* مدينة غزة الوكالات:
استيقظ قطاع غزة، أو شماله تحديدا، صباح أمس الاثنين على واقع جديد يخلو من مظاهر الاحتلال فيما نشطت حركة ا لتواصل بين شمال القطاع وجنوبه بعد انسياب الحركة في شارع صلاح الدين الذي تم تسليمه إلى الشرطة الفلسطينية وفقا للاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تم بموجبه انسحاب قوات الاحتلال من مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا وتتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية للانسحاب والتي تشمل بيت لحم في الضفة الغربية مع توقعات بأن الانسحابات قد تشمل أيضا رام الله أو الخليل.
وقد واكبت عمليات الانسحاب حالة عصبية إسرائيلية تمثلت بشكل خاص في عمليات تدمير قامت بها الجرافات الإسرائيلية المنسحبة مع تجريف لمساحات من الأراضي، فضلا عن أن الانسحاب كشف عن عمليات تدمير سابقة قامت بها قوات الاحتلال.
دخول أفراد شرطة فلسطينيين معبر رفح
وأعلن مصدر أمني فلسطيني أن الجانب الإسرائيلي سمح أمس الاثنين بدخول ستة من عناصر الجوازات والشرطة الفلسطينية معبر رفح الحدودي مع مصر.
وهي المرة الأولى التي يسمح فيها لفلسطينيين بدخول المعبر منذ بداية الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000 حيث منعت إسرائيل الشرطة الفلسطينية من دخول القسم المخصص لها في المعبر بموجب اتفاق أوسلو الموقع في 1993. وقد أزال الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين كافة نقاط التفتيش الرئيسية في قطاع غزة وسمح للفلسطينيين بحرية الحركة في شارع صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بوسطه، وذلك للمرة الأولى منذ عامين.
وقال مراسل لفرانس برس ومسؤولون عسكريون إسرائيليون إن القوات الإسرائيلية أعادت فتح ثلاثة نقاط تفتيش رئيسية على طول الطريق وهي مفترق نتساريم جنوب مدينة غزة وتقاطع كيسوفيم في دير البلح ومفترق بيت الضيافة جنوب دير البلح.
وحسب تلك الإفادات فإن إسرائيل تكون قد سلمت السيطرة على أغلب الطريق السريع الرئيسي أو طريق صلاح الدين للفلسطينيين في إطار اتفاق انسحاب مع السلطة الفلسطينية يهدف لدعم خطة السلام المسماة «خارطة الطريق» التي تساندها الولايات المتحدة.
وذكر راديو إسرائيل أنه سيتم تطبيق ترتيبات مرورية جديدة على هذا الطريق بحيث يتمكن الفلسطينيون من المرور في مفترق نتساريم وستتوقف حركة السيارات الفلسطينية كلما سارت على هذا الطريق قافلة سيارات إسرائيلية وفي مفترق جوش قطيف يتمكن الفلسطينيون من المرور تحت الجسر الموجود في المكان ويحظر على الفلسطينيين في هذه المرحلة استخدام الطريق المؤدي إلى مستوطنة كفارداروم.
وأكد مسؤول أمني وشهود عيان فلسطينيون أن جرافات فلسطينية وإسرائيلية بدأت صباح أمس الاثنين إزالة التلال الرملية على مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم جنوب غزة لتمكين الفلسطينيين من المرور عليه بعد اغلاقه منذ عامين ونصف العام.
وكان اغلاق المفترق أدى إلى توقف حركة السير في شارع صلاح الدين وينص الاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ضمان حرية تنقل الفلسطينيين عليه.
وأضافت المصادر نفسها أن الجرافات أزالت جزءا كبيرا من التلال الرملية التي كان الجيش الإسرائيلي وضعها على عرض الطريق إضافة إلى عشرات الكتل الاسمنتية.
وذكر شهود عيان أن الحركة كانت تجري «صباح أمس بسهولة بدون عوائق إسرائيلية على حاجزي أبو هولي في دير البلح (وسط قطاع غزة) والمطاحن بخان يونس (جنوب)».
وأعلن مصدر أمني فلسطيني أن قوات الأمن الفلسطينية عادت إلى المواقع التي كانت فيها في قطاع غزة قبل اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 ايلول/سبتمبر2000 بعد أن أنهى الجيش الإسرائيلي انسحابه من مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال القطاع ومن المناطق العازلة القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وقال راديو إسرائيل أمس إنه من المقررعقد لقاء أمني فلسطيني إسرائيلي لمناقشة ترتيبات انسحاب القوات الإسرائيلية من بيت لحم لافتا إلى أنه من المتوقع في مرحلة لاحقة أن تنسحب القوات الإسرائيلية من مدينة فلسطينية أخرى قد تكون رام الله أو الخليل.
وقد قالت الإذاعةالإسرائيلية إن الإسرائيليين والفلسطينيين سيعقدون اجتماعا أمنيا جديدا للبحث في وسائل الانسحاب من بيت لحم طبقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وكان تم التوصل إلى الاتفاق الذي انسحبت إسرائيل بموجبه من شمال قطاع غزة خلال زيارة قامت بها مستشارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وقالت المصادر نفسها إن الأمريكيين سيتولون الإشراف على تنفيذ هذا الاتفاق الذي يندرج في إطار تطبيق «خارطة الطريق» الخطة الدولية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهة أخرى، تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن تخفيف الإجراءات المفروضة على عبور نحو خمسة آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة إلى إسرائيل.
وذكر مصدر أمني فلسطيني أنه سمح اعتبارا من يوم أمس الاثنين للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عاما بالسفر.
إلى ذلك قال الناطق باسم الأمن العام الفلسطيني ان قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت مساء الاحد برج مراقبة دائري جديد بارتفاع خمسة أمتار عن سطح الأرض قرب مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة شرق طريق صلاح الدين.
|