* الرياض عبدالعزيز الكناني:
استنكر عدد من المواطنين الشباب العمل الإجرامي الذي قام به عدد من الارهابيين في حي الخالدية بمكة المكرمة مساء يوم السبت الماضي مجمعين ومؤكدين على انه عمل اجرامي لا صلة له بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ويتنافى ما حدث مع حرمة مكة المكرمة فهو ليس له أدنى صلة بقيم مجتمعنا وتقاليده السمحة.. وطالب الشباب في الوقت نفسه الجهات المسؤولة في الدولة بفتح المجال الوظيفي أمامهم وتقديم البرامج التي تحتويهم وتحميهم من التوجهات الإجرامية واستحداث كل ما هو مفيد للشباب من نوادٍ داخل الأحياء ونشاطات اجتماعية وثقافية تلائم تفكيرهم وتتفق مع ميولهم ورغباتهم الشبابية.
في البداية يقول سالم باحشوان: ان ما قام به هؤلاء الارهابيون لا يمثل المجتمع السعودي فهم بعيدون كل البعد عن مبادئه وأخلاقه السوية التي نُشِّئنا عليها وليس لهم صلة بالإسلام فهو متبرئ منهم ومن أعمالهم التخريبية التي يرفضها العقل والدين والمنطق. وأضاف انه لا يخفى على الجميع حرمة مكة المكرمة الأرض المقدسة الطاهرة التي لا يدخلها حتى الكافر فكيف يجرؤ مثل هؤلاء على محاولة تدنيس حرمة هذا البلد الآمن والاعتداء على أمن أهلها وسكينتهم.
وأشار باحشوان إلى ان البطالة قد تكون احد العوامل التي قد تساعد على مثل هذه الأعمال وخاصة مع تزايد نسبة العاطلين عن العمل فيغرر بهم من قبل بعض الجماعات الإرهابية تحت إغراء الدراهم والوعود الكاذبة التي تروج لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وأكد باحشوان ان الحكومة السعودية تعمل جاهدة على ايجاد مواطن صالح يخدم بلده ومجتمعه بكل جد إلا انها إذا أرادت تحقيق نتائج أفضل فعليها ان تعمل على ايجاد ظروف حياتية وفكرية مساعدة لهؤلاء الشباب.
كما وجه باحشوان نداءه إلى وزارة الإعلام بضرورة الاهتمام بالشباب أكثر والعمل على إعداد برامج توعوية تصحح الأفكار المنحرفة لدى بعض الشباب وتوعيتهم وتعليمهم وكيفية التعامل مع مثل هذه الأفكار.
ويقول عبدالله القحطاني مستنكراً الأعمال التخريبية في مكة المكرمة: ان هذه الأعمال دخيلة على المجتمع السعودي خصوصاً انه ليس لها صلة بالإسلام فهي محرمة عقلا وشرعا.
فالمجتمع السعودي عاش مائة سنة لم يشهد خلالها مثل هذه الأحداث الدخيلة عليه وهذا دليل على ان هناك محاولة للتغرير بالشباب وتغيير أفكارهم.
وأكد القحطاني ان مثل هذه الأعمال قد تكون أحد العوامل المساعدة لها هي البطالة.
وقال إن الفراغ الوظيفي والفكري الذي يعيشه بعض الشباب قد يجعله يميل لمثل هذه الأفكار ويتبناها وقال إن هناك عدة أشخاص ذهبوا للجهاد في أفغانستان بزعم انهم ضائقون من الدنيا أو ليثبتوا وجودهم على حسب قولهم وقد انعكس ذلك سلباً على بعضهم.
وأكد عبدالله القحطاني ضرورة الاهتمام أكثر بالقطاع الشبابي وقال ان الجهات المعنية بالشباب لم تقدم الاهتمام والرعاية الكافية لهم لتحميهم من الأفكار الوافدة على مجتمعنا وخاصة اننا لم نلحظ أي جديد في مجالات الاهتمام بالشباب منذ عشر سنوات تقريباً وانحصرت الاهتمامات كافة على وجود بعض المراكز الصيفية التي لا يحضرها غير صغار السن أو من هو مواظب على مشاركة مثل هذه المراكز أو بعض المخيمات الصيفية الجيدة فيما تقدمه نوعا ما إلا ان هذه المراكز لم تستطع ان تجذب الجزء الأكبر من فئة الشباب.
وأشار القحطاني كذلك إلى ضرورة استغلال الطاقات عند الشباب كل في موهبته بعمل برامج تدريبية لهم بالمجان ومن ثم توظيفهم وإشغال وقتهم بما ينفعهم ويبعدهم عن كل ما هو سيئ.
وتوجه القحطاني بمناسبة قدوم الإجازة الصيفية بكلمة رجاء وعتاب على مكتب العمل دعاه فيه إلى أن يعمل على ايجاد فرص لجميع الشباب كل في مجال هوايته أو دراسته أو رغبته للاستفادة القصوى من طاقاتهم المهدرة. ويؤيد عبدالله حمود حديث من سبقوه بالاستنكار حيث قال إن مثل هذه الأعمال لا تصدر عن مسلمين ملتزمين بهذا الدين القويم وهي لا تمت للإسلام بصلة وليست من الإسلام في شيء بل هي أفكار صادرة عن قلة قليلة فهمت الجهاد بشكل خاطئ وشوهت صورته وصورة الإرسلام ولكن مع هذا فمثل هؤلاء قليل في مجتمعنا السعودي ولله الحمد.
وتابع حديثه قائلاً: إن البطالة والفراغ ربما تكون أحد الأسباب التي دفعت مثل هؤلاء الشباب في طريق الشر والتخريب فقد يتم استغلال بعضهم بمقابل مادي ومن ثم يقعون ضحية لمثل هذه الأفعال، ولذا يجب على الدولة تأمين الفرص الوظيفية التي تساعدهم على حياتهم وابعادهم عن الوقوع في مثل هذه الأعمال.
وقال إنه يجب على جميع الجهات المسؤولة وخاصة رعاية الشباب ان تعمل على ايجاد الكثير من النوادي داخل الأحياء واقترح ان يكون العمل فيها على شكل يومين أو ثلاثة في الأسبوع وتكون برامجها مناسبة لفئة الشباب وتفكيرهم لا كما يريد القائمون عليها.
ويقول عبدالله الغامدي اننا جميعا في هذا المجتمع نرفض مثل هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تنتمي للإسلام والمسلمين من أية جهة فأنا استغرب كيف يتجرأ مثل هؤلاء الشرذمة على حرمة هذه البقعة المشرفة ولكن نحمد الله انه قد كشف أمرهم وخذلهم بفضله ثم بفضل جهود القائمين على أمر دولتنا الرشيدة وجهازها الأمني القوي.
وأكد الغامدي ان البطالة ليست سبباً رئيسياً في الانحراف الفكري غير السوي ولكنها قد تعمل على انحراف الشباب بسبب الفراغ الذهني والوظيفي لديهم وبالتالي قد تكون سبباً غير مباشر لمثل هذه الأعمال وخاصة بين فئات الشباب.
وأشار إلى انه يجب على الدولة ان تهتم اكثر بهذه الفئة التي تشكل جيل المستقبل حيث ركز على وزارة الإعلام وقال انه يجب عليها ان تعمل لايجاد برامج مناسبة للشباب ولأفكارهم توعيهم من خلالها بدورهم في المجتمع وتساعدهم على فهم مجريات الحياة ومتغيراتها بدلاً من جلوسهم على الأرصفة وفي المقاهي وقال إنه يجب على كل المسؤولين في جميع الجهات ان يكونوا جادين في احتواء الشباب وتحقيق رغباتهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح لأنهم بهذا الفراغ القاتل عرضة للانحراف السريع.
|