يختتم الهلال واليمامة دوري كأس جلالة الملك المعظم يوم الجمعة القادم بلقاء قوي بينهما، هذا اللقاء لايقلل من قيمته احتفاظ النصر بالمقدمة حتى في حالة فوز الهلال نتيجة للفارق الكبير في نسبة الاهداف بينه وبين النصر.. بسبب تقارب المستوى بين اليمامة والهلال.. ولأن اليمامة تطمع بالمركز الثاني فيما لو فازت على الهلال؟
صحيح ان المباراة قد تكون لها اهمية اكبر فيما لو تقرر على نتيجتها بطولة المنطقة، لكنها من جانب آخر سوف لاتفتقد هذه الاثارة للاسباب التي اشرنا اليها، ولأن لدى الهلال الرغبة الاكيدة للتساوي مع النصر في عدد النقاط، حتى وان خسر البطولة بفارق الاهداف.
ومع ان اليمامة ظهرت بالدور الثاني في مستوى هزيل، يقابلها الهلال الذي تحرك كثيراً ولعب بمستوى افضل من الدور الاول، فإن هذه المباراة تأتي تجربة جديدة لمدى ثبات الهلال على مستواه الحالي، ولمدى استفادة اليمامة من اخطاء الدور الثاني، بحيث يمكن القول عن احتمال نهوض الفريقين بمستوى المباراة الى الدرجة التي ترضينا كجماهير، لأن التصميم على الفوز يأخذ من اهتمام الفريقين الشيء الكثير، فضلاً عن محاولتهما معاً لاختطاف المركز الثاني.
يقولون ان اليمامة تصمد امام الهلال وان الاخير يتحرك امام اليمامة، ونحن لايهمنا من هذه المعادلة الكلامية، الا القناعة باحتمال اخراج الفريقين لهذه المباراة بالمستوى المشرف لكل منهما، بالاعتماد على القدرات النشطة في صفوف الفريقين، وحساسية اللقاء بينها، فضلاً عن تأثيره على مركز كل منهما.
وكما ان النصر سوف يشاهد المباراة مرتاحاً لصعوبة تساوي الهلال معه في نسبة الاهداف حتى وان فاز على اليمامة، فإن الشباب هو الآخر سوف يحضر المباراة كمتفرج، ولن تؤثر هزيمة اليمامة الاقل نقطاً على ابعاده من المؤخرة، لتخلف هذا الفريق بعدد النقاط، فضلاً عن نسبة الاهداف.
لكن بالطبع لن يتخلف جمهور الفريقين غير المعنيين عن المباراة استناداً إلى عدم تأثير النتيجة على مركز الفريقين «الاول بالنسبة للنصر والاخير بالنسبة للشباب» والسبب ان هذه المباراة هي الاخيرة في دوري كأس جلالة الملك المعظم، واستعداد الهلال واليمامة لها بدأ مبكراً جداً.
كلنا امل ان نشهد لقاء حافلاً بالإثارة بصرف النظر عن النتيجة ولصالح من ستكون..؟!
الحياة دائرة مغلقة، والانسان يدور فيها، فيموت جيل ويولد جيل، وتدفن انقاب وتعمر ديار، وتهجر قصور وتسكن اخرى، الكل يسعى من اجل ان يتزود ببعض الزاد مؤونة لهذا الطريق الشاق الذي ليس له نهاية سوى التعب فالسقوط ثم الموت، فالكل يسير ويكافح باقصى ما ملكت يداه من اجل ان يشق طريقه في هذه الحياة، والبعض يهلك قبل ان يقطع الطريق ويحقق ما سار من اجله، والبعض يصل الى نهاية طريقه، فإذا ما وصل وتريث قليلاً فيه اذا به يمرض ويضعف ويكهل ثم يقترب رويداً رويداً الى القبر فإذا بقدمه تزل فيسقط ثم يغطى بالتراب مختتماً بذلك مسيرته هذه لا بما تحصل عليه من مال وجاه وعز في هذا الطريق بل باعماله الصالحة التي يرضى عنها الله ورسوله والتي سيحاسب بموجبها يوم القيامة، فبعد ذلك يندبون عليه اهله وولده وذووه، ثم ماذا؟؟ ثم يصبح كأنه شيء لم يكن.
|