دعونا نختلف أو نتفق على وزارة التربية والتعليم.. ولا مانع أيضاً.. أن نقول رأينا.. سلباً أو إيجاباً.. ونطرح تصوراتنا.. سواء اتفقت مع ما يراه المسؤول في الوزارة أو تخالفه.. لكن.. لنبتعد عن التجريح والتهجم الشخصي والمبالغات وتضخيم الأمور.
* الوزارة.. عبارة عن عشرين وزارة داخل وزارة واحدة وهي كما يبدو..أضخم وزارة على الاطلاق.. وتقوم بأخطر دور على الاطلاق.. وتتحمل مسؤوليات عظيمة وجسيمة.. وحققت الشيء الكثير من أهدافها وخططها.. ومع هذا..لا نختلف على بعض الأخطاء والسلبيات للوزارة.. لكننا نتفق أنها من أكثر الوزارات إصغاءً للرأي الآخر.. ومن أكثرها شفافية وحباً للحوار.. وهي الوزارة التي تحفل بكل ما ينشر متى كان عميقاً وناضجاً.. ويحمل معنى يستحق الوقوف عنده.
* الوزارة.. تضم في أحشائها.. مجموعة أكاديميين متمكنين.. ومجموعة ضخمة من الخبراء والتربويين الذين يحملون مناصب وكلاء .. ووكلاء مساعدين ومديري عموم ومستشارين ومديري ادارات ومشرفين وفي كل موقع..
* والوزارة.. لا تدار كيفما اتفق أو بالبركة كما يقال.. أو بالصدف والحظوظ.. بل بخطط ووفق دراسات عميقة.. ووفق معايير دقيقة.. فالمسألة ليست هينة.. بل إنها.. التربية والتعليم.. إنها الأجيال.
* وزارة التربية والتعليم.. من أكثر الوزارات تعرضاً للهجوم.. ليس لأنها لا تعمل أبداً.. وليس لأنها أكثر الوزارات أخطاءً أبداً.. وليس لأنها بعيدة عن الناس وأوجاعهم وهمومهم أبداً.. بل لأن المهاجمين.. إما معلمون يريدون الوزارة «على كيفهم» تنقلاً.. وفسحاً.. وإما معلمات يردن مدرسة جنب البيت.. وجدولاً على المزاج.. أو تريد مساعدة في روضة أطفال.. «نوم وقِلْ شغل» أو ما شابه ذلك من الأمور الشخصية.
* هذه.. هي الحقيقة.. يهاجمون لأنهم يريدون أن تنفذ طلباتهم حتى لو كانت غير نظامية.. وحتى لو كانت غير واقعية ولا مقبولة ولا منطقية.
* هؤلاء.. هم المهاجمون فقط.
* نحن لا نقول أبداً.. إن الوزارة خالية من الأخطاء.. وانها سليمة معافاة ولكن.. ليكن النقد موضوعياً هادفاً.. وليكن الحوار نزيهاً صادقاً وفي مستوى المسؤولية.
* الموجة هذه الأيام في الهجوم على الوزارة وعلى مسؤوليها.. هي تسرب أسئلة الامتحانات.. وهي موجة سنوية «محمومة مجنونة» قوامها.. الاشاعات المغرضة والأكاذيب والصفاقة والخلاف مع الوزارة ومسؤوليها.. لمجرد أنهم ليس على «الهوى» ولمجرد أنهم.. لم ينقلوا «خَلُّودي» أو «هَنُّودي» على طول وبدون تردد..!!
* ولكن.. ما مصدر هؤلاء.. في أن الأسئلة تسربت؟
* إما جاهل مغفل غبي.. وإما «زبائل» الإنترنت.. تلك المواقع التي تحولت الى كوم من النفايات أو «كُوعْ رِيْحِه».. تهاجم هذا.. وتسخر من الآخر.. وتحاول التحرش بالناجحين ومحاولة الحط من قدراتهم.. لكنها في الجملة.. حماقات مكشوفة مفضوحة.. والناس أدركت ان كل ما يقال في الإنترنت.. كذب لا يحمل من الحقيقة أي نسبة.
* يقولون.. الأسئلة تسربت.. والأسئلة موجودة مع كل الناس.. وكأن وزارة التربية والتعليم.. بقالة أو مقهى وليس وزارة كبرى محترمة.. تعرف كيف تحافظ على سرية أعمالها.. وتعرف كيف تضبطها.. وتعرف.. كيف تتعامل مع كل عمل له طابع السرية..ولها خبرة نصف قرن في هذا المضمار..
* أما الاتهام الآخر.. فهو «الأسئلة التعجيزية» ولا أدري ماذا سيقولون عن الطلاب والطالبات الذين حققوا «99%» و«98%» و«90%» فما فوق.. هل هؤلاء فوق المعجزات؟! وماذا سيقولون لمن تخطى «80%»؟.
* ثم.. ما معيار التعجيزية في نظرهم؟
* كل عام.. نقرأ ونسمع اسطوانة «أسئلة تعجيزية» والصحف تنشر بدون تدقيق أو تمحيص.
* إن الحقيقة تقول.. لا الأسئلة تسربت.. ولا الأسئة تعجيزية.. ولا شيء من ذلك على الاطلاق.. بل إن هناك فئة معينة من فئة «فاشلون» يهمهم تحريك «طرطشة» ولو بسيطة.. لعلها تسيء للوزارة.. وما يدرون أن الناس تقرأ وتسخر منهم أو تضحك عليهم.. لأن الجميع.. يدرك أن الأسئلة لن تتسرب.. وان الأسئلة صنعها خبراء ولم تكتب هكذا.
* أعود وأؤكد مجدداً..أن وزارة التربية والتعليم.. ليست خالية من النقائص والعيوب.. بل مثل غيرها.. وقد نتفق أو نختلف معها.. لكن يجب ألا نكذب عليها ولا نتجنى عليها.. ولا نفت في عضد مسؤوليها.. ولا نُحَمِّلها ما لا تحتمل.
* لنحاورها.. لننقدها.. لنقول ما نريد ولكن.. ليكن موضوعياً هادفاً وفي مستوى المسؤولية.. حتى تحاورنا الوزارة.. وحتى تصغي لما نقول.
* لست هنا مدافعاً عن الوزارة.. فأنا أكثر المختلفين معها.. وأكثر من نقدها وما زلت.. ولكن.. أين الانصاف في الحوار؟ وأين الصدق؟ وأين الأمانة؟ وأين الموضوعية؟ وأين مبادئ النقد والحوار الصحيح؟.
* هل من النزاهة والأمانة والصدق.. أن نفتري عليهم.. وأن نفت في عضد الرجال المخلصين.. وأن نهضم حقهم.. وأن نغالط الحقيقة؟
* الوزارة.. من أكثرالوزارات تنظيماً ودقة..ومن أكثر الوزارات شفافية وحباً للحوار وقرباً للإعلام والاعلاميين وللناس أجمع.. فلماذا كل هذا؟!.
* مسؤولو الوزارة.. من الوزير الى أصغر موظف.. لم يغلقوا مكاتبهم.. ولم يمنعوا مراجعاً أو ناصحاً أو ناقداً أو مشتكياً.. بل فتحوا صدورهم قبل مكاتبهم.. والواقع يشهد بذلك.. وليس شيئاً خفياً أو مجهولاً.
* وزارة التربية والتعليم.. تطورت.. وحققت نقلات كبرى الى الأمام.. ولا يغمط ذلك.. إلا مكابر أو «فاشل حاقد» وهي أيضاً.. مثل الوزارات والجهات الأخرى.. لها بعض الأخطاء والسلبيات.. ومن لا يخطئ.. فهو لا يعمل.
* إن رأيي هذا في الوزارة.. لا يمنعني من تسليط الضوء على بعض السلبيات والأخطاء.. التي أرى أنها كذلك.. لكني أردت التعليق على تلك الحراب أو «سكاكين البصل» الموسمية.. التي تهاجم الوزارة دون وجه حق.. ودون أن تستند الى معلومة دقيقة.. ودون أن تحمل ذرة صدق.
* لكن ما اختلف مع الوزارة فيه.. سأتركه في زوايا لاحقة.. وأجزم.. أن صدورهم ستتسع له.
|