* س: - أنا رجل «حار الطبع» كل من حولي يقول «غشيم» حار وسبب لي هذا كثيرا من المشاكل بل بعضهم تقالّ شخصيتي جدا انا قلق من: حار الطبع غشيم، كيف أتخلص من هذا خاصة وبيتي قد اصبح مضطربا «جاء الوالد، تغبوا، اسكتوا، لا تقولون له عن ذاك، وذاك، هاه جاء جاء»، خوف وحذر مني بحيث انني لا اشعر بالأبوة الحقة؟
عبد الله ع.أ.ع - بريدة - القصيم
* ج: - قد اعتبر هذا منك جيدا اذا ذهبت الى انك تدرك عقلا وواقعا سوء ما انت عليه من: طبع شائن، وهذا دون سواه اي كونك تدرك حقيقة امرك وسوء طبعك هو: حجر الزاوية في تعديل الطبع على سبيل قويم.
ومن المؤكد حتى في حال التوبة من المعاصي كالربا والزنا والسرقة والكذب وهضم الحق او الحقوق، والحسد من المؤكد جدا ان الطريق الصحيح للسلامة هو: نظر الآثار المترتبة على كل هذا بعد حين حتى ولو لم يصح القلب.
فنظر العواقب الخطيرة على النفس والحياة نظر هذا بعين عاقلة رزينة تجعل سدا منيعا لكره كل سوء يكون يقول هارون الرشيد: «كل شيء يهون الا الدين ودعوة المظلوم رددناه ورددناه ليتنا لم نفعل».
وفي كتاب «الجواب الكافي» لابن قيم الجوزية رسم هناك عددا من آثار الخطأ من الذنوب وسواها.
وفي كتاب «الحلم» لابن أبي الدنيا كلام جيد عن الحلم وآثاره وحسن نتائجه على دين ودنيا المسلم على كل حال، وفي تحليلي النفسي لحالتك أنك: رجل فيك خير وتحبه وتدعو اليه فأنت طيب القلب لكن هذا يفتقر لديك الى ضابط يضبطه من : الترصن والهدوء وبعد النظر.
وانت رجل تنزع الى : تقديم العاطفة على العقل ما في ذلك شك عندي وقد لاحظ هذا اهل بيتك لا شعوريا فهم يخافونك ويحذرونك ويتظاهرون أمامك بما يطيب خاطرك ويهدئك حتى اذا ما ذهبت سافرت نمت، بدوا كعصافير افلتت من قفص وانت رجل لا تدرك نتائج ابعاد وآثار التربية فولدك دون قصد منك قد ينشأ بعضهم على الكذب، المكر، ضعف الشخصية، التردد وعدم تحمل ثقل الحياة، لأنك تسيطر على البيت سيطرة غاشمة عجولة تنظر تسمع ثم تحكم وقد تحاكم وتقضي لكن افطن الى كلمة «الخليفة» وماذا قال لأن الزوجة قد تدعو عليك ما دمت قاضيا تقول وتعمل، وأنت رجل تنزع الى الندم بعد تصرف ما وهذا لعله يتكرر منك لكنك لا تستفيد من هذا الندم.
أتدري لماذا..؟
لأنك عجول وغشيم وتقدم العاطفة على العقل، لست اعلم هل تعاني مرضا عضويا؟
هل لديك امل لم يتحقق..؟
هل ترغب في شيء معين..؟
هل يضايقك امر ما «سري»؟
آمل الإفصاح لي سلفا
كم احب ان تسير على هذه الخطوات:
1- عش على سجيتك.
2- لا تبالغ في شيء ما ابدا
قبل دخول البيت وطن نفسك كثيرا على انك: والد حكيم عاقل مرب بأن سوف لن: تهيج فتكون مصفرا فيهتف الاولاد منك: جاء جاء، تغبوا، تغبوا، لا يدري لا يدري، وامثال ذلك.
وطن نفسك على رؤية وسماع جدل ومشاكل الاولاد فهذا هو ملح البيت وزاده.
وحاول إيجاد امرين:
1- مكتبة اسلامية علمية ناطقة.
22مكتبة اسلامية علمية، مقروءة.
وهذا كلام جميل انقله لك لعله يفيد وجدته او قل وجدته صالحا جاء في كتاب: «الموسوعة النفسية» ص94 من قسم: «سحر الشخصية» ما يلي:
«حجر الزاوية في بناء الشخصية النافذة هو»: الهدوء، والهدوء ركن ترتكز عليه جميع الدراسات والرياضات والتمارين في كل تكوين نفسي صحيح والهدوء نفسه اكبر عامل مؤثر في تحصيل التأثير على الآخرين».
ثم يقول: «ماهو الهدوء..؟ ولكن ماهو هذا الهدوء الذي تنشده؟
وماهو معناه..؟
- اذا كان كل ما حولك من ظروف وحالات وأوضاع شخصية يحتم الهدوء ويفرضه ويصبح من السهل ان تكون هادئا، غير ان الهدوء الذي ندعو اليه شيء غير هذا : انه موقف تتخذه في داخلك في سريرتك في قرارة نفسك رغم كل المعارضات التي تقاومك والمصاعب التي تواجهك، والمزاعجات التي تبلبلك والاحزان والمصائب التي تواجهك، والارزاء التي تتألب عليك في ساعة او ظرف او زمن انه ضرب من التماسك الذاتي الصميم يجعلك تجاه الاحداث والحادث المؤلم كأنه لم يكن».
ثم هو يجمل فهو يقول: «افضل ما يساعدك على بلوغ هذا الهدوء الذي نصف: ان تتمثل دوما الفوائد التي تعود عليك منه، والمتاعب التي تتجبنها بوساطته، هذا التمثل الذهني يوقظ في نفسك العزم والطاقة اللازمين لبذل الجهود التي تتطلبها تربية الذات والانتظام الذاتي».
هذا مجمل ما قاله وهو اذ يقول ما يقول انما ليبين حقيقة ليست غائبة عن بال كائن من كان لكنها بفضل الله تعالى انما تحتاج الى وعي جيد كبير وفطنة لازمة دائمة ثائرة يقظة نابهة، وهذا ولا جرم انما يكون حينما ترى بعين البصيرة الآثار الحميدة التي تجنيها من الهدوء خاصة مع الولد حتى يكونوا شيئا مذكورا فأنت تبذل الجد والجهد والنية الصالحة المصلحة القوية النابهة الفاقهة للواقع كله لذلك مبعدا عنهم التعلق بالفانية انما لتكون وسيلة لغاية اجل واعظم دنيا واخرى والهدوء يكسب العقل الباطن، شعوراً حياً بالارتياح والسيادة على كل طبع سيىء وكل سلوك غير سوي وكل توجه منحرف خذ مثلا سورة النور وسورة ق، وسورة الدخان، وسورة العصر، فبتأمل هذه السور بتأن وتكرار وتمعن وشفافية وصفاء تعطي هذه السور قارئها على هذه الصفة ما يتمنى انه كان منذ امد بعيد. جرب هذا بجو مطمئن ساكن خاشع، جربه تجده ذا آثار تحمدها ما حييت وتحمدها ما بقيت ويحمدها جيلك جيلا بعد جيل.
|