Sunday 29th june,2003 11231العدد الأحد 29 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أهالي السعوديين المعتقلين في غوانتانامو يردون على هيئة الإغاثة أهالي السعوديين المعتقلين في غوانتانامو يردون على هيئة الإغاثة
الإغاثة كانت هدف أبنائنا الذين ذهبوا ضحية العصابات الباكستانية والأفغانية

جدة خالد الفاضلي:
تترسخ عند أهالي غالبية السعوديين المعتقلين في غوانتانامو قناعة ان أبناءهم تعرضوا لغدر وتلفيق تهم وظلم عندما قامت عصابات باكستانية وأفغانية بالقبض عليهم وتسليمهم إلى قوات أمريكية مقابل مكافآت مالية. كما شدد أولياء الأمور أثناء حديثهم ل«الجزيرة» ان العصابات باعت أبناءهم أثناء تواجدهم في افغانستان وباكستان في أعمال إنسانية وإغاثية قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر.
يأتي حديث أهالي المعتقلين ل«الجزيرة» رداً على خطاب وزعته هيئة الإغاثة الإسلامية من مكتبها في جدة يحتوي على «صك براءة» ينص على انها لا تجد بين سجناء غوانتانامو من ينتمي لها، وأنها غير راضية عن محاولة أولياء الأمور لصق أسماء أبنائهم بالهيئة. فيما أوضح رئيس فريق المحامين السعودي لتسوية وضع المعتقلين السعوديين في غوانتانامو المحامي أحمد مظهر «ان نفي هيئة الإغاثة الإسلامية لا يعني أبداً نزع صفة العمل «الإغاثي» عن السعوديين المعتقلين في غوانتانامو»، مشيراً إلى انه يفهم من خطاب الهيئة توجيه وسائل الإعلام إلى التفريق بين كون كان يمارس أعمالاً إغاثية منفرداً أو مع مؤسسات إغاثة مختلفة وبين انتمائه لهيئة الإغاثة الإسلامية تحديداً. وأضاف في حديث هاتفي سريع مع «الجزيرة» عن وجود دلالات تشير إلى ان عصابات باكستانية وأفغانية نشطت بعد 11 سبتمبر وعقب إعلان الولايات المتحدة تقديم مكافآت مالية مقابل القبض على «عناصر القاعدة»، وبالتالي سعت العصابات إلى اعتقال السعوديين، واستطاعت الايقاع بهم وسرقة جوازات سفرهم ثم تسليمهم إلى قوات أمريكية بتهم الانتماء للقاعدة، أو كما يصفهم راشد المري «لقد باعوا ابني خالد»، وكذلك يؤكد عبدالله حمدان النور «العصابات اعتقلت أخي انور في باكستان ثم باعوه للأمريكان»، بينما يصر فهد محمد بن بدن السبيعي على انه يملك أدلة تؤكد انهماك أخيه «عبدالهادي» في أعمال إنسانية واغاثية في السودان وافغانستان حتى «خدعوه وباعوه»، مشيراً إلى انه تلقى مكالمة من شخصيات أفغانية أخبروه ان «الباكستانيين قبضوا عليهم برفقة عبدالهادي واعتقلوهم في سجن كوهات في باكستان ثم حرروا السجناء الأفغان وأرسلوا عبدالهادي إلى الأمريكان».
وتتفق خمس عائلات تقيم في سكاكا الجوف على ان عصابات باكستانية وافغانية غدرت في خمسة من أبنائهم أثناء تواجدهم لمساعدة ضحايا النزاع المسلح في افغانستان وباعوهم، أو كما يقول سلمان عواد الوسم عن اخيه «وسم عواد الوسم»، مؤكداً انه كان رجلاً متعقلاً يبلغ من العمر 32 سنة، متزوج ولديه أطفال، ويعمل موجهاً تربوياً، وانه ذهب لمد يد الغوث للمسنين والعجزة فكان جزاؤه الغدر والبيع ثم زنزانة في غوانتانامو، كما يتشابه حديث سليمان الوسم مع أحاديث جيرانه في سكاكا الجوف ثامر عواد راشد العوضة، عبدالله حمدان النور، خالد ساري العنزي، عادل عقلا النصير عندما نقلوا ل«الجزيرة» انهم مؤمنون تماماً أن أسراهم ذهبوا إلى أفغانستان بهدف أعمال إغاثية، وانهم تلقوا منهم اتصالات هاتفية من الباكستان ثم انقطعت اخبارهم حتى أتت الأنباء مؤكدة وجود راشد القايد، راشد عواد العوضة، وسم الوسم، انور النور، سلطان ساري العنزي في «زنازين» غوانتانامو ويتدثرون بالبدلة البرتقالية.
يصر ثلة من أهالي السعوديين المعتقلين في غوانتانامو على أن أبناءهم ذهبوا لغوث ومساعدة ضحايا فوضى نزاع مسلح تكاثر في أرض أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، بينما يؤكد البقية على ان أبناءهم ذهبوا بعد 11 سبتمبر استجابة لحملة إعلامية واسعة نوهت إلى تعرض شعب أفغانستان إلى مجاعة وحياة سيئة لنازحين تركوا مساكنهم بحثاً عن الأمان بعيداً عن القاذفات الأمريكية والحرب الأهلية، واتفق أولياء الأمور على ان وقوع أبنائهم في غوانتانامو لم يحدث إلا بمكائد وأكاذيب العصابات الباكستانية والأفغانية، وانهم لا يزالون أبرياء.
وفي السياق ذاته يؤكد أولياء أمور غالبية معتقلي غوانتانامو ان أولادهم رحلوا إلى أرض المخاطر والمصير المجهول «بغتة» دون علمهم، وان الرحلة كانت الأولى والأخيرة بالنسبة لهم، وانهم لم يكونوا على علم بمكان أبنائهم، رغم ان الشكوك كانت تشير إلى باكستان وأفغانستان، ويؤكد أكثرهم انهم لم يتوقعوا ان يحل بهم ولا بأبنائهم كارثة بحجم وصولهم إلى غوانتانامو بتهم جسام، ومؤكدين في ذات الوقت ثقتهم بحكومة خادم الحرمين الشريفين على إزاحة الشبهات والتهم عن أبنائهم المعتقلون واستعادتهم من السجن إلى أوطانهم وتبرئتهم.
راشد عواد العويضة
يؤكد ثامر عواد العويضة ان أخاه ذهب إلى أفغانستان برفقة شباب من «سكاكا الجوف» قبل أحداث 11 سبتمبر بأربعة أشهر لأهداف إغاثية، واتصل بهم آخر مرة من باكستان وأخبرهم بسرقة جواز سفره، ثم بعد مدة اتصل شباب افغان قالو: ان سلطات باكستانية احتجزتهم ثم حررتهم واحتفظوا براشد، ويشير ثامر إلى انه تحقق مؤخراً من وجود اخيه في غوانتانامو. «لديه قناعة تامة بقيام عصابات باحتجاز أخيه وتسليمه للسلطات الأمريكية مقابل مكافآت مالية».
أنور حمدان النور
يقول أخوه «عبدالله» ان أنور «32 سنة» ويعمل موجهاً في إدارة تعليم سكاكا الجوف «ترك زوجته وأولاده الستة ورحل إلى أفغانستان بعد 11 سبتمبر بشهر زمان، ثم أتت الأنباء بخبر اعتقاله في الباكستان، وبعدها أتت رسالة تؤكد وجوده في غوانتانامو». «يشير عبدالله إلى أن أخاه «أنور» أخذ إجازة لمدة 6 أشهر من إدارة تعليم سكاكا الجوف وذهب للعمل في مجالات إغاثية مع هيئات رسمية، ويؤكد يقينه بظلم العصابات لأخيه وتقديمه للسلطات الأمريكية مقابل مبالغ مالية».
سلطان ساري العنزي
يقول عنه أخوه «خالد ساري العنزي» انه فشل في البحث عن وظيفة بعد تعثره في تجاوز المرحلة الثانوية، معروف بحبه للخير، وسافر إلى أفغانستان قبل 11 سبتمبر بخمسة أشهر، ثم اكتشفنا وصوله إلى سجن غوانتانامو «يعتقد خالد ان العصابات الباكستانية والأفغانية أوقعت بأخيه».
محمد جايد السبيعي
يكشف والده عن غياب ابنه فجأة أثناء تأديته لاختبارات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض «عمره 18 سنة فقط» ويؤمن ان ابنه سافر إلى خارج البلاد دون ان يمنحه جواز سفر، وان هناك من غرر به وأرسله إلى سجن غوانتانامو مقابل مكافآت مالية.
وسم عواد الوسم
يشير سلمان الوسم إلى ان العصابات الباكستانية والأفغانية احتجزت أخاه و«باعته» للأمريكان، ويؤكد على ان وسم يكتنز عقل راجح لا يجعله يختم سنوات عمره «32» بالانخراط في أعمال ارهابية، ويؤمن ان «وسم» كان في أفغانستان لتقديم يد المساعدة للعجزة والمحتاجين.
سعد محمد القحطاني
يتفق اخاه حسين وعبدالله على ان سعد اختفى لمدة 4 أشهر «كان عمره آنذاك 21 سنة»، ثم ظهر في سجن غوانتانامو بعد 4 أشهر، وانهما يثقان بجهود الدولة لاستعادة المعتقلين، ويؤكدان انهماك اخيهم في الأعمال الخيرية وسبق له ممارسته في افغانستان، وانه تعرض لخدعة من عصابات باكستانية أوصلته إلى غوانتانامو.
نواف فهد حمود العصيمي
يؤكد والده ان ابنه الطالب في جامعة الإمام محمد بن سعود وإمام أحد مساجد الرياض رحل إلى أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر بقليل، ثم أتت إشارات تؤكد وقوعه في قبضة غوانتانامو.
بندر بن عايض الشيباني
يشير ابن عمه «حزام» طالب كلية الهندسة «19 سنة» غاب اسبوعين عن جامعته متواصلين ولم يعثروا عليه إلا في اسلام اباد حينما هاتفهم يخبرهم انه بخير، ثم أتت الأنباء بعدها باعتقاله، «يؤمن حزام ان ابن عمه «بندر» تورط بخدعة وظلم من عصابات باكستانية الصقت فيه تهمة هو منها بريء وأرسلته لغوانتانامو». ويشير إلى رحيل ابنه دون ان يكون بحوزته جواز سفر.
مانع شامان الحبرتي
يصف «غازي تركي الحبرتي» عم مانع رحيل ابن اخيه اليتيم «بالمصيبة»، ويشير إلى انهم يسكنون قرية نائية، وبالتالي ان مانع يدرس في المدينة المجاورة، لكنه بعد الاختبارات اتصل على أحد أقربائه وأخبره انه يتصل من البحرين قبل صعوده طائرة متجهة إلى اسلام اباد، ثم عاد واتصل من اسلام اباد لاحقاً قبل أحداث 11 سبتمبر، وبعدها «لم نعلم شيئا عن مصيره رغم بحثنا الدؤوب حتى أتت رسالة منه بواسطة البريد اليومي يذكر فيها وجوده في غوانتانامو»، ويشير غازي إلى ان يقينه يزداد مع الأيام بقيام عصابات باكستانية بالتغرير بابن اخيه البالغ 22 سنة من عمره و«بيعه» للأمريكان.
محمد مبارك سالم الكربي
يؤكد والده «60 سنة» ان ابنه «32 سنة» غادر إلى أفغانستان عن طريق إمارة أبوظبي، ورحل عن زوجته و3 بنات قبل أحداث 11 سبتمبر، ولا يحمل معه إلا 23 سنة من العمر الموزع بين شهادة المرحلة المتوسطة ومساعدة والده في تجارته، واختفى إلى حين الإعلان عن اعتقاله داخل الحدود الباكستانية خلال شهر رمضان الماضي «يؤمن الكربي بتعرض ابنه لخدعة وعملية بيع من قبل عصابات باكستانية».
عبدالهادي محمد بن بدن السبيعي
يؤكد اخوه فهد تعرض عبدالهادي لعملية بيع وخدعة، ويشير إلى انه يمتلك أدلة تؤكد انخراط عبدالهادي في أعمال الاغاثة منذ سنوات ومارسها في بلدان عدة مع مؤسسات متعددة كان آخرها في السودان قبل انتقاله في جولة خيرية لأفغانستان. ويؤكد فهد انه يعلم ان قوات باكستانية قبضت على عبدالهادي ثم سجنته في معتقل كوهات قبل تسليمه للقوات الأمريكية.
خالد راشد المري
يؤمن والده ان عصابات باكستانية قبضت على ابنه، وباعته إلى القوات الأمريكية بحسب وصفه مشيراً إلى ان العصابات ترسل إلى الأمريكيين مقابل أموال إذا لم يستطع شراء نفسه منهم.
من جهته يقول المحامي أحمد محمد مظهر تعليقاً على هذا الموضوع:بدراستي للبيان وإمعان النظر فيه يتبين أن الهيئة رغبت توضيح أن من يقومون بمهام إغاثية تابعة لها في أفغانستان أو غيرها إنما هم من موظفيها المعتمدين الذين توكل إليهم مهام محددة يقومون بإنجازها.. الخ وطلبت من وسائل الإعلام أن يعودوا إليها للتأكد من أي معلومة تتصل بالعاملين التابعين لها قبل نشر تلك المعلومة... الخ.
ويبدو وفقاً لما ورد في البيان أن سبب نشره يرجع إلى أن بعض ذوي المعتقلين صرحوا بأن أبناءهم ذهبوا إلى أفغانستان في أعمال إغاثية بما آثار بعض الاختلاط في فهم علاقتهم بالهيئة. ولذلك رغبت الهيئة توضيح مدى العلاقة وبأنه ليس كل من ذهب إلى هناك كان تابعا لها، وذلك لنفي مسئوليتها أو صلتها عمن لا صلة لها بهم من المعتقلين في جوانتانامو وللتطبيق على ما ذكر فإنني أرى بأن كل طرف لديه ما يبرر قوله فلئن كان الإيضاح الصادر عن هيئة الإغاثة حقاً من حقوقها لنفى صلتها بالمعتقلين، إلا أنه لا يمنع من صحة قول الأهالي بأن بعض من ذهبوا الى أفغانستان كانوا في اعمال إغاثية أيضاً، فلم تكن الهيئة هي الجهة الوحيدة القائمة بالإغاثة وكان بعضهم يذهب تطوعاً بذاته لفرض الإغاثة أو التجارة، حيث كانت أبواب العمل الخيري مفتوحة للجميع، وأن اعتقاد ذوي المعتقلين يعتبر في محله لأنه مبني على معلوماتهم التي تلقوها عن أولادهم، وفي جميع الأحوال فإن حقيقة أسباب وجود المعتقلين في أفغانستان يمكن الوقوف عليها بعد تقديمهم لمحاكمة عادلة بالإطلاع على دقائق الأمور وبعد تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم طبقاً لمقتضيات الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وهذا المطلب تعتبره مطلباً عادلاً، ولا نشك في أن السلطات الأمريكية نعتبر في مقدمة الدول التي تحرص على تطبيق الاتفاقيات الدولية باحترام ورعاية حقوق الإنسان وحريته وبالالتزام بالاتفاقيات الدولية. ونأمل منها أن تعين على سرعة تسليم المعتقلين لحكومات بلادهم لمحاكمتهم والكشف عن حقائق الأمور والإفراج عن البريئين منهم، وإن مع العسر يسرا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved