Monday 30th june,2003 11232العدد الأثنين 30 ,ربيع الآخر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
وزارة الداخلية والأمن
بقلم: عبدالرحمن بن صالح العشماوي

هذه الوزارة من أهم الوزارات في كل دولة، ومن أخطرها، وأكثرها تعرُّضاً للمواقف الصعبة، لأنها تحمل مسؤولية متابعة الأمن الداخلي متابعةً دقيقة مستمرَّةً يقظة، ولأنها تتعرَّض لكثير من النقد إيجاباً وسلباً، وللرضا والغضب بسبب تنوَّع المشكلات والقضايا المهمة التي تواجهها، ولن تستطيع وزارة داخلية في الدنيا أن تنال الرِّضا الكامل من الناس جميعاً لأنها - بحكم مسؤوليتها - لا بد أن تصطدم برغبات كثيرٍ من أصحاب الأهواء، ولأن جزءاً غير قليل من عامة الناس لا يفهمون - أحياناً - الأسباب وراء اتخاذ هذه الوزارة قراراً صارماً في قضية من القضايا، سواء أكانت قضية شخصية أم جماعية.
وزارة الداخلية مسؤولة عن متابعة سير الحياة اليومية باهتمام كبير، لأن ذلك يتيح لها معرفة أبعاد ما يجري حتى لا يختل الأمن ويفقد المجتمع الاستقرار.
إنَّ هذا الدور الخطير وهذه المهمة الكبيرة، وهذه المسؤولية الضخمة تجعل هذه الوزارة في حالة تأهُّبٍ مستمرة، خاصةً في هذا العصر الذي تعددت فيه وسائل الجريمة والانحراف، وتطوَّرت أساليبها، وذلك ما يجعل المتابعة التي لا تنقطع على - مدار الساعة - أمراً لا مناص منه.
ولا شك ان قوة وزارة الداخلية، ودقّة متابعتها للأحداث، وحرص مسؤوليها على الرُّقيِّ بأساليب العمل فيها، وعنايتهم بتدريب الأشخاص وتوفير الإمكانات ممّا يفرح به كل مواطنٍ يعرف قيمة الأمن والاستقرار للمجتمع ويرى بعين بصيرته ما يجري في مجتمعات بشرية في عالمنا فقدت الأمن والاستقرار فهي تعيش حياة مضطربة منغَّصة ليس لها قرار.
وبرغم «حساسية هذا العمل الأمني الكبير» الذي تقوم به وزارة الداخلية، وحساسية الأخطاء التي قد تحدث من بعض منسوبي هذه الوزارة فإنَّ بإمكانها أنْ تكون قريبةً من الناس على اختلاف مشاربهم وأفكارهم، وذلك بفتح أبواب الكلمات الهادفة التي تعرّف عامة الناس بأعمالها الأمنية بوضوح بعيداً عن تهويلات وكالات الأنباء ووسائل الإعلام، وعن دعوات التشويه التي يرفعها من لهم مواقف مخالفة تدفعهم إلى تهويل الأمور، وربما تدعوهم إلى الكذب والتزوير ارضاءً لهوى أنفسهم.
إنَّ مسؤولية وزرة الداخلية الأمنية ستجعلها تصطدم أحياناً كثيرة مع رغبات فئة من الناس تعدُّ عقاب المخالف، والشدَّة مع المجرم، وعدم الهوادة في ملاحقة المرجف ظلماً وإجحافاً لأسباب قد تكون نفسية، وقد تكون عاطفية لوجود علاقة قرابة، أو مصلحة مشتركة بين هذه الفئة من الناس وبين بعض من يستحقون العقاب، ولن يخفف من حدة هذا الاصطدام إلا مراعاة ضوابط العدل والانصاف.
ولا شك أن وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية تحمل عبئاً كبيراً في بلادٍ كبيرة مترامية الأطراف، لها حدودها الفسيحة، ولها خصوصيتها التي لا يمكن معها أن تنغلق على نفسها، وكيف يمكن لها ذلك وهي تستقبل ملايين المعتمرين والحجاج والزائرين كل عام؟ كما أنها لا تستطيع أن تغلق أبوابها في وجه من يفد إليها من الناس الرّاغبين في العمل، وفي الاستقرار في أرضها الآمنة المستقرة، وهذا العبء الكبير يضاعف من المسؤولية، ويدعو الى عمل دؤوب لتطوير الخُطط والوسائل، ولتدريب متميِّز للأفراد في مجالات العمل الأمني، وفي أساليب التعامل مع الناس، فنحن نعلم أن قناعة الناس بعمل الوزارة «أمنياً» من أهم وسائل استقرار الأمن وتحقيقه، لأنّ هذه القناعة تجعل الناس «رجال أمنٍ» يتعاونون مع رجال الأمن الرسميين تحقيقاً للأمن الذي لا غنى للبشر عنه.
ومن هنا يظهر لنا دور اللقاءات المفتوحة التي تجري مع سمو وزير الداخلية وتحظى بمتابعةٍ جادة من الناس، ويحظى الوضوح الذي يميّزها بتقدير الناس، وتُشيع الصّراحة التي يتحدّث بها وزير الداخلية فيها رُوح الاطمئنان في نفوسهم، وهذا من أهمِّ عوامل تحقيق الاستقرار والأمن للمجتمع.
إنه دور كبير لمسؤول الأمن الأول في الاستماع الى اسئلة الناس، والإجابة الواعية عنها، والردِّ على ما يثار من شبهات حول بعض القضايا والمسائل، وإني لاشكر سمو وزير الداخلية الأمير نايف على هذه اللقاءات وأطمح الى المزيد خاصةً في أوقات الأزمات.
كما أشكر سمو الأمير محمد بن نايف على أخلاقه الحسنة التي يقابل بها الناس، والتي تُعَدُّ تطبيقاً لما دعا إليه الإسلام من المعاملة بالخلق الحسن، واطمح أن تكون هذه «الأخلاق» صفة ملازمة لرجال الأمن جميعاً لأنهم يواجهون الناس في مواقف كثيرة تكون النفوس فيها متوتّرة، والمشاعر فيها مضطربة والأذهان فيها مشغولة، ومازلت أذكر ذلك الإحساس الفيّاض من رجلٍ تحدّث إليَّ بعد لقائه بالأمير «محمد بن نايف»، حيث قال والدموع تفيض من عينيه: «الله يوفق الأمير محمد لقد أراحني والله فهانت عليّ القضية التي جئته من أجلها إلى حدٍّ كبير».
هنا تهدأ النفوس، وهنا يخطو المجتمع خطوات ثابتة الى مواجهة كلِّ محاولة آثمة للإخلال بأمن هذه البلاد، فالناس قريبون من الخير ولكنَّهم يعيشون في عصر الوسائل الإعلامية المتعددة التي تشوّش، وتشوّه وتصيب الناس بالتوتُّر والقلق، ولا بد من تعامل متميِّز مع الناس يقرّب من نفوسهم رجال الأمن وغيرهم من أصحاب المسؤوليات المهمة في المجتمع.
تحية الى صاحب السمو الملكي الأمير نايف الذي يشعر بأهمية العمل الأمني وخطورته ودقّة تفاصيله، ويشير دائماً الى ان شريعة الله سبحانه وتعالى هي ركيزة الأمن الأولى التي تقوم عليها مصالح العباد والبلاد.. اللهم احفظ لبلادنا أمنها واستقرارها.
إشارة:


مكة الخير للأمان فماذا
يبتغي المعتدي بهذا التَّصابي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved