Sunday 29th june,2003 11231العدد الأحد 29 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحقيقة من الداخل الحقيقة من الداخل
من المسؤول عن الإساءة لأندية الوطن
فهد الصالح

يظن بعض من المرضى - عفا الله عنهم وشفاهم - ان البحث المستميت.. والنبش الدائم عن الأخطاء هو فن لا يتقنه سواهم... ورفضهم مبدأ ان الإنسان بشر وليس ملاكاً ليكون بذلك معرضاً للخطأ والنسيان وهو ما يوقعهم في صدامات يتجلى ويرتقي عنها الصفوة من القوم... ليس ضعفاً أو فتوراً أو خوفاً.. ولكن لأنهم عرفوا الشموخ فعشقوه..
عرفوا الأهم فجعلوه مقدماً على المهم...!؟
كان لاعب المنتخب البرازيلي سابقاً والمحترف الهلالي آنذاك (ريبرتو ريفينيلو) يقف بسيارته الفارهة أمام إحدى محطات الوقود منتظراً دوره لدفع المبلغ المستحق عليه... في العاصمة السعودية الرياض.. وبينما هو كذلك فإذا بأحد المواطنين «الذي هام عشقاً بالكيان الأزرق وصاحب الشنب الشهير إياه» يتقدم له ويصافحه ثم يسأله عن ما سيفعله في مباراة فريقه القادمة.. أجابه رفينيلو بعد ان حيَّاه وجبر بخاطره بأن المباراة ستكون عند حسن ظنه.. فإذا بالرجل يودعه وينصرف بعد ان تزوَّد بالوقود وعندما جاء دور المحترف الشهير لدفع قيمة الوقود.. صدم من هول المفاجأة حين علم ان الشاب إياه قد سدد عنه مبلغ الوقود كاملاً.. فخرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة عرف الجمهور فيما بعد «عبر الصحف» ان «ريفينيلو» يريد معرفة أكثر عن الدين الإسلامي..!! ثم مضى للعب في فريقه برهة من الزمن كان ينثر خلالها إبداع السامبا في كل مكان تحت وطأة الارتياح النفسي من أناس يؤمنون بحسن المعاملة التي هي جزء من الدين ثم السمعة.. التي يعيش المرء من أجلها كل ذلك يحدث من أجل ريالات معدودة جعلت من النجم عالمياً شهيراً ينظر للكرة على أنها نوع من الدروس الحياتية..!! التي لا تغادر دون ان تلقي بظلها على إنسانية المرء وتعامله الذي يأبى معه المساس بأخلاقه.. أو عرفه أو حتى المساومة على حديثه..!؟
ذكرتني هذه القصة بما حدث وما سيحدث من مهزلة لبعض الأندية حين تسيء التعامل مع لاعبها المحترف الأجنبي وتنتظر منه الإحسان ومن (الإعلام) بالذات وتحديداً الصحف كطرف آخر بحيث تقف معهم بحجة الوطنية أو «الفزعة» ان صح التعبير.. ولا أدري هل أصبح الإعلام وصياً على أحد أو وكيلاً لتعليم فن التعامل والأدب وحفظ ماء الوجه أو ان الوطنية هي الوقوف مع أخيك ظالماً أو مظلوماً..؟!!
لا أدري بأي مصطلح يتحدث أولئك..؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved