* باريس أ.ش.أ:
كلفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في حدث غير مسبوق شركة مدنية إسرائيلية بالقيام بعمليات تجسس جوية في قطاع غزة بعد أن كانت مثل هذه العمليات الحساسة مقصورة فقط على العسكريين الإسرائيليين.
وأوضحت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر أمس أن الجيش الإسرائيلي كلف الشركة التي تمتلك طائرات بدون طيار بمهام مراقبة كل ما يحدث في قطاع غزة ورصد أية تهديدات محتملة يمكن أن تعرض أمن إسرائيل للخطر انطلاقا من القطاع ذي الكثافة السكانية العالية.
وأضافت لوموند انه بحلول الليل تقوم الآن شركة «أيرونوتيكس» الاسرائيلية المدنية بإعطاء أوامر الإقلاع لطائرة أو لعدة طائرات تمتلكها بدون طيار من مدرج في منطقة جفولوت القريبة من قطاع غزة من أجل التحليق فوق القطاع على ارتفاعات شاهقة لرصد كل ما يحدث في القطاع من تحركات.
يذكر أن شركة أيرونوتيكس أنشئت سنة 1977 ويعمل بها نحو 150 شخصا نصفهم من قدامى خبراء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وتمتلك الشركة عددا من الطائرات بدون طيار من طراز «ايروستار» تحتفظ بثلاثة منهم بصفة مستمرة على ممر اقلاع جفولوت.
وتبلغ سرعة أيروستار ما بين 100 إلى 170 كيلو مترا في الساعة وتستطيع التحليق على ارتفاعات شاهقة تصل إلى 4500 متر من أجل تفادي رويتها أو سماعها لدى تحليقها فوق القطاع.
وقد زودت شركة أيرونوتيكس طائراتها بمعدات رصد ضوئى وبالأشعة تحت الحمراء وبأشعة الليزر ويمكن أيضا لأيروستار التي تستطيع التحليق في الجو لمدة 14 ساعة متواصلة حمل معدات استخباراتية إلكترونية ومعدات تصنت.
ولا تستغرق عملية إعداد الطائرة للإقلاع أكثر من 20 دقيقة ويتولى مراقبون جويون في شركة أيرونوتيكس مهمة التحكم في الطائرة عبر محطة مراقبة واتصالات أرضية طالما ظلت الطائرة فوق الأجواء الإسرائيلية ولكن عندما تبدأ الطائرة في التحليق فوق قطاع غزة يتولى عسكريون إسرائيليون التحكم في الطائرة وتوجيهها للأهداف المحددة لها قبل إعادتها للشركة المدنية المالكة لها في جفولوت بعد أداء مهامها فوق القطاع.
وكشف مسؤول في الجيش الإسرائيلي عن أن الغرض من تكليف شركة مدنية بمهمة إعداد الطائرات بدون طيار لمهام التجسس فوق غزة يعود لأسباب اقتصادية حيث تقل تكاليف التشغيل عما لو كانت هذه المهمة قد أوكلت للجيش الإسرائيلي.
|