* الرياض فهد الغريري تصوير عبدالله المسعود:
في ظل الظروف الراهنة وتصاعد الحاجة الى تطوير طرائق الضغط الامني وسبل التعرف على الاشخاص قدم الباحث النقيب في وزارة الداخلية انس بن محمد المالك تقنية جديدة تعتمد على معرفة الشخص ومعلومات كاملة عن طريق قزحية العين وذلك بواسطة تصويرها وتحويل صورتها الى معلومات تحفظ في قاعدة بيانات خاصة.
وقد عقد المالك مؤتمراً علمياً بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون لعرض هذه التقنية الجديدة على اطباء العيون بالمستشفى واوضح الباحث خلال المؤتمر ان تقنية الكشف عن قزحية العين بواسطة الاجهزة الالكترونية والبيولوجية تسهم بفعالية في التعرف على هويات المسافرين عبر منافذ المملكة المختلفة بدقة متناهية وبسرعة عالية لاتتجاوز الثلاث ثوان وضرب مثالاً على تطبيق هذه التقنية في مطار دبي ذاكراً ان الوقت الذي استغرقه القادم من نزوله من الطائرة وحتى مغادرته المطار هو 7 دقائق فقط.
وكان النقيب انس المالك قد اجرى تجربة عملية في المستشفى للتأكد من فعالية ودقة هذه التقنية حيث اجرى اختبارات على بعض مرضى المستشفى واتضح عدم تأثر عملية الكشف والمضاهاة بهذه الامراض.
وذكر الباحث الذي يواصل دراساته العليا ويقوم باعداد رسالة التخرج بعنوان «المتطلبات الادارية لاستخدام الكاشفات الالكترونية والبيولوجية في امن المطارات الدولية بالمملكة العربية السعودية» انه سوف يقوم بإجراء تجربة عملية جديدة على المرضى الذين سيجرون عمليات جراحية بالعين قبل وبعد اجراء العملية للتأكد من عدم تأثر القزحية بالعملية الجراحية.
وبعد نهاية المؤتمر الذي قدم فيه الباحث عرضاً لفكرته من خلال الشاشة دار نقاش بين الاطباء والباحث . وحضرت «الجزيرة» المؤتمر كاملاً والنقاش.
مشروع وطني فعّال
وطلبنا من النقيب المالك افادتنا بنبذة عن هذا المشروع فقال: هو تقنية من احدث التقنيات وادقها واسرعها بإعطاء النتيجة واول مرة طرح هذا الموضوع كانت عام 1934 في الاكاديمية الامريكية لطب العيون بواسطة طبيب اسمه راش الذي قال بامكانية التعرف على الشخص بواسطة قزحية العين التي تحتوي على 260 معلومة مقارنة ببصمة الاصبع التي تحوي 40 معلومة فقط.
وتتفرد هذه التقنية بميزة انه ليس هناك انسان يحمل نفس القزحية لدى اي شخص آخر بل ان القزحية في العين اليمنى تختلف عنها في اليسرى.
ثم اتى الدكتور جون دوغمان ليطور هذه الفكرة في منتصف التسعينيات وهو فيزيائي وعالم رياضيات في جامعة كامبريدج حيث رسم خريطة للعين ورسم ايضاً اللوغارتيميات الرمز للعين وبواسطة برنامج معين استطاع تحويل صورة القزحية الى رموز وذلك بواسطة آلة تصوير عادية تلتقط صورة القزحية بالابيض والاسود ومن ثم تحول الى رموز تخزن في قاعدة بيانات خاصة مما يسهل الرجوع اليها عندما يأتي الشخص مرة اخرى وتلتقط صورة قزحية ويتم التأكد من شخصيته من خلال المعلومات المخزنة وتستغرق العملية ثانيتين فقط.
** وهل هذا مثبت علمياً؟
عملنا تجارب ودراسات حول جميع وسائل التعرف على الاشخاص سواء عن طريق بصمة الاصبع او بصمة الوجه او قزحية العين ولكل وسيلة ايجابياتها وسلبياتها ولكن وسيلة قزحية العين الى الآن لم نجد لها سلبيات من خلال الحالات التي اجرينا عليها البحث وان القزحية تتغير من خلال وجود مياه بيضاء او زرقاء بعكس بصمة الاصبع التي تتغير مع تقدم الزمن بالاضافة الى امكانية تزويرها كما ان نصف المجتمع يعتبر معطلاً واقصد بذلك النساء عندما يضعن «الحناء» الشديدة السواد اما القزحية فيستحيل تزويرها بل من خلال التجارب حتى من يستخدم العدسات او النظارات استطاعت الة التصوير التقاط قزحيتهم بسهولة وبالتالي قزحية العين هي طريقة آمنة تطبق في المطارات الدولية اوالمنافذ الدولية.
** ما الفوائد المرجوة من مثل هذه التقنية بالنسبة للمملكة؟
ان نجاح هذه الكاشفات في عملها سيكون له انعكاسات ايجابية في المجال الامني من شأنه ان يحبط محاولات التسلل غير الشرعية التي يقوم بها الارهابيون والمخربون الى داخل المملكة عن طريق جوازات واثباتات هوية مزورة.
رأي الاطباء
توجهنا للدكتور عبدالعزيز الراجحي الاستشاري في القرنية وامراض العين الخارجية وهو مدير العيادات الخارجية بمستشفى الملك خالد للعيون وقمنا بسؤاله عن سبب تحفظ الاطباء ومضمون اعتراضهم على الفكرة فقال: الخلاف الذي بيننا انه اثناء تقديم هذه التقنية ذكر الباحث ان القزحية تتحفظ على شكلها حتى بعد العمليات التي تجري داخل العين وحتى لو اصيبت العين بالامراض ونحن نختلف معه في هذه النقطة فمن واقع تجاربنا وخبرتنا في بعض العمليات التي تجرى داخل العين وينتج من خلالها لمس القزحية او اجراء العملية على القزحية نفسها نلاحظ تغير كبير في شكل القزحية، والذي طالبنا به هو ان يزودنا الباحث بنسخ من ابحاث علمية محكمة والباحث ذكر ان هذه البحوث موجودة وانه سوف يزودنا بها وحتى ذلك الوقت لانستطيع الموافقة على دقة هذه التقنية.
اما الدكتور عبدالملك القحطاني اختصاصي طب وجراحة العين واختصاصي دقيق في الجزء الامامي من العين فقد قال: فكرة التعرف على الاشخاص عن طريق قزحية العين بدأت بعض الدول تطبيقها منذ بداية التسعينات ليس فقط في المطارات والمنافذ بل حتى في مكائن الصرف الآلي وهي فكرة ناجحة وليس لها علاقة بالمياه البيضاء لأن القزحية غالباً تكون ظاهرة امام الفاحص ولا تتأثر بالمياه ولكن النقاش الذي دار بيننا والتحفظ الذي نشأ لدى اطباء العيون انطلاقاً من ان اجراء عملية للعين واضطر الجراح لتغيير القزحية فهنا السؤال: هل ستظل القزحية كما هي من قبل وهل البصمة لن تتغير بعد العملية؟ فعمليات الليزر مثلاً قد تؤثر في دقة القزحية والاجابة لن تتضح الا بوجود دراسة وبعدد كبير من المرضى الذين ستجرى لهم عمليات بحيث تؤخذ لهم صور قبل العملية وبعدها وتحلل النتائج ومن ثم يتضح مدى دقة هذا الاجراء ولذلك فنحن سنبحث وانا شخصياً اتصلت بالدكتور جون مؤسس وصاحب هذه التقنية فأخبرني انه لايوجد أي دراسة طبية تتناول هذا الجانب هذا الكلام قبل سنة ونصف السنة وبالتالي يجب مراجعة البحوث التي صدرت مؤخراً وذلك من اجل التأكد من فعاليتها امنياً اما طبياً فليس لها تأثير على العين.
|