تقام المعارض الدولية لأهداف متعددة فقد يكون القصد منها عرض المنتجات الصناعية أو الزراعية وتسهم فيها الدولة ذات الاختصاص في الانتاج الذي من نوع المعروض ويكون فيه مجال للتنافس على إبراز كل دولة ما تنتجه بقصد كسب سمعة طيبة لمعروضاتها لتمكن بالتالي من خلق أسواق لمنتوجاتها أو جلب طلبات أوفر وتزاحم أكثر على هذا النوع أو ذاك.
وقد لا يكون الاسهام في المعارض الدولية قاصراً على عرض المنتجات الصناعية والزراعية، بل على عرض المنتجات الصناعية والزراعية، بل قد يقصد به غاية إعلامية بجانب الغايات المادية المتعددة الأخرى.. وقد ينحصر في الهدف من المشاركة في المعارض الدولية من بعض البلدان ناحية إعلامية بحتة ولا ينتظر منه نتائج اقتصادية بل المهم في الأمر هو الرفع من سمعة البلد واشهار مكانتها بين الأمم ويصح أن يكون لها مرام سياسية أو دينية أو مذهبية إلى غير ذلك من الغايات المعنوية.
بقي أن نتحسس أهداف بلادنا من المشاركة في المعارض الدولية وأقربها إلى الذهن معرض أوساكا (اكسبو 70) المقام حالياً في اليابان، صحيح أن لنا منتجات صناعية وزراعية ولنا غايات اقتصادية فبلادنا من أشهر بلاد الدنيا انتاجاً للبترول.
والصناعات وان كانت في دور النمو إلا أنها سائرة في مجاله بخطوات رتيبة ونشطة بجانب أن هذا البلد ينعم بمساحة كبيرة جداً من الأرض ومياه اقليمية ممتدة في شرق المملكة وغربها إلى أبعاد كافية لتجعل الرخاء ميسوراً إذا استغل كل جانب من هذه المصادر النافعة.
إلا أن هذا وإن كان جانباً مهماً فليس كل شيء، بل ركز الجناح السعودي على الناحية التاريخية لبلادنا، وما اقترن بحضارتنا الأولى من عوامل دينية واجتماعية، فهل استغلت جميع الطاقات المتخصصة في هذا المجال لصالح المعرض.
الذي أعرفه أن وزارتي التجارة والبترول هما اللتان عملتا في اقامة الجناح السعودي، ومع أنه لم يسعدني الحظ بزيارة المعرض إلا أنه ترامى إلى سمعي ممن زاروه إلى أن وزارتي المعارف والإعلام لم تمثلا فيه أو لم تسهما في إعداد الجناح السعودي، فهل وفقت إدارة الجناح السعودي في إحكام الرقابة على العاملين في الناحية الإعلامية وهي في اعتقادي أهم الأهداف من المعرض، إذا كانت إدارة المعرض قد خصصت مجموعة من العاملين لإعداد الجانب الإعلامي من الوزارتين فكان عليها أن تحكم الرقابة بطلب اسهام وزارتي المعارف والإعلام كجهتين المامهما عميق في النواحي الثقافية والإعلامية أكثر من أي جهة أخرى!!
ومع ذلك فلا أنسى أن أشيد بالجهود التي حشدت لإعداد الجناح السعودي حتى استحق أن يكون من بين الأجنحة الدولية العشرة التي حازت السبق على غيرها من الأجنحة الأخرى. ولكن طموحنا إلى المزيد من النجاح يملي الحاحنا في استغلال جميع الطاقات والإمكانات المتخصصة لصالح المعرض.
|