الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد:
فغير خاف على الجميع ما يعيشه شبابنا من الطلاب في هذه الإجازة الصيفية من وقت فراغ كبير، والواجب على الشاب المسلم أن يستغل هذه الأوقات ويستثمرها بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه، لأن الوقت للمسلم يعني الكثير فكل لحظة تمر هي منتقصة من عمر العبد، فإما محسن يزداد خيراً وإما مسيء وهذا يجب عليه المبادرة بالتوبة وإبدال عمله السيء بالعمل الصالح، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه «لا ينعقد قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن عمله فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فالواجب على المسلمين عامة، وعلى شبابنا الطلاب خاصة الحرص على الوقت وإشغاله بما ينفع من الحرص على الطاعات والواجبات ونوافل العبادات، والحرص على تدارس القرآن العظيم حفظاً وتلاوة وتعلماً وتعليماً، وكذلك أيضاً حضور حلقات العلم الشرعي ليتفقه المسلم في دينه فيعبد الله على بصيرة ويعلم غيره، أو يتعلم حرفة يكف بها يده عن سؤال الناس ويستغني عما في أيديهم بكسب حلال ورزق طيب.
هذا وإن ما نشهده في الآونة الأخيرة من قيام المراكز الصيفية لأبنائنا الطلاب لخطوة مباركة طيبة إذا كان المشرفون القائمون عليها أهل الخير والصلاح، فإن لها دوراً كبيراً في حفظ أوقات أبنائنا واستثمارها فيما يعود بالنفع عليهم في دينهم وديناهم، والأمة الإسلامية اليوم هي أشد ما تكون حاجتها إلى شباب مسلم واع قوي في نفسه مدرك لما حوله، فقيه في دينه واثق بربه عز وجل وبوعده بنصر المؤمنين، فيبقى ثابتاً على دينه داعياً الخلق إليه، مهتدياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم صابراً على ما أصابه ممتثلاً قول الله عز وجل (والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (العصر: 1-3).
والحرص على التواصل مع الشباب حتى في وقت الإجازة الصيفية وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، وتوجيههم وإرشادهم هذا من الأعمال الصالحة التي نرجو من الله أن ينفع بها، ويوفق القائمين عليها، كما نسأله سبحانه أن يرزقنا جميعاً الفقه في الدين والالتزام بسنة سيد المرسلين.
* المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
|