* بغداد د.ب.أ:
لم يدر بخلد ابو أسامة العميد في سلاح الجو العراقي يوما ان يتخلى عن طائرته نوع سوخوي الروسية ويعمل سائق تاكسي يجوب الشوارع لتوفير لقمة العيش لأبنائه.
وقال أبو أسامة الذي فضل عدم ذكر اسمه والاكتفاء بكنيته «لقد قررت بيع قطعة ارض كان الرئيس المخلوع صدام حسين قد منحني إياها قبل عامين لشراء هذه السيارة لتوفير لقمة العيش لابنائي».
وأضاف «لم أتوقع يوما ان يكون مصيري سائق تاكسي أجوب الشوارع بعد ان كنت انظر لها من ارتفاعات شاهقة وانا أقود طائرة سوخوي الروسية الصنع».
وقال «لقد اخترت سياقة التاكسي لانني لا اجيد اية مهنة سوى الطيران»..وتابع «لقد كان قرارا جرئيا وضروريا خاصة بعد ان ابعدتنا الإدارة المدنية الأمريكية من تسلم أي منصب وعدم صرف أي راتب لنا مستقبلا».
وكان الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر قد قرر استبدال الجيش العراقي السابق في عهد صدام المخلوع بآخر جديد قوامه 40 ألف شخص يتولى مسؤولية الدفاع عن هذا البلد.
وبمقتضى هذا الاجراء فقد قرر بريمر إبعاد قادة الجيش السابق والبعثيين منهم خاصة وعدم السماح لهم بالمشاركة في بناء الجيش الجديد.
ووصف العميد ابو اسامة «قرار قوات التحالف بابعاد العسكريين السابقة من الجيش الجديد بأنه قرار سخيف وغير منطقي».
وتساءل قائلا «من يقول ان جميع ضباط الجيش السابق موالون لصدام حسين؟».
وقال «ان الجيش العراقي جيش نظامي محترف وقادر على حماية البلد وتوفير الامن والنظام».
وأضاف «بالإمكان إبعاد من تراه الادارة المدنية الامريكية غير مرغوب به ولكن ليس حل الجيش السابق الذي يحتفظ له العراقيون بذكريات طويلة تمتد لأكثر من ثمانين عاما».وقال «إن قرار ابعاد كبار ضباط الجيش وعدم صرف الرواتب لهم ستكون له عواقب وخيمة على الأمريكان».. وأضاف «ان ادارة التحالف مطالبة بإعادة النظر في هذه القرارات واحتضان بعض الضباط والاعتماد عليهم في توفير الامن والانضباط في المجتمع».
وأكد أبو اسامة «ان الشارع العراقي ينظر باحترام لضباط الجيش على عكس ضباط الأجهزة الأمنية والشرطة وبالتالي يمكن الاعتماد عليهم في حفظ الامن».
|