سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
إشارة لما نشر بصفحة عزيزتي الجزيرة بالعدد 11214 وتاريخ 12/4/1424هـ بعنوان «أين هم من الاخبار السارة.. الصحفيون يهتمون بالأخبار المحزنة فقط.. لماذا؟» بقلم أحد المشرفين التربويين بمحافظة طريف...!! عليه أحببت المشاركة بهذا الرد من منطلق معرفتي الشخصية بالزملاء الصحفيين في هذه المحافظة الفتية فأقول مستعينا بالله:
لقد تملكني العجب من هذا الانفعال غير المبرر الذي أصاب الإدارة التعليمية بمنطقة الحدود الشمالية بدءاً من هذا المشرف المدافع مروراً بمدير مكتب الاشراف التربوي بطريق وانتهاء بمدير عام التعليم بالمنطقة.. حيث انهالت الاتصالات من هؤلاء جميعاً على مراسلي الصحف، والتأكيد عليهم بأنه يجب عليكم التعتيم الإعلامي والتكتم الشديد على حادثة الحريق هذه التي وقعت في ثانوية طريف والتهمت الدور الثالث بما فيه من وسائل تعليمية وخرائط وأثاث.. وكادت أن تتسبب - لولا لطف الله - في حدوث خسائر كبيرة بالأرواح البشرية خاصة إذا ما علمنا ان التحقيقات الأولية للحريق تشير إلى أن هناك ولاعة سجائر وجدت في موقع الحريق مما يدل دلالة قاطعة على أن هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه بأي حال من الأحوال .. وكان تصرف إدارة المدرسة العاجل بإخراج ابنائنا من المدرسة له الدور الاكبر بعد عناية الله في انقاذ الطلاب.
وأما ما اشار إليه بأن مراسلي الصحف قاموا بتغطية هذا الحدث فهذا ما يمليه عليهم واجبهم المهني الإعلامي ورسالتهم الصحفية المتمثلة بالكتابة عن المواضيع التي تخدم العملية التعليمية والتربوية.. وهذا الخبر بحد ذاته يعتبر متميزاً من الناحية المهنية الرفيعة خاصة إذا ما علمنا بأنه نُشر بالصفحة الأخيرة من هذه الجريدة الغراء.
وكان الأولى بهذا المشرف وأمثاله حمل الرسالة التعليمية والتربوية على أكتافهم وإنارة مشاعل الهدى لفلذات الأكباد بأن يهتموا بتخريج أجيال تنير الطريق لهذه الأمة بدلا من التحدث عن الإنجازات والإسهامات عبر الصحف.
فما ذكره المشرف من انجازات كالمسابقات والحفلات والدورات والسباقات الرياضية فهذا من صميم عمله وعليه الا ينتظر الشكر والتقدير من أي أحد كان إلا الله جل جلاله هذا إذا كان ما قام ويقوم به من أعمال يبتغي بها وجه الله.
أما إن كان ينتظر مع نهاية كل عام أن ينشر أحد الصحفيين عن إنجازاته عبر الصحف فقد تشبعنا حد الملل مما ينشر من سيل المديح لهذا المسؤول أو ذاك عما تم إنجازه في إدارته.. وعلينا أن نرتقي لمصاف الأمم المتقدمة إعلامياً لنشر الحوادث والوقائع والمشكلات التي تحدث في المجتمع خاصة المؤسسات التربوية لطرحها ومناقشتها ومعالجتها والبحث عن مسبباتها لتفادي وقوعها في المستقبل.
ويحدوني الامل بأن تعالج إدارة التربية والتعليم العديد من القضايا التربوية بمحافظة طريف على وجه الخصوص وبالمنطقة بشكل عام ومنها تعيين مشرف إعلام تربوي بمركز الاشراف التربوي بطريف للتواصل مع الإعلاميين بدلاً من هذه الفجوة العميقة بينهما... وتعيين مشرف ثقافي واجتماعي وعلمي وفني ورياضي بطريف. وعقد مقابلات الوكلاء المرشحين لمدارس طريف ورفحاء بمحافظاتهم بدلاً من تجشم مخاطر السفر لمدينة عرعر والاهتمام بالمباني المدرسية وتصدعاتها ومنها متوسطة طريف «ذات المبنى الحكومي» والخوف من انهيار الاجزاء المتصدعة على رؤوس فلذات الأكباد وبالتالي حدوث ما لا يحمد عقباه..
فواز صالح الرويلي/ طريف
|