إضاءة
د. أحمد العيسى (*)
الاستشاري

من هو الاستشاري؟
هل هو الذي يحضر متأخراً ويغادر مبكراً؟
هل هو الأكثر علماً؟
هل هو الأكبر سناً؟
هل هو الذي يطلب ممن هو أقل منه درجة طبية ان يغطي عيادته ويتابع مرضاه؟
هل هو الذي تشاهد اسمه مكتوباً فوق سرير المريض؟ وإذا سألت المريض عنه يقول «والله ما شفته» هل هو الذي يجب ان يفرغ للحالات المستعصية ويفرغ للتدريس والبحث العلمي؟
أعتقد اننا ندرك ان درجة الاستشاري هي منزلة في الكادر الطبي تعطى للطبيب بعد حصوله على شهادات متقدمة في الطب مع الخبرة العملية.
سؤال نسمعه كثيراً من المرضى: «وين» الاستشاري؟ الكل يريد ان يرى الاستشاري، ولا يقبل بأحد غيره حتى لو كانت حالته زكمة بسيطة!
وانشغال الاستشاري بمثل هذه الحالات البسيطة قد يكون فيه ظلم للحالات المتقدمة والمستعصية، وكذلك سوف يقلل من عطائه التدريبي والتدريسي للمتدربين، وكذلك عطائه البحثي.
فالنظام الصحي المثالي هو ان يعاين المريض أولاً طبيب العائلة فإن استعصت الحالة يتم تحويله إلى المستشفى لكي يعاين بوساطة الطبيب المقيم، ومن ثم الاستشاري ان احتاج الأمر، وهذا لا ينطبق على الحالات الاسعافية، نجد في بعض المستشفيات ان الاستشاري كالعملة النادرة واذكر ان قريبة لي تحلف انها لم تشاهد استشاريها إلا بعد سنتين من دخولها المستشفى، والمؤسف انها لم تشاهده في المستشفى بل في برنامج تلفزيوني وكانت مسرورة جداً انها شاهدته!
في المقابل نجد بعض الاستشاريين في كل مكان وزمان يحرصون على معاينة مرضاهم عن قرب، وفي الوقت نفسه هم يشاركون في المجال التعليمي والبحثي، وهذه هي المثالية المنشودة والمطلوبة من كل استشاري.
واعتقد ان تقدم السن للاستشاري المفروض ان يكون لعطاء أكبر لأن حصيلته العلمية والمعرفية قد زادت والزكاة عليها ستكون أكبر.
أتمنى ان تكون تلك المواصفات في كل من قبل ان يكون استشارياً: علم، خبرة، حضور، تدريس، بحث.. وأخيراً التواضع.