السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أما بعد:
في عدد سابق من اعداد جريدة الجزيرة في شهر ربيع الآخر 1424هـ ناقش مجلس الشورى موضوع الفقر بحضور وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة وقد استطاع وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاستدلال على وجود الفقر بزيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لحي من احياء الرياض العاصمة يوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك عام 1423هـ ولاشك أن الفقر موجود في جميع دول العالم غنيها وفقيرها وكافرها ومسلمها وليس المهم التدليل على وجود الفقر او نفيه وانما المهم معالجة اسباب الفقر لان الفقر من الثالوث الذي يحاربه العالم قديما وحديثا. فما هي الطرق المفيدة لمعالجة جذور الفقر واسبابه؟
انني ارى أن إنشاء صندوق خاص للفقراء لا يعالج المشكلة لأن هذا الصندوق لا يؤمن تسربه الى جيوب الاغنياء باسم الفقراء وبهذا ينحرف عن مساره الحقيقي وفي هذا الانحراف في مسار الصندوق لم يحقق الهدف الذي انشئ من اجله والحل المناسب لمعالجة الفقر يكمن من وجهة نظري الخاصة في اتخاذ الخطوات التالية:
اولا: رفع الحد الادنى للتقاعد بحيث لا يقل ما يصرف للمتقاعد عن ثلاثة الاف ريال في الشهر في القطاعين العسكري والمدني ويلحق به القطاع الخاص.
ثانيا: زيادة الدعم الحكومي للضمان الاجتماعي بحيث لا يقل ما يصرف للاسرة المستفيدة من الضمان الاجتماعي عن الف وخمسمائة ريال في الشهر وجعل هذا المبلغ مرتبا شهريا لهذه الاسرة المستحقة للضمان الاجتماعي.
ثالثا: تخفيض اجور الخدمات واعني بها الماء والكهرباء والصرف الصحي والهاتف بشقيه الثابت والجوال ووقود السيارات والغاز والغاء جميع الرسوم المفروضة على الهاتف الثابت والجوال بحيث لا يدفع المشترك الا مقابل مكالماته الفعلية فقط واعادة النظر في التعرفة الكهربائية.
رابعا: توفير العمل للشباب السعودي في القطاعين الحكومي والخاص وتحديد رواتب مناسبة في القطاع الخاص بحيث لا يقل الراتب عن الفين ريال في الشهر.
خامسا: حصر جميع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية بالمملكة العربية السعودية ودمجها مع الضمان الاجتماعي بحيث تكون جهة الصرف لكل مستحق عن طريق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبهذا الاجراء يتم توحيد الاعمال الخيرية عن طريق جهة رسمية مسؤولة عن جميع المستحقين للضمان الاجتماعي في كافة انحاء المملكة العربية السعودية بواسطة مكاتب الضمان الاجتماعي المنتشرة في انحاء المملكة العربية السعودية هذا ما اراه في معالجة الفقر وفوق كل ذي علم عليم وانما الخير فيما اردت. وقد يتبادر الى الذهن صعوبة تطبيق الحلول التي ذكرتها في هذا المقال من الناحية المالية ولكني اقول اذا اردنا حل مشكلة الفقر فلا اجد حلا آخر الا ما ذكرته وهذا بطبيعة الحال من وجهة نظري وقد يرى بعض القراء حلولا اخرى يرونها نافعة من وجهة نظرهم والمهم تحري ما يخدم المصلحة العامة للمواطن السعودي على ارض هذه البلاد الغالية والتي يوجد بها قبلة المسلمين والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سالم بن عبدالله العنزي / المدينة المنورة
|