تسويق، وخدمات لوجستية». وكانت شركة «رينو» الفرنسية ارسلت كارلوس الى اليابان لانقاذ حصتها الكبيرة في «نيسان»، ثم فجأة تحول الى حديث الشارع الياباني وتابع سيرته الذاتية في عشرات الكتب بعد اتخاذه قرارات حازمة ابتدأت بإقفال مصانع عديدة وتهميش الرؤوس العتيقة في مجالات التصميم والإدارة وفتح ذراعيه للمصممين الثوريين.
يجتمع غصن هذا المساء في فندق هيلتون بجدة مع رجال أعمال واستثمار سعوديين فيما لم تتسرب بعد أنباء عن امكانية توقيع عقود استثمارية جديدة تتجاوز الممنوحة حاليا لوكيل شركة نيسان، في حين بلغت مبيعات نيسان 2 مليون و771 ألف سيارة خلال عام 2002، منها 300 الف سيارة للمنطقة العربية وبقية بلدان الشرق الأدنى. كما يسعى كارلوس الى تحقيق 6 مليار و800 مليون دولار كأرباح تشغيلية في يوم 31 مارس 2004م، ذلك مع احتفاله بعيد ميلاده الخمسين «من مواليد 9 مارس 1954م».
ولد كارلوس غصن من ابوين لبنايين في البرازيل، درس الهندسة في فرنسا 1978م ، عمل بعدها في مراكز أبحاث ومصانع، ثم عاد الى البرازيل مديراً اقليمياً لشركة ميشلان للإطارات حتى اصبح مديراً عاماً للشركة في شمال امريكا وحولها الى عملاق ابتلع الشركات المنافسة بما فيها منافستها القوية «أوني رويال غودريج»، وبالتالي حقق اول نجاحاته المهمة عندما استطاع إعادة هيكلة شركة ميشلان في شمال امريكا من خلال رسم خطة استراتيجية لقارتي امريكا.
امتصت شركة «رينو» الفرنسية خبرة كارلوس عام 1996 عندما عينته نائباً للرئيس التنفيذي بعد شهرين فقط من دخوله مكاتب الشركة، واسندت له وحدات أبحاث وتطوير هندسة السيارات وتصنيعها، وايضا عمليات الشراء وتدريب القوى، في الوقت الذي كان مجلس إدارة «رينو» يراقب بقلق حصته الكبيرة في شركة نيسان اليابانية اثناء تدرجها في انهيار مادي خطير اوصلها الى خسارة تزيد على 5 مليار مع بداية سنة 1999م، فقررت «رينو» ارسال نائب رئيسها التنفيذي «كارلوس غصن» لإنقاذ حصتها ونيسان.
دخل كارلوس غصن الى قلعة «نيسان» في مثل هذا الشهر «يونيو» عام 1999 كمدير عمليات، ثم بعد سنة واحدة فقط قلب الطاولة على اليابانيين وانتزع منصب رئيس «نيسان» واخرجها من هوة الانهيار خلال 660 يوماً وحول خسارتها 5 مليار و600 مليون دولار الى ربح 2 مليار و500 مليون دولار، فأصبح الرئيس التنفيذي ايضاً لنيسان بعد سنة ثانية، يونيو 2001، ثم بعد سنة ثالثة تم تعيينه في منصب رديف كنائب لرئيس اتحاد تجاري عملاق يجمع نيسان اليابانية ورينو الفرنسية، ثم عضو في مجلس إدارة الاتحاد، اضافة الى عضوية مجالس إدارة شركات عملاقة بحجم «ميرانت كوربورايشن» وشركة «الكوا» العالميتين. كما تحول الى شخصية عالمية تناقش تفاصيلها كتب باللغة اليابانية وبقية اللغات الحية، واختارته مجلة «التايم» شخصية عام 2001 العالمية مترئساً قائمة احتوت 25 شخصية عالمية من صناع المعجزات والامبراطوريات العالمية.
انجب كارلوس غصن 3 بنات وولداً وحيداً ثم انجب خطة انقاذ شاملة لشركة نيسان سماها «180» وتهدف الى تأسيس نمو مربح دائم عن طريق تحقيق ثلاثة محاور هي «زيادة المبيعات مليون سيارة اضافية» و«تحقيق هامش تشغيلي يصل 8%» ثم التخلص من دين وحدة التصنيع، واستطاع كارلوس تحقيق المحورين 1 و2 فيما تؤكد كل المؤشرات الى ان نيسان - كما يقول غصن - ستكون مديونة «بصفر دولار» مع نهاية عام 2005م.
يغادر كارلوس غصن جدة مساء اليوم بعد 10 ساعات فقط من وصوله فيما تترقب الاوساط الاقتصادية والصحفية نجاح رجال الاستثمار السعوديين في اقناع الرجل بتحويل جزء من امبراطورية نيسان اليابانية او رينو الفرنسية الى السوق السعودية ضمن سياسة جذب الاستثمارات الاجنبية لتنشيط اقتصاد السعودية وفتح فرص وظيفية إضافية للمساهمة في تضييق دائرة البطالة.
|