* شادي زاهد - جدة:
في ظل التطورات والأحداث الدولية وما شهدته المنطقة من حرب أمريكية ضد دولة العراق نجد أن جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الدول المحيطة بالعراق قد راقبت وتابعت هذا الحدث والتطورات والمواقف التي واكبت هذه الحرب.لذلك إن الأوضاع الراهنة بالنسبة للحرب على العراق شيء مخز جداً وقد تأثر بها كل فرد في المجتمع سواء اسلاميا أو عربيا وحتى عالمياً، ولكن جانبا من الأحداث هنا في السعودية سؤال يدور دائما ما هو تأثير الحرب داخل الأسرة السعودية وكيف ترى السيدة السعودية هذه الحرب من وجهة نظرها؟
تقول المشرفة الاجتماعية ناهد الرابغي ان ليس هناك أحد يرضى هذا الوضع بتاتاً، كما أنه لابد من وقف هذا العدوان وان ليس بأيدينا إلا الدعاء فما نشاهده من مناظر شيء مخيف ومحزن، أما وضعنا الأسري فتقول: ان زوجي متوتر دائما عندما يرى الأخبار وينام ويستيقظ على الأخبار وأمتنع عن الخروج إلا للعمل وباقي الوقت أمام الفضائيات، أما الوضع العام في المنزل فهو متوتر دائما والأخبار لا تنطفئ أبداً وجميعنا في المنزل على هذا الوضع، كما أن إحدى أقاربي جاءها مرض في الغدة وعندما راجعت الطبيب قال لها انه شيء نفسي من آثار الحرب، كما أن تأثير الحرب سبب في فقدان الشهية لأولادي ولأسرتي فلم يعد أحد له نفس للأكل.
أما السيدة بثينة كردي وهي احدى سيدات المجتمع فتقول عن الحرب: إنها حرب غير مشروعة وثانيا إنها تحد لكل قوانين العالم والانسانية وقوانين الأمم المتحدة وهي حرب مؤثرة على نفسيات الصغير والكبير، ولم يصبح حديث الناس إلا عن الحرب فهي الشاغل الأساسي، ولم يعد على صغاري في المنزل عند استيقاظهم للمدارس إلا سؤال واحد هل من جديد في الحرب، وولدي الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يريد ان يشتري سلاحا ويذهب ليحارب، ولا أحد يستطيع عمل شيء إلا الدعاء.
وعن رأي سيدات المجتمع في المنطقة الشرقية تقول السيدة مها حشاني: الله ينتقم من الأمريكان ولا أعرف أدعي على مَنْ الجيش أو بوش، واننا في المنزل ليس وراءنا إلا مشاهدة الأخبار والأولاد أصبحوا خائفين، كما انه ولأول مرة في المنزل يهتم بحاجة واحدة وتشغل كل التفكير، وقد أصبح الاكتئاب يحوم على كل أجواء المنزل، في بداية الأمر كنا جميعا خائفين لأننا بقرب الأحداث لكن بعد ذلك أصبح الحزن والخوف على العراقيين.
وترى ربة المنزل وفاء عبدالعزيز ان هذه الحرب فتنة من فتن الدنيا وان ربنا يقوم بامتحان المسلمين فيها، وحول تأثيرها على الأسرة من ناحيتين الأولى ايجابية وهي تكاتف الأسرة وخوفهم على بعض ومؤازرتهم لبعض والسلبية هي الحالة النفسية التي يمر بها الكل من جراء هذا العدوان، وما نعمله هو مشاهدة الأخبار والدعاء والصلاة وخصوصاً كل الأسر المسلمة.أما الناشطة الاجتماعية السيدة مها أحمد فتيحي فتقول ان الأمة الاسلامية بأسرها مستاءة فهذا الذي يجري هو داء على الأمة مثل داء السرطان والأمراض المستعصية علها تفيد للرجوع الى الله، وبطبيعة الحال فالأجواء في المنزل متوترة كما ان ما يحصل هو فتنة كبيرة للمجتمعات الاسلامية، وليس بيدنا إلا الدعاء للشعب العراقي الذي يصعب علينا ما نشاهده على الفضائيات وأحاول منع أطفالي عن بعض المناظر التي تعرض على الشاشات كي لا أفزعهم ولكن أقوم بإخبارهم بما يحدث أولاً بأول ليعلموا ماذا يدور من حولهم وليتعلموا طغيان أمريكا وبوش، لأن في الحرب دروساً وعبر لا تنتهي.
|