تغاضت الفصائل الفلسطينية عن محاولات إسرائيل استدراجها إلى دائرة جديدة من المواجهات والهجمات المضادة وبذلك أمكن التوصل إلى الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي الذي يتيح انسحاباً من شمال غزة وبيت لحم، ويبقى من المهم ضمان تطبيق هذا الاتفاق من خلال المراقبة اللصيقة لإسرائيل..
وعلى غير العادة لم تنتقم حماس من مقتل أحد كوادرها عبدالله القواسمة الذي اغتالته إسرائيل قبل عدة أيام في قطاع غزة واغتالت بعده عدة ناشطين آخرين في وقت كانت فيه حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تجري حواراً مع السلطة الفلسطينية لاقرار هدنة تتوقف بموجبها الهجمات على إسرائيل، ومع ذلك كانت إسرائيل تحاول جهدها اشعال الأوضاع تحقيقاً لأهدافها في الابقاء على حالة التوتر، وعدم افساح المجال أمام أي تسوية.. إلا أن الإصرار الفلسطيني على التهدئة افشل محاولات إسرائيل وجعلها مكشوفة أمام العالم لا تستطيع سوى القبول بالاتفاق الذي تم التوصل إليه أول أمس.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة، التي ساندت إسرائيل دائماً حتى وهي تعتدي على الفلسطينيين، بدأت تدرك الأضرار الكبيرة التي تلحق بها نتيجة هذه المساندة، وكان الرئيس الأمريكي قد أقر قبل حضوره قمتي شرم الشيخ والعقبة بالشكوك التي تنتاب أهل المنطقة من السياسات الأمريكية تجاه الأوضاع في المنطقة معرباً عن عزمه على فعل شيء لازالة هذه الشكوك.
وستظل إسرائيل راغبة دوماً في افشال محاولات التسوية، حتى وان بدت لبعض الوقت انها تتجاوب معها، لأن التسوية الحقيقية والعادلة والشاملة لا تتفق ومرئيات إسرائيل في ضرورة بسط هيمنتها على الفلسطينيين بل وعلى المنطقة ككل.
ولهذا فإن السلام المأمول أن يتم عبر خارطة الطريق ينبغي أن تواكبه إلى جانب الرعاية الأمريكية رعاية دولية تتمثل في وجود مراقبة دولية تحد من نوايا إسرائيل العدوانية، وإلا فان ترك إسرائيل دون قيود سيدفع بها لانتهاز أول فرصة لتخريب كل ما تم انجازه حتى الآن.
|