Friday 27th june,2003 11229العدد الجمعة 27 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المتفوقون في شقراء يحظون بالتكريم من الوجيه والوزير المتفوقون في شقراء يحظون بالتكريم من الوجيه والوزير
بقلم د.محمد بن خالد الفاضل / الأستاذ في جامعة الإمام وجامعة الأمير سلطان

أسرة الجميح الشقراوية التي يقودها عميدها الوجيه الكبير والمحسن الباذل محمد بن عبد الله الجميح لها مآثر كبيرة ومفاخر جمة على مدينة شقراء، وعلى غيرها من مشروعات البر والخير في المملكة وخارجها، وما زال أهل شقراء وكل محبي أسرة الجميح يعيشون أصداء حفل التكريم الكبير الذي أقامه الأهالي احتفاء بأسرة الجميح الكريمة وبعميدها الشيخ محمد، وهو حفل مشهود شاركت فيه شخصيات كبيرة من خارج شقراء وشارك فيه سمو الأمير سلمان بصوته ومشاعره. وامتداداً لأفضال هذه الأسرة ومآثرها في شقراء، قرر الشيخ محمد الجميح تخصيص جائزة سنوية مقدارها ثلاثمائة ألف ريال لتكريم طلاب وطالبات المحافظة المتفوقين دراسياً، وقد بدأ العمل الفعلي بهذه الجائزة هذا العام، وأقيم الاحتفال الأول بتسليمها مساء الأربعاء الماضي 11/4/1424هـ، على ستاد نادي الوشم بشقراء، وكان الحفل تحت رعاية معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد الذي تكرم مشكوراً بالحضور ومعه بعض وكلاء الوزارة وكبار مسؤوليها، وقام معالي الوزير مع سعادة الوجيه محمد بن عبد العزيز الجميح بتوزيع الجوائز في حفل كبير حاشد تزينه روعة التنظيم وجودة البرنامج على ثمانية وستين طالباً وطالبة من مختلف مدن المحافظة ومدارسها.
وقد شملت: شقراء ومرات وثرمداء وأثينية والقرائن وأشيقر والقصب والمشاش والداهنة والحريِّق والمحمدية وغيرها من مدن المحافظة وقراها.
وبعد الحفل تجول معالي الوزير وصحبه والضيوف في عدد من المعارض الطلابية التي تبرز نشاط مدارس المحافظة، وكان آخر المعارض معرض الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الذي أقيم في بيت الطالب بالتعاون بين ادارة التربية والتعليم بمحافظة شقراء وجهاز الارشاد والتوجيه بالحرس الوطني، باشراف ومتابعة من الدكتور إبراهيم أبوعباة رئيس الجهاز، ومدير التعليم الأستاذ عبد الرحمن العيد، وتولى الشرح لمعالي الوزير والضيوف الدكتور توفيق علون المشرف العلمي على المعرض، وعند الساعة الحادية عشرة تقريباً تناول الجميع طعام العشاء الذي أقيم في خيمة المناسبات في مبنى ادارة التعليم.
لقطات سريعة من المناسبة:
- غاب عن اللقاء سعادة الشيخ محمد العبد الله الجميح بسبب عارض صحي يسير ألم به ذلك اليوم - وهو بخير وعافية - وناب عنه ابنا أخيه: محمد وحمد العبد العزيز الجميح.
- يحمد أهالي شقراء لمعالي الوزير انه لبى دعوة المحافظة مرتين خلال أربع سنوات، وانه يكرم المحافظة باصطحابه هذه النخبة الطيبة من كبار المسؤولين في الوزارة.
- كان برنامج الوزير وصحبه في ذلك اليوم طويلاً وشاقاً بدأ من طلوع الشمس حيث زار معاليه في صباح ذلك اليوم محافظة القويعية وتجول في بعض مدنها وقراها وتناول فيها الغداء، وتوجه منها إلى شقراء واستمر برنامجه فيها إلى منتصف الليل، ثم عاد في ليلته إلى الرياض ووصلها في الثانية فجراً ,أي أنه قضى مع صحبه قرابة عشرين ساعة في برنامج متواصل لم تتخلله فترة استراحة كافية، فبدا عليهم الارهاق والتعب والملل، وأود أن أقترح على معاليه أن يرفق بنفسه ومن معه مستقبلاً، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى» وألا يجمع زيارتين لمحافظتين في يوم واحد، حتى لا يكون ذلك على حساب برنامج الثانية فيختل ميزان العدل، والله سبحانه يقول: {فّإنً خٌفًتٍمً أّلاَّ تّعًدٌلٍوا فّوّاحٌدّةْ } .
- أشاد معالي الوزير في كلمته بالطالب أنس بن محمد الرحيمي الذي ألقى كلمة الطلاب المتفوقين، وأثنى على إلقائه ولغته ومستواه، وقال أين الذين يشككون في مستوى التعليم لدينا، ونحن نخرج مثل هذا الطالب.
- من الأمور الجميلة التي أبهجت أهل شقراء في هذه المناسبة حضور سعادة مدير التعليم في القريات مع نخبة من منسوبي ادارته، استضافتهم ادارة التعليم في شقراء ضمن برنامج جديد يتم بين ادارات التعليم في المملكة اسمه «مشروع التوأمة» بين ادارات التعليم، وهو مشروع نبعت فكرته من ادارة التعليم في شقراء وهي أول من طبقه بعد أن عرض على معالي الوزير فحظي بالمباركة والموافقة، فاختارت ادارة شقراء محافظة القريات لعقد التوأمة معها، وقام مدير التعليم في شقراء مع بعض زملائه فزاروا القريات، ثم دعوهم لزيارة شقراء، وعقدوا معهم عدداً من اللقاءات والاجتماعات المثمرة، والهدف من هذا المشروع التواصل والتعاون وتبادل الخبرات مما يسهم في تطوير العملية التربوية والتعليمية.
- عاشت شقراء تلك الليلة عرساً بهيجاً سعيداً، لكن المعاريس ليسوا كباراً كالعادة وانما هم أطفال وفتيان وفتيات، وينشرح صدرك حينما ترى البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال وهم يعيشون ليلة لن ينسوها في حياتهم، وستبقى محفورة في ذاكرتهم، وسيبقى اسم الجميح محفوراً في ذاكرتهم ومحفوفاً بدعوات والديهم وأهاليهم، لأنه أدخل السعادة على قلوبهم بمبلغ رمزي في نظره، ولكنه كبير القيمة عندهم في أثره ودلالته، أقول هذا الكلام لأني قد عايشت تلك التجربة عندما كنت صغيراً، فقد اعتادت ادارة المعهد العلمي في شقراء تكريم المتفوقين دراسياً في حفل المعهد السنوي الكبير الذي يحضره كل أهل البلد بهدايا رمزية وهي عبارة عن كتاب أو كتابين مكتوب عليهما عبارة اهداء لطيفة تتضمن اسم الطالب وترتيبه وسنته الدراسية، ولأني كنت أحصل على هذه الهدية سنوياً في المرحلة المتوسطة والثانوية، فإن تفاصيل تلك الاحتفالات ومراسم توزيع الهدية مازالت بكل تفاصيلها حاضرة في ذاكرتي، بل ان هذه الكتب التي حصلت عليها هي أعز الكتب التي تحويها مكتبتي، مع أن الكتب لدي تعد بالآلاف، وتشغل المكتبة عندي ثلاث غرف، لكن الكتب الهدايا هي الكتب المدللة والأثيرة والقريبة إلى نفسي، مما يدل على أن التشجيع يعني شيئاً كبيراً لأبنائا وبناتنا الصغار، فهنيئاً لمن حفزهم وشجعهم وأدخل السعادة إلى قلوبهم وقلوب أسرهم ونعم المال المستثمر في هذا المجال، وهنيئاً لهذه الأسرة الكريمة «أسرة الجميح» التي كانت فيما مضى -أيام الفقر والحاجة- تسد حاجة الناس بالطعام والشراب واللباس، واليوم تدعم غذاء الفكر وتشجع العلم وتدفع الناس إلى التفوق والتحصيل، فبارك الله فيهم وأكثر من أمثالهم.
- اجتمع شمل ضيوف ادارة التعليم الذين قرروا المبيت في شقراء على مائدة الافطار العامة التي أقامتها الادارة في خيمة المناسبات، وكانت فرصة طيبة التقينا فيها بمدير تعليم القريات وزملائه الكرام وبقية الضيوف.
- الأستاذ عبد الرحمن العيد مدير التعليم في شقراء كان دولاب نشاط وحركة -كعادته حرسه الله- وقد سرى من روحه هذه شيء إلى زملائه فأصابتهم عدوى الكرم والتضحية والايثار والمبالغة في خدمة الضيوف والسهر على راحتهم، فنعم الفريق ذلك الفريق ونعمت القيادة والقدوة.
أخيراً أكرر الشكر والرعاء لآل الجميح على بذلهم، ولمعالي الوزير وصحبه وسائر الضيوف على تشريفهم، ولأسرة التعليم في شقراء على تنظيمهم وكرمهم وحفاوتهم، ودامت مناسبات الخير والعطاء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved