إن إمكانية الاستفادة من وفرة الإيرادات الناتجة عن استحداث الضريبة على القيمة المضافة من أجل تخفيض الحماية الجمركية على المدى الطويل، من شأنه حث الوحدات الاقتصادية على الانطلاق بمشاريع استثمارية نوعية، وعلى وضع برامج عملية مرتكزة على قوة الأبحاث والتخطيط من أجل خلق فرص بديلة عن الحماية الجمركية. إن تحسين طرق ونوعية الإنتاج هي المخرج الوحيد على المدى الطويل للحصول على إنتاجية مرتفعة، تكفل تحقيق قدرة تنافسية كافية لمواجهة المضاربة في الأسواق المحلية والخارجية. إن الوجود المتزامن للتعرفة الجمركية مع الضريبة على القيمة المضافة في المرحلة الأولى من استحداثها، يسمح للشركات المحلية بالاستفادة من مفعول الحماية الجمركية، في الوقت الذي هي بأمس الحاجة لها لحين بلوغ ونضوج استثماراتها.
فضلاً عن ذلك إن اعتماد الضريبة على القيمة المضافة يشكّل حافزاً مهماً للاستثمار نتيجة عملية حسم الضريبة، إن لآلية الحسم أثرين إيجابيين ذات شأن لا يستهان به بالنسبة لتحفيز الاستثمار، الأثر الأول عائد إلى عدم زيادة كلفة الاستثمار بمبلغ يعادل قيمة الضريبة المفروضة، وذلك بفضل إمكانية استرجاع المبالغ المدفوعة كضريبة على شراء المواد والمعدات اللازمة لتصنيع السلعة الخاضعة للضريبة المضافة.
والثاني متعلق بعامل السيولة الناتج عن الاحتفاظ بالأموال المحصلة لحين موعد تأديتها إلى الخزينة حيث يمكن للشركة المسجلة في الضريبة الاستفادة من هذه السيولة في تمويل بعض نفقاتها خلال فترة الاستثمار في الوقت الذي تكون بأمس الحاجة إليها.
|