أعتب على الصحافة الرياضية لاهمالها وجها آخر من وجوه الرياضة البارزة، تلكم هي اندية الريف المحرومة من اهتمام صحفنا الرياضية، أليست أندية الريف منطلقاً ودعامة كبرى في صرحنا الرياضي .. بلى ولكن الصحافة الرياضية لا تهتم بها لانه ليس فيها اللاعب فلان وعلان، ان الأندية الريفية ذات الامكانات الضئيلة والموارد القليلة والتي تعتمد اعتماداً كليا على الاعانة هي المحتاجة الى دعم الصحافة وابراز نشاطاتها، والى معالجة اوضاعها ولكن كل ما يحدث عكس ذلك، فمباريات تلك الأندية تهمل احيانا.. واقول احيانا لأنها تكتب في زاوية مهملة كخبر مقتضب لا يعدو السطرين او الثلاثة ولا تتعرض أقلام النقاد لتحليلها ومناقشة اخطائها، وقد لا يحضرها الاخوة الصحفيون الرياضيون فحين يذهبون لمشاهدة تمرين احد الأندية الكبيرة التي تحظى باهتمام ليقولوا تمارين النادي الفلاني اخذ طابع الحماس، وتمارين النادي الآخر اخذت طابع الفتور وتغيب زيد.. وحضر عمرو وهكذا دواليك، حتى صرفوا انظار الرياضيين عن تلك الأندية الريفية وحتى شعر الإداري قبل اللاعب بأن الأندية الريفية لا مكان لها في وجودنا الرياضي.. اقولها حقيقة ولو اغضبت زملائي الاخوة الكتاب الرياضيين، لم تهتم الصحافة الرياضية الى وقتنا هذا بأندية الريف.. وهي التي تعمر بالنشاط الثقافي والاجتماعي بشكل مذهل، بينما الأندية العملاقة لا تجد فيها اهتماما للنشاطات الثقافية والاجتماعية وقد ينحصر اهتمامها بلعبة كرة القدم، حبذا لو حظيت مبارياتها بالانتقاد حتى يستقيم عودها ولو تعرضوا لها بالتحليل والتعريف كما يفعلون بمباريات الأندية - العملاقة - على حد قولهم فسيدفع ذلك الاهتمام بالإداري واللاعب الريفي الى مزيد من العمل المفيد.
والصحافة هي المرآة التي تنعكس عليها الصورة الحقيقية لحياة المجتمعات ولكن تلك المرآة تدير ظهرها لأندية الريف كي تنعكس عليها الصورة المشرفة التي حققتها أندية الريف.
لقد لاحظت عدم اقتناع بعض الرياضيين لحضور مباريات أندية الريف لانهم يتأثرون بما تقوله الصحافة وبما تهتم به الصحافة فقط، فهل تتكرم الصحافة بأن تتبنى غرس حب الجماهير لهذه الأندية الصغيرة؟
عبدالرحمن محمد الطعيمي
|