ما من مرة مررت بشارع أو ولجت ساحة إلا وأرى ذلك الشباب المتسكع يجلس في كل ناحية من نواحي المكان..
ليسوا إلا رفاق السيجارات المسمومة ينفثون دخانها الباهت وكأنها البخور يستنشقونه ويملأون منه الأنوف.
شباب لا يجلس للمحاورة وتجاذب الأحاديث النافعة، بل إن كان هناك كلام فهو في مواضيع بعيدة عن الأخلاق، بل لعلها بعيدة عن الخير والمنفعة.. فلا كلام ولا حوار إلا لذاك السيجار..
لم نعد نرى الشباب يرتاد المكتبات ويحمل الكتب العلمية والأدبية، بل لم نعد نراهم يتحدثون بتلك العلوم ولو لم يقتنوها.
الحقيقة العلقمية تكشف القناع عن الشباب المسمى بالعصري أو بتعبير أصح الذي ينهج الموضة مبدءاً.. تكشف عن حالة مرة ما كانت فيما سبق وما كانت لتكون لو لم تجد الدعاية الجذابة ولربما التشجيع.
الشباب اليوم أصبح عالة المجتمع الأولى وأضحى يتحكم بالمجتمع ويحوله إلى أهوائه ورغباته ولا يلفت الانتباه إلى الهاوية التي يلاحقها وهي بالحقيقة تلاحقه..
صار الشباب يسعى إلى حتفه دون أن يعلم أو يعلم ولكنه لا يصدق ولا يؤمن.
فكِّروا وتدبَّروا واقعهم المر الذي يعيشه كل إنسان عربي في هذه الدنيا.
|