Sunday 29th june,2003 11231العدد الأحد 29 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى متى يستمر «نزيف» الحوادث المرورية؟!! إلى متى يستمر «نزيف» الحوادث المرورية؟!!
سليمان الفندي

لا يكاد يمر يوم دون أن تطالعنا صحفنا المحلية، وخاصة صحيفتنا الجزيرة بخبر بل أخبار لحوادث مرورية يروح فيها العديد من الضحايا، وينجم عنها الكثير من المصابين ففي العام المنصرم 1423هـ فقط 4161 شخصاً لقوا حتفهم.
لقد كتبت مراراً وتكراراً عن الحوادث المرورية، وكتب عنها الكثيرون وأعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الكتابات خاصة التي تضع النقاط على الحروف وكتابتي هذه قد تكون مغايرة لكتاباتي السابقة حيث يبرز فيها شيئاً من المصارحة والمكاشفة وتظهر فيها الحدة والقسوة، ويلاحظ عليها الإطناب والإطالة وسأطالب بما يشبه المستحيل، وكل ذلك حفاظاً على أرواحنا وحياتنا واقتصادنا.
إذا كنا ذكرنا أنه في العام الماضي 4161 غادروا الدنيا جراء الحوادث فما بالكم بعدد المصابين..!!
للأسف الكبير أصبح لدينا مدن تشاليح نتيجة الحوادث المرورية وللأسف سيارات التشاليح لا تعد بمئات الآلاف وإنما بالملايين ومن يشاهدها يجد فيها كثيرا من الموديلات الحديثة 2002، 2003م. إذ إن الحوادث مستمرة.
لن أتحدث عن الآثار السلبية الكثيرة للحوادث على مجتمعنا فتلك يعايشها الجميع ولكن سأتناول ما يمكن أن نفعله للحد من الحوادث.
إن الحملات المرورية السنوية مجدية لكنها غير كافية إننا بحاجة إلى بحوث ودراسات ومؤتمرات عن الحوادث المرورية، نعم مؤتمرات عن الحوادث المرورية يدعى لها خبراء ومختصون من داخل المملكة وخارجها ومما يمكن أن يُفعل للحد من الحوادث المرورية، عدم تمكين صغار السن من قيادة السيارات ومنعهم بتاتاً، وللأسف يتساهل كثير من أولياء الأمور في هذا الشأن، حتى بعض رجال المرور يتساهل في ذلك، ولكم أن تشاهدوا كثرة صغار السن يقودون السيارات في المدن التي لا يكثر فيها تجول سيارات «الليموزين» مثلاً في مدينة بريدة.
بل إننا نشاهد أطفالاً يقودون السيارات لقد رأيت طفلاً لم يتجاوز العاشرة من عمره يقود سيارة وقف بجواري أمام الإشارة الضوئية وقد وضع تحته عدداً من الوسائد لكي يبصر ما أمامه.
فسألته بأي صف تدرس يا شاطر فقال برابع ابتدائي..!!، ثم أضاءت الإشارة الخضراء فدخل في معمعة مع السيارات.
ورأيت طفلاً آخر لا يزيد عمره عن الأول يقود سيارة في السوق الداخلي ومعه امرأة يبدوا أنها أمه وقد وقف هذا الطفل وقوفاً مزدوجاً، فطلبه رجل المرور وأوقفه. وبعد نصف ساعة شاهدت هذا الطفل واقفاً بسيارته في محطة الوقود «البنزين» فسألته عما جرى له مع رجل المرور فقال سمع لي..!!
علماً أن رجل المرور لم يوقفه لأنه طفل صغير وإنما لأنه وقف وقوفاً مخالفاً..!!
وبعض الأمهات تبرر قيادة ابنها الصغير للسيارة بأنه لا يوجد عندها غيره، فنقول لها ما قاله تعالى: {وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التَّهًلٍكّةٌ} وكم من امرأة لقيت حتفها مع ابنها الصغير الذي يقود السيارة..! فلو اتصلت على أصحاب الليموزين عند حاجتها وذهبت للسوق أو ما إلى ذلك مع ابنها في الليموزين خير من قيادة ابنها الصغير للسيارة. إذاً يجب عدم تمكين صغار السن من قيادة السيارات.
وأما عن تحرير قسائم المخالفات المرورية فيجب أن يكون الهدف السلامة المرورية للجميع وليس الهدف تحرير قسيمة المخالفة المرورية بحد ذاتها.
ربط حزام الأمان والتقيد بالسرعة المحددة وبالتعليمات المرورية كل ذلك مهم ولكن يجب التركيز أيضاً على ما هو أهم ومنها وجود طفاية حريق في السيارة. لقد وقف أكثر من خمسين شخصاً يتفرجون على سيارة اشتعلت النار في مقدمتها حتى احترقت عن آخرها ماذا لو كان مع كل واحد طفاية حريق..!! ألا يمكن إطفاء السيارة في وقت وجيز..؟
والتركيز أيضاً على العمالة الوافدة ومخالفاتهم المرورية، وعلى صغار السن، و من يقود السيارة بدون رخصة قيادة.
أبداً لا يكفي أن تحرر مخالفة مرورية لمن لم يحصل على رخصة القيادة ثم بعد ذلك يذهب ويعمل أكثر من حادث.
يجب أخذ تعهد عليه وعلى ولي أمره بعدم قيادة السيارة بدون رخصة قيادة.
الجمال السائبة يجب مصادرتها قبل وقوع الحادث وليس بعده.
من حقي أن أتعجب ولكم أن تتعجبوا أيضاً. أقصى سرعة مسموح بها في طرق بلادنا 120 كم في الساعة بينما معظم السيارات في بلادنا إن لم يكن كلها سرعتها في الساعة 220كم و 240كم و260كم..!!
تناقض ما لنا إلا..!
عفواً لقد قلت سأطالب بما يشبه المستحيل من أجل سلامة أرواحنا.
لذا أطالب بإيجاد مراكز لفحص السيارات في بداية طريق طويل كما هو الحال بمحطات وزن الشاحنات والسيارة السليمة تعبر بدون رسوم. وسواء كانت هذه المراكز حكومية أو أهلية.
إنني أرى حتمية إنشاء هذه المراكز لكثرة الحوادث ولأن هناك كثيرون لا يهتمون بسلامة السيارة وصلاحيتها للطريق فهناك من يسير بإطارات غير صالحة، وفرامل غير سليمة، وما أشبه ذلك.
ومن أجل سلامة الأرواح إنني أطالب بمواصفات قياسية عالية للسيارات. وأنا لا أقصد مواصفات ترفيهية وإنما مواصفات للسلامة المرورية.
إذا كان يوجد في السيارات «الكيس الهوائي» الإيرباك. فأنا أطالب بما هو أجدى منه.
«إنني قلت من أجل سلامة الأرواح سأطالب بما يشبه المستحيل» لذا لو أدى الأمر إلى أن أطالب أن يحاط السائق، والراكب، والركاب بشيء من الفولاذ لسلامة أرواحهم.
إن موضوع الحوادث المرورية موضوع مهم للغاية يجب أن تستنفر الجهود من أجله وتُسخر جميع الطاقات له.
ويجب أن ينقل للناس تفاصيل كل حادث مروري لا يكفي أن يقال باشر الحادث فرقة من الدفاع المدني وفرقة من المرور ونقل المصابون للمستشفى فحسب بل لا بد من إيجاد معلومات مفصلة عن كل حادث سبب الحادث، عمر قائد السيارة، هل يحمل رخصة قيادة أم لا..؟ جنسية السائق..، من يتحمل مسؤولية الحادث..؟
إننا مقبلون على الإجازة الصيفية وفي الإجازة تكثر الأسفار، وتكثر الحوادث، فالتوعية التوعية.
نشاهد حافلات النقل تسير بسرعة قصوى ففي إجازة العام الماضي كم من حافلة حصل لها حادث؟ يتوفى فيها عشرات الأشخاص ويصاب مثلهم ويرجع البعض أن سبب حوادث الحافلات «إغفاءة السائق..!».
لذا يتوجب أن يكون لكل قائد حافلة مساعد وأن يأخذ كل منهما قسطاً من الراحة.
لنتكاتف جميعاً للحد من الحوادث المرورية ليفعل الإعلام بجميع قنواته، ولتقام حوارات موسعة، وندوات متتالية ولقاءات مستمرة، ولتعقد مؤتمرات عالمية، ولنضع الأصبع على موضع الداء.
وعسى أن يكون لدينا سيارات بدون حوادث أم أن هذا مستحيل..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved